أكد موقع المونيتور الأمريكي أن مصر باتت مركز اقليمي ولاعب رئيسي في سوق الغاز المسال وتتوجه صوب أوروبا، لاسيما بعد تحطيمها لأرقام القياسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال حيث سجلت مصر مبيعات عالية في 10 سنوات في عام 2021 بعد قفزة في الأسعار العالمية واستئناف الإنتاج في منشأتها الثانية للغاز المسال .

وقال الموقع ان في نهاية شهر يناير، تم تحميل أول شحنة غاز مسال مصرية إلى هولندا، من محطة دمياط للغاز الطبيعي المسال، على متن الناقلة "GASLOG GLASGO" التي تحمل علم بيرمودا، وتصل حمولتها إلى 174 ألف متر مكعب (70 ألف طن) من الغاز المسال. 

كانت هذه أول شحنة من نوعها على الإطلاق من مصر إلى هولندا ، التي تعمل كمحور لتوريد هذا النوع من الغاز الطبيعي في شمال غرب أوروبا الاستراتيجي.

وقال الموقع أن الشحنة فتحت رمزياً الباب لسوق جديد في وقت مناسب بشكل خاص لصادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية.

وفي العام الماضي ، سجلت مصر أعلى مستوى لها في 10 سنوات في مبيعات الغاز الطبيعي المسال ، وهو تدفق تأمل السلطات المحلية في الحفاظ عليه على المدى القصير على الأقل مع تحرك الدولة لوضع نفسها كمركز إقليمي للتجارة و توزيع الغاز الطبيعي وأن نصبح لاعباً رئيسياً في سوق الغاز الطبيعي المسال.

طريق مصر لتصدير الغاز المسال

 قال الموقع : لم يكن طريق مصر إلى تصدير الغاز الطبيعي المسال يسيرًا. خلال معظم العقد الماضي ، وخاصة في السنوات التي أعقبت عام 2011 المضطرب ، اعتمدت البلاد بشكل كبير على واردات الغاز ، لدرجة أنها اضطرت في عام 2016 إلى إنفاق حوالي 3 مليارات دولار لتحقيق هذه الغاية. 

وبدأ الوضع ينعكس بسرعة في عام 2018 بعد اكتشاف حقول غاز رئيسية جديدة ، وإدخال إصلاحات بعيدة المدى في القطاع ، ودفع معظم المستحقات المتراكمة للشركاء الأجانب ، ووصول استثمارات أجنبية مباشرة واسعة النطاق في الصناعة.

ووضع العمل المنجز على مدى السنوات القليلة الماضية الأساس لصادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية لتسجل زيادة كبيرة في عام 2021 ، والتي تميزت بسياق موات بشكل خاص.

و انتعشت الصادرات من مصنع إدكو ، أحد منشأتين للغاز المسال في مصر ، بعد أن عانى الخريف من اضطرابات وسط جائحة فيروس كورونا المبكر.

 واستأنفت المنشأة الثانية من نوعها - مصنع دمياط - إنتاجها في نهاية فبراير بعد توقف دام ثماني سنوات ، مستفيدة من قفزة في أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية. واعتبر المتحدث باسم وزارة البترول ، حمدي عبد العزيز ، في ذلك الوقت أن عودة المحطتين للعمل "ستمثل إحياء وازدهار إنتاج الغاز الطبيعي المسال في مصر".

على الأقل حتى الآن ، تثبت الأرقام أنه على حق، حيث  قفزت صادرات مصر من الغاز الطبيعي والمسال خلال عام 2021 بنسبة 550٪ لتصل إلى 3.9 مليار دولار ، مقارنة بـ 600 مليون دولار في العام السابق ، بحسب بيان وزير البترول المصري طارق الملا ، صدر في 2 فبراير على موقع الوزارة على فيسبوك.

و أوضح الملا أن مصر تصدر حوالي 1.6 مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز من خلال مصنعين للغاز الطبيعي المسال. وفي بيان عقب اجتماع الجمعية العمومية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) في 11 فبراير ، قال الوزير إن إجمالي كمية صادرات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال بلغت 3.5 مليون طن خلال النصف الأول من العام المالي الحالي لمصر ، وهو ما يمثل يبدأ في يوليو ، وأنه يتوقع أن يرتفع إلى 7.5 مليون طن بنهايته.

مصروأوروبا والغاز 

قال الموقع الامريكي ان مصر  لديها عدة عوامل لصالحها للعب دور متزايد في تلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال. و بالإضافة إلى احتياطيات الغاز الكبيرة ، تشمل هذه العلاقات الوثيقة مع الاتحاد الأوروبي ، والمسافة الصغيرة بين الاثنين ، وحقيقة كونك محاطًا بمصدرين أصغر مع نقص في قدرة تسييل الغاز وقدرة تسييل الغاز غير المستغلة.

في هذا السياق ، يعتبر تأمين وصول أكثر استقرارًا إلى سوق الغاز الطبيعي المسال - بدلاً من الغاز عبر الأنابيب - وتنويع مصادر إمدادها في صميم استراتيجية أمن الطاقة للاتحاد الأوروبي ، وهو أكبر مستورد للغاز الطبيعي في العالم باعتباره محليًا. يغطي الإنتاج أقل من نصف احتياجاتها ، مما يضطرها إلى تصدير الباقي.

في 4 فبراير ، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن احتياطيات الغاز الأوروبية في الصيف والخريف الماضي لم يتم تجديدها بالكامل كالمعتاد ، ولا سيما من قبل شركة الطاقة الروسية غازبروم ، التي ألقت باللوم عليها في "الوفاء بعقودها ولكن فقط في النهاية الدنيا لالتزاماتها ". 

لهذا السبب ، قالت فون دير لاين إن المفوضية الأوروبية "تعمل بنشاط كبير على إيجاد مصادر جديدة للطاقة ، وتفصيلاً أنهم يتحدثون إلى العديد من الموردين المختلفين في جميع أنحاء العالم الذين" مهتمون جدًا بتطوير تعاون جيد وطويل الأمد مع أوروبا ، ومصر بينهم.

وفي عام 2021 ، صدرت مصر ما مجموعه 6.80 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من كل من إدكو ودمياط ، 63٪ إلى آسيا و 31٪ إلى أوروبا.