“آية ياسر” تتسلل إلى أنين النفوس عبر “صرخات مكتومة”


بلغة عربية فصيحة، ووصف مكاني مؤثر، ووريقات معدودة أخذتنا آية ياسر إلى عالم الـ”صرخات مكتومة”، فهي رحلة شيقة داخل مجموعة قصصية اعتمدت الكاتبة خلالها على عنصر التكثيف، 75 ورقة فقط كانت سيناريو قصص آية، تحمل داخلها 30 قصة تسبح خلالهم في عالم الأوجاع الداخلية التي تعيشها

النفس البشرية.

تنوع أبطال قصصها، فلمست وجع الأم والزوجة والرجل أيضًا، بل أنها تسللت إلى ما يدور في أذهان الأطفال من ذوي الهمم وحديثي الولادة.

وعلى الرغم من اختيار آية الموفق لعناوين القصص الثلاثين، إلا أن جميعهم ينطبق عليهم عنوان مجموعتها المميز “صرخات مكتومة”، فمضمون قصصها يدور حول أحاديث النفس الداخلية.. كذلك كان لغلاف مجموعتها القاتم اللون وبالمرأة الصارخة التي تعبث الأيادي الخارجية بحياتها، إشارة حية لما تود أن توصله آية للقراء.

تنوعت القصص بين السياسي والاجتماعي والرومانسي والفانتازيا، أهمها:

*وحشة الليل:

وصفت آية مشاعر الأم التي سرقت الغربة ابنها، وتظل في انتظاره، إلى أن غاب شهرًا، لتترك القاريء متسائلًا، هل مات غريبًا أم أماتت الغربة مشاعر حنينه لأمه.

*لغة الصمت:

كانت لبطل من ذوي الهمم “أبكم”، خلق لنفسه عالمه الخاص، حيث عكف على تربية الحمام، واضطرته الحاجة إلى التفريط فيهم لجلب المال من أجل علاج جدته، إلا أن الحمام يعود إليه مرة أخرى.

*علاقة محكوم عليها بالفشل:

تغلغلت آية إلى نفس الرجل السادي الذي وقع في عشق امرأة شرسة ذات كبرياء، إلا أنه يبتعد أنها ويتزوج بامرأة خاضعة، كي يرضي ساديته من خلال توسلاتها.

*الصبي ذو الوجه المظلم:

بطل هذه القصة يبلغ من العمر خمسة أعوام، سارق محترف، تبحر آية إلى عالم ذلك الطفل قليل الكلام وفي الأسباب التي يعانيها الأطفال وتحرك داخلهم ميكانزمات الدفاع المجتمعية.

*الرغبة:

تلمس آية في هذه القصة، مشاعر الزوجة المشبقة غير المشبعة، مشيرة بشكل غير مباشر إلى أن غياب الحب هو السبب الرئيسي وراء فتور العلاقات الحميمية، ومن بعدها العلاقة الزوجية برمتها.

*أوجاع من نوع خاص:

تتأمل الكاتبة في هذه القصة بعالم الأنثى الداخلي، بعد أن يهجرها زوجها، وكيف تترك هذه الجراح آلامًا لا تندمل.

*انتقام:

بمشاعر أنثوية رهفة وإنسانية ملموسة، عاشت آية في عالم الفتاة التي توقع الرجال في شباك حبها ثم تتركهم جرحى.

وقد عادت آية إلى طفولة تلك المرأة الموجعة وما عانته من تحرش وإهانات ولوم على ذنوب لم تفعلها، كما تطرقت إلى قضية الختان وما تسببه من طعنات وجروح أنثوية لا تندمل أبدًا.

*مدينة الأشباح:

لم تذكر آية اسم تلك المدينة التي غاصت في الحرب وقتلت الحياة في نفوس أبناءها، فهناك من مات جوعًا أو رميًا بالرصاص، وهناك من لجأ إلى بلد آخر، أما الباقون فهم في انتظار الموت.

*رهانات الموت:

لم تحدد آية المكان أيضًا، على الرغم من براعتها في وصف التظاهرات وسقوط القتلى والجرحى، تسللت هنا إلى مشاعر الثائر على الحياة ورهانه على الموت.

*العروس:

تناولت آية في هذه القصة بعدًا قاسيًا، حيث عالم فتاة من “الصم والبكم” تتزوج في باكورة بلوغها ويدهس زوجها فراخ ببغاءها من أجل ممارسة نشوته، إلا أنها ترحم القاريء وتجعل هذا المشهد القاسي كابوسًا في عالم الأحلام.

*حالة مستعصية:

عايشت آية هنا أمراض الغيرة المهنية، وتأثير الحياة الشخصية على المبدعين وعركلة إنجازاتهم.

*أم موسى:

قاسية تلك القصة التي تصف فيها الكاتبة ببراعة ودقة مشاعر رضيع يقضم ثدي أمه بعد أن فارقت الحياة على يد قوات الاحتلال.

*أرواح معذبة:

هي الأطول بين المجموعة القصصية، تناولت خلالها قضيتين أهمهما انحراف ابنة البطل الزائف انتقامًا منه على قسوته وعقابه لها على جرائم أخلاقية لم تفعلها.

وعلى الجانب آخر، معاناة زوجته بين الضرب المبرح والألم النفسي، وغياب الأمان والتقدير المجتمعي، الذي جعلها ذليلة وأسيرة في بيته حتى داهمه المرض وسجنتها العادات والأصول مرة أخرى، فلم تجد خلاصًا إلا بعد موته، وكان للفظ أنفاسه الأخيرة ميلادًا لها ودموعًا على ما فات من العمر مع الألم والأنين.

*الرحيل:

بمشاعر جياشة ذهبت الكاتبة إلى المهاجر غير الشرعي وما يزلزل وجدان الأهل بعد فقده.

*رحلة عذاب:

في مشهد مليء بالقهر، تلد امرأة عامل اليومية طفلتها مفارقة للحياة القاسية التي يركض فيها والديها باحثين عن قوت يومهما.

*مشهد عبثي:

تناولت آية بحسها الصحفي قبل الأدبي مشكلة تكاد تظهر بساطتها لمن يملك قوت يومه، إلا أنها عظيمة على هؤلاء الذين يعيشون على هامش الحياة، فهي لامرأة تعجز عن صرف معاشها –لانتهاء صلاحية البطاقة- وتعود بيتها ولا تعلم ما الذي تستطيع فعله وكيف ستطعم صغارها ذلك اليوم.

*التقاليد المريرة:

بصرخة ثائرة على العادات والتقاليد المريرة، التي تسرق الطفولة وتجعل من الفتاة ذات الضفائر أمًا، فتعاني الحرمان من التعليم والطفولة معًا لتُحشر بعالم النساء المحمل بالمسؤوليات.

*فيولا:

تعايشت آية مع معاناة بطلة القصة المضطهدة، تارة لديانتها، وتارة أخرى بسبب فقر المال والجمال، فتقرر البطلة الهرب من التنمر وتترك التعليم.

*زنزانة:

بأسطر معدودة لخصت الكاتبة قضية ضياع العدالة، حيث وضعت القاضي والمتهم البريء في زنزانة واحدة لا يسمع أحد صوتهما فيها.

*صرخات مكتومة:

لمست آية بحروفها أنامل العذاب التي تعيشه الأنثى عند خيبة أملها وخذلانها فيمن تحب، تلك اللحظة التي تتجمد فيها مشاعر الأنثى فلا تستطيع البكاء أو الصراخ أو الضحك، فقط الصمت الذي يسبق مس الجنون.

جدير بالذكر أن آية ياسر كاتبة صحفية وروائية، تكتب الرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل، تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعملت محررة ثقافية في عدد من الصحف والمجلات، ومن أهم أعمالها:”رواية ضائعة في دهاليز الذاكرة، رواية همس الأبواب، رواية ذكريات الأمكنة، مجموعة قصصية متى سأكبر”.

وفازت مجموعتها القصصية للأطفال “متى سأكبر” بالمركز الأول في مسابقة هبة بنداري.

“صدرت مجموعة صرخات مكتومة عام 2022 عن دار m k”

تاريخ الخبر: 2022-02-16 18:21:41
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:50
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 52%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

الحوار الاجتماعي.. التفاصيل الكاملة لاتفاق الحكومة والنقابات

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:27:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

السجن 4 سنوات لصاحبي أغنية “شر كبي أتاي”

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 18:26:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية