جثث لا تتحلل وعقول لا تتأمل


إذا أردت اغتيال مجتمع بوباء جماعى، فالأخطر من نشر الطاعون والكوليرا، أن تنشر وباء الخرافة! الخرافة تصيب المجتمعات بالشلل والكساح وتجبر العقول على العمل ضد مصلحتها وبقائها، لأن الخرافة تزين للإنسان أن القاع أو الهاوية التى يهرول إليها هى كنز السعادة!

آخر الخرافات التى تداولتها السوشيال ميديا والمواقع والبرامج كانت خرافة عدم تحلل جثة الفنان الجميل الراحل علاء ولى الدين التى صرح بها شقيقه معتز، والشقيق إنسان طيب ورقيق، ولكنى أناشده من موقع المحب له ولشقيقه ألا يردد هذا الكلام مرة أخرى لأنه يجافى العقل والمنطق، ويؤثر فى الأجيال الجديدة المحتاجة إلى التمسك بالعلم لا بالدروشة.

قال شقيق الفنان الراحل إنه حاول نقل رفات شقيقيه خالد وعلاء ووالدتهما من مقبرة مدينة نصر التى كان علاء ولى الدين قد اشتراها قبل وفاته، فوجد أن جثة «علاء» كما هى لم تتحلل بعد ١٩ سنة من دفنها، ودون أى تغيير وكأنه دُفن تواً، وهذه ليست أول مرة، فقد قيل نفس الكلام عن جثة عبدالحليم حافظ.

ففى الذكرى الـ44 لوفاته فى عام 2021، صرح نجل شقيقه بأن جثة عمه لم تتحلل عند محاولته نقل الرفات من مكانها، وقال محمد شبانة فى تصريحات تليفزيونية، إن عائلة «شبانة» اضطرت لنقل الرفات بعد غرق مقابر البساتين بفعل المياه الجوفية، فكان لا بد من نقلها لعزل الماء ثم إعادتها مرة أخرى، وأشار «شبانة» إلى أنه وجد عمه عبدالحليم حافظ نائماً فى سلام، وأنه رأى أجزاء من وجهه كالشعر والحواجب والجفون والأذن والفم والأنف!!

وبالعلم والمنطق، فإن أية جثة مدفونة فى مدافن مصر العادية من الإسكندرية حتى أسوان لا بد أن تتحلل، وليس علاء ولى الدين أو عبدالحليم حافظ أو أى شخص استثناء من هذه الحقيقة، فكما أن درجة غليان المياه مائة درجة فى موزمبيق وفى أمريكا، فالجثث تتحلل. سواء صاحبها هو شيخ أو قديس أو فنان أو رياضى أو فلاح.. إلخ.

والعلم هو ما صرح به رئيس مصلحة الطب الشرعى السابق د. أيمن فودة الذى قال: «التعفن يحدث بعد الوفاة بمدة تتراوح بين اليوم ونصف، والثلاثة أيام، تحلل الجثة الآدمية يكون بعد حدوث الوفاة، ودخولها فى مرحلة حالة التعفن بعد الوفاة بمدة ما بين 36 ساعة إلى 72 ساعة، ومن ثم التحلل الكلى الذى يحدث للجثة فى غضون 6 شهور بعد الوفاة حتى لا يظهر منها سوى العظام، ونفى صحة الحديث حول عدم تحلل جثة عن الأخرى».

وكشف د. أيمن عن وجود حالتين فقط قد لا يحدث معهما تحلل الجثة، الحالة الأولى هى دفن الجثة فى الصحراء، حيث يجب أن تصل درجات الحرارة فى منطقة دفن الجثة إلى 60 درجة مئوية، كونها درجة حرارة غير مناسبة لتحلل البكتيريا النافعة داخل الجسم، والحالة الثانية إذا تم وضع الجثة بالكامل فى المياه سواء فى مياه مالحة أو عذبة أى «بحر أو نيل»، وفى هذه الحالة تتفاعل المياه مع الدهون الموجودة فى الجثة ما يجعلها أشبه بالصابون ويصعب تحللها.

أتمنى أن يُسدل الستار حول مثل تلك القصص والحكايات حفاظاً على عقل هذا الوطن.

نقلاً عن "الوطن"

تاريخ الخبر: 2022-02-17 18:16:45
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 84%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية