بعد تعرض والدها المفكر الراحل لهجوم وشماتة من الإسلاميين عقب وفاته بسبب أفكاره التي حارب فيها الأفكار الإرهابية، طالبت إيزيس سيد القمني، ابنة المفكر الراحل سيد القمني، إطلاق اسم والدها على أحد شوارع مشروع جبل التجلي في مدينة سانت كاترين والمعروفة بكونها حاضنة ومجمعا للأديان.
وقالت في تدوينة لها عبر حسابها الرسمي بـ" فيسبوك": "ألم يحن الوقت لننسب الفضل لصاحبه في فكرة مشروع جبل التجلي، وإنشاء قاعة أو تسمية شارع في الموقع باسم صاحب فكرة المشروع المفكر المصري سيد محمود القمني؟".
مشروع التجلي الأعظم
فيما قالت ابنة القمني لـ" العربية.نت" إن والدها هو أول من فكر في هذا المشروع الذي يجمع الأديان الثلاثة وينبذ التعصب الديني ويقدم السماحة الحقيقية للأديان، وعندما فكرت الدولة في إقامة هذا المشروع فعليا تحت اسم مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام "وكان لا بد من تذكر هذا الرجل الذي سبق وفكر في ذلك وتكريمه وتخليد اسمه بإطلاقه على أحد شوارع المشروع".
وكانت مصر قد أعلنت إنشاء مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، وهو من أبرز المشروعات التي يتابعها بعناية واهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ووجه الرئيس المصري حكومته بأن يتسق المشروع مع مكانة تلك البقعة المقدسة من أرض مصر، ولتقديمها للإنسانية ولشعوب العالم على النحو الأمثل، تقديراً لقيمتها الروحية العظيمة التي تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة، حيث تجلى الله سبحانه وتعالى فيها لسيدنا موسى عليه السلام.
مزار روحاني
يهدف المشروع إلى إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، وترميم بعض الكنائس داخل الدير، مثل كنيسة اسطفانوس ويوحنا، والحفاظ على حرم الدير، الذي يضم 4 مناطق، لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة، و3 آبار، و3 عيون تاريخية، ومنحل عسل، ومعصرة زيتون، وكانت ضمن المعايير التي سجلت منطقة سانت كاترين تراثا عالميا باليونسكو عام 2002.
وكان سيد القمني قد توفي قبل أيام بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 75 عامًا.
ولد المفكر الراحل في 13 مارس 1947 بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف، وتناولت أبحاثه ودراساته ملفات التاريخ الإسلامي، حيث تعرض لهجمات عدة بسبب أفكاره، حيث رآه البعض باحثا في التاريخ الإسلامي من وجهة نظر شيوعية، ورآه البعض الآخر جريئا في تناول أفكار الجماعات المتطرفة وتنظيمات الإسلام السياسي.
من أبرز مؤلفات القمني أهل الدين والديمقراطية، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل، الإسلاميات، قصة الخلق، صحوتنا لا بارك الله فيها، الأسطورة والتراث، النبي إبراهيم والتاريخ المجهول، والنسخ في الوحي وقمة الـ 17.
جائزة الدولة التقديرية
وفاز المفكر الراحل بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلق ترحاب الإسلاميين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري دعوى قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبرًا أن الجائزة إهدار للمال العام، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي.
وخاض القمني معركة مع الأزهر بعد آرائه التي تناولها في كتابه الله، ما دفع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفي أول مهامه عقب توليه مشيخة الأزهر لتقديم مذكرة إلى القضاء الإداري بتفنيد آراء القمني، حيث طالبت المذكرة بمنع القمني من أي جوائز تكريم، كما طالبت بمنع تداول كتبه في أي مكتبة.
ووقتها طالبت الدكتورة ايزيس ابنة سيد القمني النائب العام المصري بحماية والدها بعد الهجوم الذي شنته ضده جبهة علماء الأزهر في بيان رسمي يحمل توقيع رئيسها الدكتور يحيى إسماعيل، وهي الجبهة التي سبق وتسببت في مقتل المفكر الراحل فرج فودة، وعقب وفاته تعرض المفكر الراحل لشماتة من جانب بعض الإسلاميين الذين اتهموه بالكفر والإلحاد.
