أعلن زعيم انفصالي في شرق أوكرانيا تدعمه روسيا إجلاء سكان منطقة انفصالية إلى جنوب شرق روسيا الجمعة، وسط تصاعد عمليات القصف.

ولدى إعلانه هذه الخطوة على مواقع التواصل الاجتماعي، قال دينيس بوشيلين رئيس ما تسمّى بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، إنّ موسكو وافقت على توفير الإقامة للسكان المغادرين، على أن يجري إجلاء النساء والأطفال وكبار السن أولاً.

وحضّ ليونيد باسيشنيك زعيم الانفصاليين في إقليم "لوغانسك" بشرق أوكرانيا، الأهالي على المغادرة والتوجّه إلى روسيا، وسط تحذيرات موسكو ودول الغرب من تصعيد للأعمال العسكرية.

وقال باسيشنيك في بيان "لمنع وقوع إصابات بين المدنيين، أدعو سكان الجمهورية (..) إلى المغادرة والتوجّه إلى روسيا الاتحادية في أقرب وقت".

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء أن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قال اليوم الجمعة إنه لا معلومات لديه عن الوضع في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا بعد أن أعلن قادة انفصاليون مدعومون من موسكو إجلاء السكان.

فيما قال شاهد عيان لوكالة "رويترز" إن صفارات الإنذار دوت في وسط مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا الجمعة.

انتهاكات واتهامات متبادلة

أعربت روسيا التي تنفي التخطيط لشنّ هجوم على أوكرانيا، عن قلقها في وقت سابق الجمعة بشأن الزيادة الكبيرة في وتيرة القصف في المنطقة المعروفة باسم "دونباس".

وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، إصابة جندييْن بجروح جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا في "دونباس".

وأوضحت القوات المسلحة في بيان الجمعة، أن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار شرقي البلاد 60 مرة، أمس الخميس.

وأشارت إلى استهداف الانفصاليين بالنيران مناطق "فوديان ولوغانسك وسفيتلودارسك ومارينكي وبسكي وأفدييفكا وشيروكينو" التابعة لـدونباس".

وأوضح البيان أن 43 من الانتهاكات ارتُكبت بأسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك.

وتحدث مراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن زيادة كبيرة في عمليات إطلاق النار بتسجيل 189 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في منطقة دونيتسك الخميس، بزيادة 24 عن اليوم السابق.

فيما أشار الانفصاليون بدورهم إلى حصول 27 انتهاكاً من جانب الجيش الأوكراني.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف وراء التصعيد الأمني الجديد.

وكان الانفصاليون المدعومون من روسيا قد أعلنوا من جانب واحد استقلال مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا في ربيع 2014، وتقع المنطقتان في حوض دونباس الشرقية التي مزقتها النزاعات.

"استفزاز"

حذّر وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي ونظيرهم الأمريكي الخميس من بروكسل، من استفزاز في شرق أوكرانيا تخطط له موسكو لتبرير تدخل عسكري.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنّ بلاده لم ترصد انسحاباً للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية، بل رصدت مزيداً من الحشود.

وأضاف: "سنبذل كل ما هو ضروري للدفاع عن حلفائنا (..) أوروبا تواجه الآن تحديات للسلام والأمن الدوليين".

وتابع: "سنستخدم كل الإمكانيات، بينها الوسائل الدبلوماسية (..) وندرس قرار تسليم بولندا دبابات استراتيجية وإرسال المزيد من الجنود إليها".

بدوره قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشزاك: "نحن على حافة أخطر نزاع منذ الحرب العالمية الثانية".

من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الروس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي إلى "التخلّي عن مسار الحرب" مؤكّداً "معلوماتنا تُظهر بوضوح" أنّ القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، "بما فيها قوات برية وطائرات، تستعدّ لشنّ هجوم على أوكرانيا في الأيام المقبلة".

وأضاف بلينكن أنّ القصف في شرق أوكرانيا في الساعات الـ48 الماضية هو جزء من جهود روسية لاختلاق "استفزازات كاذبة" لتبرير مزيد من "العدوان" ضد الجمهورية السوفيتية السابقة، ثم "الرد على تلك الاستفزازات، وفي نهاية الأمر تنفيذ عدوان جديد على أوكرانيا".

والأسبوع الماضي، أصدر وزير الدفاع الأمريكي تعليمات لإرسال 3 آلاف جندي إضافي إلى بولندا على خلفية تصاعد التوتر الروسي-الأوكراني.

ومؤخّراً، وجّهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هدّدت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنّت هجوماً" على أوكرانيا.

وفي ظل هذه الأجواء بالغة التوتر، تتجه الأنظار مجدداً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا تزال نواياه حيال أوكرانيا غير واضحة.

TRT عربي - وكالات