قال الأستاذ محمد حمداوي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، ومسؤول مكتب علاقاتها الخارجية إن “دور المغاربة في القدس وفي فلسطين لا يتوقف فقط على المساندة الشعبية بالمسيرات الشعبية، ولكن تاريخيا كانوا موجودين في القدس يدعمون فلسطين والأقصى الشريف بكل أشكال الدعم والمساندة”.
واعتبر، في كلمة بثها في صفحته بفيسبوك، عن أن دور المغاربة تجاه القدس وفلسطين دور تاريخي يجب أن يستمر، وقد كانت لهم حارة في القدس وباب في المسجد الأقصى المبارك في الصور الغربي للمسجد يسمى باب المغاربة.
وأوضح أن المغاربة شاركوا في حرب حطين التي قادها صلاح الدين الأيوبي رحمه الله لتحرير القدس، وشارك فيها كثير من المغاربة منهم العالم الصالح أبو مدين شعيب الغوث رحمه الله الذي شارك في الحرب وبترت ذراعه في هذه الحرب ودفنت هناك.
وذكر بأن القائد الناصر صلاح الدين عند الانتهاء من معركة التحرير أسكن المغاربة في الشق الغربي للمسجد الأقصى المبارك وقال قولته الشهيرة وهي شهادة عظيمة في المغاربة؛ قال إنهم “يثبتون في البر ويبطشون في البحر ويستأمنون على القدس”. فهي ثلاث صفات عظيمة ذكرها الناصر وستبقى للتاريخ للمغاربة، ونرجو أن يتصف بها أحفاد هؤلاء المغاربة جميعا. يقول حمداوي.
وأشار المتحدث إلى أن المقصود بالمغاربة، المغرب كله الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس وليبيا، وحارتهم كانت مأهولة وكانت دوما حية في محيط المسجد، وكان فيها إلى حدود سنة 1967، 140 بيتا.
وبالنظر إلى دور هذه الحارة في حفظ القدس -يقول المناصر لقضايا الأمة- فإن الصهاينة بعد استيلائهم على القدس سنه 1967 أول ما قاموا به هو هدم حارة المغاربة بعد أربعه أيام فقط.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأعداء تحاصر القدس، استنجد صلاح الدين رحمه الله بالسلطان المغربي يعقوب المنصور الموحدي فأرسل له أسطولا بحريا يضم أكثر من 180 قطعة حربية ساهمت في صد الأعداء عن القدس، وعندما استنجد أهل القدس بالمغاربة “لبوا النداء مباشرة فعليا ومدوا القدس والمجاهدين بالمدد”.
ولفت إلى أن “المطلوب منا الآن هو أمور عملية في إسناد القضية الفلسطينية بالمسيرات المهمة جدا والوقفات، والدعاء أساسا وكل الأشكال خاصة الدعم المادي”. ولكن أيضا -يقول الأستاذ حمداوي- بـ“المواقف العملية من جانب الحكومات والدول التي ينبغي أن تبادر إلى رفع الحصار عن غزة وإسناد الثبات المقدسي”.