صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "الأيك في المباهج والأحزان" للروائي والقاص عزت القمحاوي، الذي اعتاد على استخدام نصوصًا مغايرة.

ويبحر "القمحاوي" في دروب ومسارات فنون شتى.. سرديات منفصلة ومتصلة لا تتبغى المعرفة وحدها بل تغوص فيما وراء الجمال الأخاذ، من الجسد الأنثوى ووقع الأصابع مرورا بفن العمارة ورائحة المعرفة وسيرة الشهوة والورع ومصايد الوحشة ومطارح الغرام ومذاق العفة، يغور فيها السارد الفصيح لبلوغ ما وراء الثابت والمتعارف عليه.

25 مقاله يسبح بنا المؤلف من خلالها في بحور بلا شطآن بحثا عن الجمال الخالص كرؤية فنان تعود على هذا النهج في كل ما يطرحه سواءا في الرواية أو القصة أو المقال، رؤية تفكيكية تهدم المستقر وتبيده بل تتناساه لتشيد على إطلالة رؤى عابرة للمسميات، فمن الحس البلاغي للرمزي الدلالي فالجمالي تتعدد تأويلات الكاتب في النحت التصويري والحدسي بناءا على رؤية عاشق للمعرفة عبر قنصه للكثير من المكونات في الجسد بداية من رأس المرأة وتاج الزينة وغطاء الرأس المحلى بالجواهر في عبور بلا شطآن لثقافات مختلفة يحيا بها وعليها العالم بإناثه ورجاله وعماراته ولغاته حتى البصرية منها.

متعة أن تقرأ عن اللغة البصرية في سينما مختارة وأعمال أحبها الكاتب فصار شغله الشاغل هو التخليف وتفتيت مقومات ومكونات جمال الطارح سواء مخرج أو مؤلف أو كاتب نص أدبي أو سينمائي يبحر المؤلف الذي أصدر من قبل مؤلفا تمهيديًا تحت نفس العنوان صدر منذ 6 أعوام ولكنه في هذا العمل الجديد يضيف أكثر من 50 % من رؤاه الجديدة حول مسارات ومساحات من الرؤية التى لا تقف عند التفسيرات الضيقة التى تعود عليها القارئ السهل من المؤلف الأسهل.

“القمحاوي” مثلما فعل في غالبية أعماله وخاصة في "غرفة المسافرين" يحيي المسكوت عنه بالتفتيش في ما وراء المنتظر من بنايات المعان كحرفي موهوب عاشق للوجود وكاره للعدم محتفيا بالجمال رغم تعدد ضحايا هذا الجمال في الملامح الإنسانية.

مؤلف "الأيك" يرى وحدة الوجود في تفتيت مكوناته وهدم كل قديم بليد، لبناء رؤية تجمع كلا من رؤية الفيلسوف والعاشق لتناقضات الحياة ولوعة العشق وضحايا الجمال المميت بفعل الدهشة واللا تشابك ليأتى التوحد مع ما وراء الجسد والجمال أو العقل وصولا لمعنى الخلود في رؤية مباهج الكون رغم تعاسة البشر حتى في حرمانهم من التمتع بما خلق الله من صفات الحسن التى تصنع الدهشة من قبل الرائي والصامت في الغالب إلا من تسرب وهياج حواسه ليأت الكمون من بعد الخفقان والفشل في التلاقي مع الآخر حتى في ماهيتى المكان والزمن.