أثار جدلاً واسعاً.. كيف استفاد إيلون ماسك من تبرع بـ 5.7 مليار دولار؟


تبرع الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، بنحو 5 ملايين سهم من أسهمه في شركة صناعة السيارات الكهربائية، للأعمال الخيرية، بقيمة 5.7 مليار دولار في نوفمبر الماضي، وفقاً لملف تنظيمي كشفت عنه الشركة الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من عدم إعلان تسلا، أو إيلون ماسك عن التبرع، إلا أن ذلك لم يوقف النقاشات المطولة داخل وخارج صناديق وهيئات العمل الخيري، حول الشفافية والخصومات الضريبية وتشريعات الكونغرس، إلى جانب التكهنات حول مكان التبرع بالأموال بالضبط.

وقال بعض الخبراء إن ماسك قد تبرع بأسهمه لصندوق المانحين الخاص به، أو DAF – وهي نوعية من الصناديق يتم اعتبارها في القانون الأميركي حسابات استثمار خيرية، حيث يمكن للمانحين المطالبة بخصم ضريبي مقدماً ولكن ليسوا ملزمين قانوناً بتوزيع الأموال، وفقاً لما ذكره موقع "Mint"، واطلعت عليه "العربية.نت".

ويرى الخبراء أن هذه الاستراتيجية تعد الأكثر فائدة لـ ماسك، أغنى رجل في العالم حالياً بثروة تقريبية تزيد عن 220 مليار دولار إذ سيسمح له التبرع لصندوق المانحين الخاص به أو DAF بالمطالبة بخصم ضريبي يصل إلى 30% من إجمالي دخله المعدل لعام 2021، بدلاً من 20% إذا كان قد تبرع به بدلاً من ذلك لمؤسسته الخيرية.

كما يمكن أن يقوم ماسك أيضاً بخصم القيمة السوقية العادلة للسهم بدلاً من قيمتها الأصلية وهو ما قد يقلل من الوعاء المفروض عليه الضريبة بصورة أكبر.

من جانبه، قال الملياردير المحسن الذي شارك في تأسيس مؤسسة Laura and John Arnold وArnold Ventures مع زوجته لاورا، جون أرنولد: "يمكنه أن يفعل ما يريد بأمواله وكذلك أي شخص". ولكن إذا كان يحصل على إعانة من المجتمع من خلال هذا الخصم الضريبي، إذن هناك مسؤولية مرتبطة به".

وأضاف أرنولد، سواء تبرع ماسك بأسهمه في شركة تسلا لصالح صندوق أم لا، فإن احتمال قيامه بذلك يسلط الضوء على ثغرة ضريبية مشكوك فيها للعديد من الأميركيين الأثرياء.

وقال أرنولد: "المجتمع يمنحهم هذا الخصم الضريبي، وهذا الدعم لتشجيع المزيد من الموارد للوصول إلى المجتمع. ولكن الطريقة التي يتم بها هيكلة قانون الضرائب اليوم، لا تستلزم حدوث ذلك إذ يمكنك الحصول على خصم على الضريبة اليوم، وليس هناك أي شرط لوصول هذه الأموال إلى المجتمع على الإطلاق. كما يمكنك التبرع لصندوق المانحين والاحتفاظ به في حساب استثمار معفى من الضرائب إلى الأبد".

تحركات للتشديد على صناديق العطاء

لقد شكل أرنولد وآخرون ممن يرغبون في معالجة هذه الثغرة ائتلافاً، كمبادرة لتسريع العطاء الخيري، والذي يسعى إلى تشديد المتطلبات الخاصة بصناديق العطاء الخيري وغيرها من الأدوات المالية التي يستخدمها الأثرياء.

فيما اقترحت مجموعة من المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قانون في مجلس النواب، هذا الشهر، من شأنه أن يحد من المدة التي يمكن أن تظل فيها التبرعات في صناديق DAF بدون ضرائب. كما تم تقديم تشريع مماثل من الحزبين العام الماضي في مجلس الشيوخ الأميركي.

فيما يعارض العديد من مؤيدي صناديق العطاء الخيري هذه التغييرات، بحجة أن صناديق المنح، التي يبلغ متوسط معدل توزيعاتها حوالي 20%، توزع الأموال بشكل أسرع وأكثر قوة من العديد من المؤسسات الخاصة، التي يكون متوسط توزيعها عموماً أعلى بقليل من 5% سنوياً التي يتطلبها القانون، وفقاً لمختبر كلية الحقوق بجامعة ستانفورد.

وقال أرنولد إذا كان ماسك قد طرح أسهم تسلا بالفعل في DAF، فإن نية قانون الضرائب جاءت بنتائج عكسية. لم يتلق المجتمع عائدات الضرائب الناتجة عن دخل ماسك على الأسهم أو المنفعة الخيرية التي كان من المفترض أن يخلقها الخصم الضريبي.

تبرعات مجهّلة

وتسمح صناديق DAF أيضاً بعدم الكشف عن هويتها. وقال مؤرخ العمل الخيري والباحث البارز في المعهد الحضري، بنيامين سوسكيس: "عندما تتبرع بهذا القدر من المال، فإن ذلك يعني بحكم التعريف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة".

وبشكل عام، اختلف نهج ماسك في التبرعات عن نهج العديد من المتبرعين الأثرياء الآخرين، والذين غالباً ما يُتهمون بالإعلان عن تبرعاتهم كوسيلة لتحسين سمعتهم.

وقبل حوالي شهر من التبرع بأسهمه، انخرط ماسك في معركة على تويتر مع رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي حث المليارديرات على التبرع بـ 6 مليارات دولار "لمرة واحدة" للمساعدة في إنهاء الجوع حول العالم.

وتعهد ماسك وقتها بأنه سيبيع 6 مليارات دولار من أسهم تسلا ويتبرع بعائداتها للوكالة إذا كانت تملك خطة واضحة لكيفية علاج الجوع بهذه الأموال.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بيسلي، هذا الأسبوع إنه لم يتلق بعد تبرعاً من الرئيس التنفيذي لشركة تسلا.

في بعض الأحيان، يوفر ماسك الشفافية بشأن تبرعاته. في العام الماضي، قدم 50 مليون دولار إلى مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال. كما تبرع بحوالي 30 مليون دولار لمجموعة متنوعة من المدارس العامة والمنظمات غير الربحية في جنوب تكساس.

يُظهر ملف ضرائب الدخل الأخير الخاص بمؤسسته الخاصة أنه تبرع بـ 11000 من أسهم تسلا للجمعيات الخيرية في عام 2019. ومن يوليو من ذلك العام إلى يونيو 2020، وزعت المؤسسة 23.6 مليون دولار في شكل منح. ذهب جزء من ذلك مباشرة إلى الجمعيات الخيرية العاملة، لكن جزءاً كبيراً - 20.7 مليون دولار - ذهب إلى Fidelity Charitable، وهي صندوق DAF، أيضاً.

تاريخ الخبر: 2022-02-20 12:17:15
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 80%
الأهمية: 89%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية