قدمت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحليلاً يوضح سيناريو الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا في حال حدوثه.

وتوقع التقرير أن تشن روسيا هجوماً واسعاً على عدة جبهات في وقت واحد، من الشمال الشرقي ودونباس وشبه جزيرة القرم، باستغلال تفوق قواتها البرية والبحرية والجوية.

وقد تنفذ روسيا ذلك عبر قيادة القوات البرية في بيلاروسيا مدعومة بغطاء جوي لحملة خاطفة في الجنوب تسيطر بها على العاصمة الأوكرانية كييف، ما قد يضطر الجيش الأوكراني المحاصر نظرياً إلى الاستسلام.

ووفقاً للتقرير سيكون الهدف الأساسي هو إجبار الحكومة الأوكرانية على استسلام سريع و"تحييد" قادتها عبر استهداف المؤسسات الرمزية للثورات المؤيدة للديمقراطية في أوكرانيا الممثلة في القصر الرئاسي والبرلمان والوزارات ووسائل الإعلام.

ويرجّح التقرير أن يؤدي التوغل العسكري باستخدام الضربات المدفعية والجوية والاشتباكات البرية إلى مقتل نحو 50 ألف مدني، وفقاً لتقديرات الولايات المتحدة.

كما قد يضطر الآلاف إلى الفرار من القتال، ما يعرض أوروبا لحالة طوارئ إنسانية وتدفق للاجئين قد يفوق احتمالها.

ولا يستبعد انتهاكات جسيمة إذا لجأت روسيا إلى استخدام الأسلحة الكيماوية كما حدث في سوريا، ما قد يؤدي إلى معاناة مروعة وفق تقديرات المسؤولين البريطانيين.

ويرى محللون أن روسيا قد تلجأ بدلاً من ذلك إلى سيناريو آخر عبر تنفيذ هجوم محدود ومخاطره أقل للاستيلاء على مزيد من الأراضي شرق أوكرانيا ودونباس، مع تأكيدها استقلال الجمهوريات الانفصالية الموالية لموسكو، وهو ما حدث في جورجيا عام 2008.

أو قد تستهدف موسكو الاستيلاء على مواني "ماريوبول" على بحر آزوف، و"أوديسا" على البحر الأسود، والاكتفاء بإنشاء جسر بري لشبه جزيرة القرم.

وفي حالة انضمام المدنيين الذين يجري تدريبهم حالياً إلى القتال، فلن تكون هزيمة القوات المسلحة الأوكرانية سهلة، فيما لم تستبعد الولايات المتحدة وبريطانيا تسليح مقاتلي المقاومة المحلية، كما فعلت أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان.

أما عن تدخل القوات الأمريكية بشكل مباشر فقد أعلنت أنها لن تلجأ إلى ذلك، لكن سيجري تقديم مساعدة عسكرية من قبل بعض دول حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ويشمل ذلك تقديم معدات عسكرية ضخمة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وقد تضطر الدول الغربية إلى التدخل المباشر في حال استمرار القتال وتعرضها للضغط.

تشمل القيود غير المسبوقة التي ستفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا في حال الغزو قيوداً على البنوك والشركات الروسية والصادرات والقروض والتكنولوجيا وفرض عزلة دبلوماسية واستهداف ثروة بوتين والمقربين منه، بالإضافة إلى تجميد خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المتجه إلى ألمانيا إلى أجل غير مسمى.

لكن لن تقتصر تداعيات الحرب على روسيا وأوكرانيا فقط، إذ سيؤدي ذلك كله إلى تعميق عدم استقرار الاقتصاد العالمي وسوق الأوراق المالية، وسترتفع أسعار الطاقة، كما ستتضرر الإمدادات الغذائية الأساسية في البلدان الإفريقية والآسيوية المعتمدة على أوكرانيا.

فيما قد يؤدي دعم الصين لبوتين إلى تعميق الخلافات بين الشرق والغرب، وفي حال تدخل الناتو بقوة قد يندلع حريق لا يمكن السيطرة عليه في جميع أنحاء أوروبا، وفق التقرير.

TRT عربي - وكالات