وضعت القيادة السياسية على عاتقها الحفاظ على صحة المصريين بشتى الطرق من خلال تحديث المنظومة الصحية وتوفير الخدمات الطبية المطورة وفق أحدث النظم العالمية، ومن هذا المنطلق جاء التأمين الصحي الشامل ليوفر خدماته الطبية المجانية أحيانا أو ذات الأسعار الرمزية.

ووصل عدد المسجلين بمنظومة التأمين الصحي الشامل في مرحلتها الأولى إلى أكثر من 5 ملايين مواطن بمحافظات بورسعيد، الأقصر، والإسماعيلية، في حين أن إجمالي عدد الخدمات الطبية المقدمة للمسجلين وصل إلى أكثر من 8.5 مليون خدمة من خلال 52 مستشفى و310 وحدات ومراكز، كما تم إجراء أكثر من 130 ألف عملية جراحية.

ومن خلال التأمين الصحي الشامل، تم إجراء العديد من العمليات التي تحدث لأول مرة منها نجاح 9 عمليات تشوهات عظام أطفال مختلفة، وذلك خلال 24 ساعة فقط بمستشفى الكرنك الدولي التابعة للهيئة بمحافظة الأقصر.

كما تم الإعلان عن نجاح إجراء عملية متقدمة لزرع صمام أورطي عبر القسطرة القلبية عن طريق تقنيه TAVI، دونما اللجوء للجراحات التقليدية، وذلك تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، ولأول مرة بمحافظة الإسماعيلية وداخل المجمع الطبي بالإسماعيلية.

وتتخطى تكلفة مثل تلك العملية فى القطاع الخاص أكثر من نصف مليون جنيه، بينما لم يتكلف المريض تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة أكثر 300 جنيه فقط (نسبة مساهمة).

نقلة نوعية في المنظومة الطبية 

ويرى الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة، أن التأمين الصحي الشامل نقلة نوعية في المنظومة الطبية المصرية والتي توفر أفضل الإمكانيات لتشخيص وعلاج المرضى، وتلبية احتياجاتهم من جراحات متقدمة تدخل هذه المنظومة لأول مرة في مصر.

أوضح عز العرب، لـ"الدستور"، أن منظومة التأمين الصحي الشامل ستعيد أهمية دور طبيب الأسرة أو طبيب الوحدة الصحية من جديد والذي سيمثل الحلقة الأولى في توفير الرعاية الطبية للمريض ثم توجيهه للعلاج الذي يحتاجه في المستشفى.

أضاف أن كل مريض يصبح له ملف طبي من خلال المنظومة الإلكترونية التي يتم اتباعها في التأمين الصحي الشامل، بحيث يتم الرجوع إليها في أي وقت ومعرفة التاريخ المرضي لأي مريض وما تم إجراءه له من تحاليل أو عمليات أو علاجات تلقاها منذ تسجيله في المنظومة وحتى الوفاة.

وأشار إلى أن كل هذه الخدمات التي يتم توفيرها للمريض على أعلى مستوى ومن خلال أكفأ الأطباء والاستشاريين والمتخصصين تتم بأسعار رمزية، ولن يضطر المريض عندها للاحتياج إلى العلاج من خلال المستشفيات الخاصة أو على نفقته الخاصة.

نموذج لعملية تحدث لأول مرة في مستشفيات الاقصر

ونجح أحد مستشفيات التأمين الصحي التابعة لمحافظة الأقصر في إجراء حقن لمشيمة ملتصقة بالقسطرة للشريان الرحمي عن طريق الأشعة التداخلية لسيدة حامل في الشهر التاسع والتي تحدث لأول ضمن المنظومة الطبية وتم خروج المريضه بحالة جيدة وكانت تكلفة 300 جنيه فقط كنسبة مساهمة سددتها المريضة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.

التأمين الصحي يطور المستشفيات المتهالكة

الدكتور ياسر سليمان، أخصائي مكافحة عدوى الصيدلي بأحد مستشفيات التأمين الصحي الشامل ببورسعيد، قال إن المنظومة الجديدة ساعدت في تطوير المستشفيات المتهالكة وتوفير الخدمات الطبية المتقدمة للمرضى، وإدخال تخصصات علاجية لأول مرة في تاريخ بعض هذه المستشفيات.

أوضح ياسر، لـ"الدستور"، أن التأمين الصحي الشامل ساعد في تنظيم العملية العلاجية المقدمة للمرضى، والتي تبدأ من الوحدة الصحية ومن خلال طبيب الاسرة المعالج الذي يحدد للمريض ما الذي تحتاجه الحالة من رعاية محددة.

وتابع “إذا كانت حالة المريض تستدعي الذهاب إلى المستشفى يتم توجيهه أو لا تستدعي ذلك يتم صرف العلاج التي يحتاجها وتكون متوفرة في صيدلية الوحدة إلا المستشفى وبشكل مجاني”.