قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن "العقوبات الغربية ضد روسيا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية غير مجدية وتؤدي فقط إلى إرجاء المشاكل".

وأفاد قالن في تصريحات أدلى بها لصحيفة دي فيلت الألمانية، بأنه "من الأفضل الاستماع إلى الطرف الآخر وفهم مخاوفه الاستراتيجية".

وأضاف: "تشعر روسيا بتهديد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والرئيس فلاديمير بوتين يريد إعادة رسم الحدود وتجديد التحالفات الاستراتيجية بعد 30 عاماً من انهيار الاتحاد السوفييتي".

وأكد على ضرورة تشكيل قواعد ومبادئ جديدة تطمئن الطرفين، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة الاستجابة لكل طلبات روسيا، ولكن الاستماع إليها.

ولفت قالن إلى أن الناتو يعد أنجح وأهم تحالف عسكري شهده العالم، وأكد أن تركيا عضو رئيسي فيه.

وتابع: "لكن ذلك لا يعني أننا لن نشارك في تحالفات أخرى في آسيا الوسطى أو القوقاز أو الشرق الأوسط أو إفريقيا، أو أنه لن تكون لدينا علاقات جيدة مع روسيا أو الصين".

وأشار إلى أن تركيا تنظر إلى السياسة الخارجية من منظور 360 درجة، وأنها لا ترفض يداً مُدت إليها، مستدركاً بقوله إن ذلك لا يعني بالضرورة أن يوجد توافق على كافة الأصعدة.

وأردف: "ولا حتى مع روسيا، إذ إننا لا نعترف بضم شبه جزيرة القرم، ولا نؤيد سياستها في سوريا وقوات فاغنر التابعة لها في ليبيا، ولكن هذا لا يضطرنا لمحاربة بعضنا البعض على الفور".

وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في دونباس.

ووفقاً لمسؤولين أوكرانيين، حشدت موسكو مؤخراً أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، مما أثار مخاوف من احتمالية أن روسيا تخطط لهجوم عسكري ضد جارتها.

ونفت روسيا استعدادها للغزو، واتهمت الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.

وحول علاقات تركيا مع ألمانيا، أوضح قالن أنها ليست بالمستوى المطلوب في الوقت الراهن.

وذكر أن تركيا وألمانيا تمتلكان إمكانات هائلة، ويمكنهما معاً تحقيق الكثير، مؤكداً على ضرورة التركيز بشكل أكبر على إعادة تنظيم وجهات النظر التاريخية والمصالح الاستراتيجية للبلدين.

وأشار إلى أن بلاده منفتحة على النقد طالما ليس هناك هجوم آيديولوجي، مضيفاً بالقول: "ينبغي أن تدرك الحكومة الفيدرالية (الألمانية) أولاً الصدمة التي شهدناها خلال السنوات الأخيرة، فمحاولة انقلاب 15 يوليو/تموز بواسطة إرهابيي منظمة (كولن) شكلت صدمة كبيرة".

وأضاف: "لوكنت ألمانيّاً لقارنت التاريخ التركي بنظيره الألماني وتفكرت لماذا أعلنت تركيا حالة الطوارئ عقب المحاولة الانقلابية".

ورداً على سؤال حول حزب الشعوب الديمقراطي، أفاد قالن بأنه رغم ترويجه نفسه كحزب ديمقراطي فإنه يتلقى الأوامر من تنظيم "PKK" الإرهابي.

TRT عربي - وكالات