التكناوي يكتب.. من عراقة أكلة البيصارة الى حداثة عصير زعزع


محمد تكناوي.

إذا حللت زائرا على مدينة مراكش، فإن زيارتك لا تكتمل إذا لم تتذوق بعض الاكلات التي أطبقت شهرتها الافاق كالطنجية و البيصارة، هده الأخيرة التي تعتبر من بين أشهر الاكلات الشعبية بمدينة السبعة رجال، على غرار باقي المدن المغربية، و يعتمد تحضيرها أساسا، على الفول الدي يعتبر العمود الفقري في مكوناتها بعد تحويله إلى طحين ومزجه بالتوابل، كالفلفل والابزار والثوم وتقدم في زلايف بعد إضافة زيت الزيتون لها، خلافا لجهات اخرى كتطوان مثلا، التي يعوض فيها الفول بالبازيليا ،” جلبانة” .

و كما هو في علم الجميع فاكلة او شربة البيصارة، كانت عبر مختلف الازمنة، الاكلة الشعبية، المفضلة لدى مختلف الشرائح والاطياف الاجتماعية، و يكاد لا يخلو سوق من أسواق مراكش او الاسواق الأسبوعية من بائع او بائعة البيصارة، يرتبط بجلستها الزبناء كل صباح، من الصناع التقليديين ومتعلميهم، والحرفيين وصغار التجار، وعابري السبيل، والتجار المتجولين وصغار الموظفين.

وهدا واشتهر باعة البيصارة منذ مطلع الستينات، في احياء المدينة العتيقة، قبل أن تتناسل جلساتها، في مختلف أحياء مراكش، وتصل الى الأحياء العصرية كاسيل واسيل والدوديات ولمحاميد والمسيرات وغيرها، بل وحتى الأحياء الراقية بجليز والحي الشتوي.

و معلوم ايضا ان الإقبال عليها يزداد في فصل الشتاء، الدي تطبعه في مراكش، موجات البرد القارس والانخفاض الشديد في درجات الحرارة.

والفول كما هو في علم الجميع غذاء متكامل، فهو يشبه في تركيبه اللحم، ولذلك سمي الفول بلحم الفقراء
و بالنسبة لعصير ”زعزع” الذي اصبح يزاحم البيصارة ويتواجد الى جنبها في عدد من المحلات و الحوانيت، يقال انه علامة مسجلة بمدينة تطوان، ظهر في بداية التسعينيات من القرن الماضي ، لا يمكن أن تقول عنه مشروبا، كما لا يمكنك أن تعتبره أكلة، فهو شيء من هذه وذاك، إذ أن من مكوناته ما يُأكل، ومن مكوناته أيضا ما يُشرب، وغالبا ما تبدأ في أكله بملعقة، ثم تنتهي بشرب محتوياته الباقية، فماذا يكون هذا الـ”زعزع” الذي يُملأ في كؤوس، وثمنه يتراوح بين 8 دراهم و20 درهم.

“من المكونات الاساسية لزعزع من أسفله إلى أعلاه، أن تكون قاعدته في الغالب خليطا من عصير الافوكا في الأصل أو عصير الفراولة ممزوجا بالقطع المعدة سلفا من مسحوق الفلان، وقطع التفاح والموز، ثم يوضع في أعلاه قدرا من الكْريم المزين بقطع من الفراولة والكيوي والخوخ، وبعضا من مسحوق اللوز أو الفول السوداني” هكذا قال ، فإن كل صاحب محل وبراعته، هناك من يتفنن في اضافة أشياء أخرى تزيد من جاذبية “زعزع”، كإضافة بعض الفواكه الأخرى النادرة، أو بعض السوائل كالعسل، كما أن “زعزع” يتلون كالحرباء بفواكه جميع الفصول، فحضوره دائم ولا علاقة له بأي موسم.

وتعود كلمة زعزع الى معنى الخلط، ويوجد تقارب بين كلمة زعْزعْ وفعل زعزعَ في اللغة العربية الذي يعني تحريك الشيء بشدة.

تاريخ الخبر: 2022-02-22 00:15:23
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 32%
الأهمية: 47%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية