أفادت وسائل إعلام فرنسية بينها إذاعة "آر تي إل" وتلفزيون "سي نيوز"، الثلاثاء أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعلن ترشحه  عشية انقضاء المهلة الرسمية المحددة لإيداع ملفات الترشح لدى المجلس الدستوري في الرابع من مارس/آذار، مؤكدة أنه سيقدم على هذه الخطوة خلال زيارة عمل بإحدى مناطق البلاد.

وجزمت "آر تي إل" أن تاريخ سيكون في 3 مارس/آذار، مضيفة أن المحيط المقرب منه قدد حدد هذا الموعد بشكل قطعي. وقالت الوزيرة المنتدبة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني أوليفيا غريغوار الثلاثاء لمحطة مجلس الشيوخ الفرنسي التابعة للإعلام العمومي إن الطاقم الانتخابي للرئيس "جاهز ومستعد لإطلاق، مضيفة إن "الجميع ينتظر لحظة إعلان الرئيس قرار الترشح"، ملفتة أن "ماكرون منشغل بقضايا دولية (مثل الأزمة الأوكرانية) ومحلية (مثل العمل والقدرة الشرائية) تتطلب اهتمامه الدائم والصريح".

القرارات الحساسة كلها تتخذ في قصر الإليزيه

وأشارت محطة "سي نيوز" اليمينية أن عدة شخصيات بارزة، من بينها رئيس الوزراء جان كاستكس وسلفه إدوار فيليب فضلا عن زعيم تيار الوسط فرانسوا بايرو أو رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران، كانت مجتمعة مساء الإثنين في مقر الحزب الرئاسي "الجمهورية إلى الأمام" لأجل التنسيق والمشاورة. لكن لا أحد على ما يبدو يملك معلومات دقيقة والسبب حسب القناة أن القرارات الحساسة كلها تتخذ في قصر الإليزيه أي بين ماكرون ومستشاريه المقربين. 

وقد رجحت بعض التقارير الإعلامية الأخرى بأن يعلن الرئيس الفرنسي ترشحه لولاية ثانية خلال تنقله لمعرض الزراعة السنوي والذي ينطلق السبت المقبل في قصر المعارض الواقع بـ "بورت دو فرساي" في الدائرة الباريسية الـ15. لكن الأمر استقر في تاريخ 4 مارس/آذار حسب غالبية المتتبعين للشأن الرئاسي.

بدوره، أكد محرر الشؤون الدولية في فرانس24 وسيم الأحمر أن ماكرون "يحاول البقاء قدر الإمكان وحتى آخر وقت ممكن فوق المعمعة الانتخابية والسجالات بين المرشحين طالما أن الاستطلاعات تعطيه أفضلية". مضيفا: "إنه يدرك أن مجرد إعلانه الترشح يعني نزوله إلى ساحة النقاش خاصة حول حصيلته الرئاسية لتصبح العنوان الأساسي للحملة" وسيكون ساعتها "مضطرا للدفاع عنها بينما الآن يترك الآخرين يتنافسون فيما بينهم ويكشفون أوراقهم كلها في وقت أن كل الاستعدادات باتت جاهزة لإطلاق حملته وبالتالي لا يخسر وقتا من هذه الناحية".

الوضع الدولي المتأزم له دور في تأخر إعلان ترشح ماكرون

وتابع وسيم الأحمر قائلا: "كان الرئيس الفرنسي ينتظر تراجع حدة موجة أوميكرون (فيروس كورونا) لتخفيف الضغط عليه بشأن الأزمة الصحية وفي الوقت نفسه ليتمكن من اتخاذ قرارات مثل وضع نهاية لجواز التلقيح الذي يثير امتعاض الكثيرين، وبالتالي من هذه الناحية قرارات الحكومة تخفيف القيود تصب في صالح تخفيف الضغوط عليه كمرشح إزاء إدارة الأزمة الصحية".

واعتبر وسيم الأحمر أن الوضع الدولي المتأزم له أيضا دور في تأخر إعلان ترشح ماكرون لولاية ثانية. ففي كان عليه "اتخاذ قرار يحسم مسألة الوجود العسكري الفرنسي في الخارج وهو ما تم فعلا بإعلان انسحاب فرنسا من مالي. لا سيما أن مسألة مالي ترتبط مباشرة بالوضع الداخلي لجهة العلاقة مع ملفي الإرهاب والهجرة".

ومن خلال "يحاول عبر مساعيه الدبلوماسية تكريس صورة رجل الدولة المسؤول عن منع وقوع حرب في أوروبا، والملاحظ أن قصر الإليزيه يتواصل مع الإعلام حول هذه الأزمة أكثر من أي وقت مضى وعلى مدار اليوم تقريبا وفي الوقت نفسه لمحاولة القول أيضا إن الرئيس لديه اهتمام أكبر بكثير من مسألة انتخابات وحسابات سياسية داخلية".

وختم وسيم الأحمر بالقول إن "ما يقوم به الرئيس داخليا عبر زيارات للمناطق وإعلان عن خطط (مثل الاستثمار بالنووي) أو خارجيا عبر مساع دبلوماسية، جزء كبير منه هو حملة لمرشح لم يعلن ترشحه وغير مضطر بعد أن يدخل النقاش الداخلي كما يريد منافسوه".

علاوة مزياني