وبحسب مقال لـ «جون روهل»، في حين أن التدخل الأجنبي ليس شيئا جديدا في بطن أوروبا، فإنه تاريخيا كان مقصورا على القوى الإقليمية والولايات المتحدة.
وأضاف: لكن تعاون الصين الأخير مع روسيا في دعم الانفصالية العرقية في البوسنة والهرسك يكشف أن بكين سعيدة بتحدي الغرب ويسلط الضوء على نقاط ضعف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي داخل أوروبا.
وتابع: في أواخر العام الماضي، كثف العضو الصربي الحالي في رئاسة البوسنة والهرسك، ميلوراد دوديك، ادعاءاته بأن جمهورية صربسكا، الكيان الذي يقطنه الصرب في البلاد، سيسعى إلى استفتاء الاستقلال.
وأردف: بعد أيام من إعلان دوديك عن احتمال الانفصال، التقى غابرييل إسكوبار المبعوث الأمريكي لغرب البلقان بزعيم جمهورية صربسكا، بعد طرح التهديد بفرض عقوبات، أعلن دوديك عن رفضه للتهديد، مما يكشف عن تجاهله المتزايد للدبلوماسية الأمريكية.
ولفت إلى أن حضور ممثلي السفارتين الصينية والروسية احتفال جمهورية صربسكا الذي أقيم في 9 يناير، الذي يوافق إعلان استقلالها عن البوسنة والهرسك في عام 1992، أثار انتقادات فورية من سراييفو، وأضاف: لكن النية الحقيقية لروسيا والصين كانت إرسال رسالة إلى الغرب.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى دعم حق تقرير المصير لدول مختلفة من يوغوسلافيا في التسعينيات، كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي داعمين لمسعى الجبل الأسود وكوسوفا للاستقلال في عامي 2006 و2008 على التوالي.
ولفت إلى أن المحاولات الغربية لحل عدم الاستقرار بالقوة تنطوي على خطر المواجهة مع كل من الجيوش الصربية والروسية، موضحا أن أي إشارة إلى الدعم العسكري من الصين من شأنها أن تزيد من إضعاف الرغبة الغربية في التدخل.
وتابع: إضافة إلى ذلك، ستؤدي الدعوات المتزايدة لإقامة دولة صربسكا، إلى مزيد من التأخير في توسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في البلقان.
واستطرد: إضافة إلى الدعوات الكرواتية المشجعة للاستقلال في البوسنة والهرسك، فإن انفصال جمهورية صربسكا يمكن أن يلهم الألبان في مقدونيا الشمالية والصرب في شمال كوسوفو لزيادة محاولاتهم للحصول على الاستقلال.
وختم قائلا: مع الدعم المتزايد من موسكو وبكين، أصبحت محاولاتها للانفصال أكثر واقعية بكثير.