نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله اليوم الأربعاء إن زعيمَي المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طلبا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في صد "عدوان" من الجيش الأوكراني.

فيما قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعل 80% من القوات التي حشدها في وضع يسمح لها بشن غزو شامل لأوكرانيا. وأضاف المسؤول للصحفيين، طالباً عدم الكشف عن هويته، "بوتين مستعد بكل إمكانياته".

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن شاهد عيان، قوله إن رتلين عسكريين منفصلين، لا يحملان شارات محددة، يتجهان صوب مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا من طرق مختلفة قادمة من اتجاه الحدود الروسية.

وقال مراسل الوكالة، الذي كان موجوداً في الإقليم الذي يضم منطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا واعترفت موسكو باستقلالهما يوم الاثنين، إن أحد الرتلين ضم تسع دبابات ومركبة قتالية تابعة لسلاح المشاة، بينما يتألف الرتل الثاني من شاحنات وناقلات وقود.

وأعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ، الأربعاء، وطلبت من مواطنيها في روسيا مغادرتها، في حين بدأت موسكو إخلاء سفارتها في كييف في أحدث مؤشرات تنذر بالخطر على الأوكرانيين الذين يخشون هجوماً عسكرياً روسياً شاملاً.

"لا أحد بمنأى عن هذه الأزمة"

في سياق متصل، ناشدت أوكرانيا الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، التدخل لوقف "الخطط العدوانية" لروسيا في الوقت الذي حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المنظمة المكونة من 193 عضواً من أن العالم "قد يشهد محنة بحجم وحدة لم يرها منذ سنوات عديدة" إذا اتسع نطاق الصراع في أوكرانيا.

وعقدت الجمعية العامة اجتماعها السنوي بشأن أوكرانيا والذي يتزامن مع تصاعد التوتر بشأن الاتهامات الأمريكية لروسيا بنشر أكثر من 150 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا استعداداً للغزو. ونفت روسيا نيتها غزو أوكرانيا وتتهم واشنطن وحلفاءها بالتصرف بهستيرية.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "ليس هناك أحد بمنأى عن هذه الأزمة إذا قرر الرئيس (فلاديمير) بوتين أنه يستطيع المضي قدماً".

وأضاف: "الدبلوماسية الفعالة والرسائل السياسية القوية والعقوبات الاقتصادية القاسية ودعم أوكرانيا هي ما يمكن أن يجبر موسكو على التخلي عن خططها العدوانية".

عقوبات على "نورد ستريم 2"

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، فرض عقوبات على الشركة المشغلّة لـ"نورد ستريم 2"، خطّ أنابيب الغاز الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق، وذلك بسبب الأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

وقال بايدن في بيان: "اليوم أمرت إدارتي بفرض عقوبات على نورد ستريم ايه جي وقادتها"، مضيفاً أنّ "هذا التدبير هو جزء من الدفعة الأولى من العقوبات رداً على خطوات روسيا في أوكرانيا".

بدوره، أعلن مجلس أوروبا، الأربعاء، إقرار الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، وذكر المجلس في بيان أن الدول الأعضاء بالمجلس صادقوا رسمياً على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا.

وتأتي العقوبات الجديدة بإجراءات تقييدية ضد 351 عضواً في مجلس الدوما الروسي وذلك لموافقتهم على قرار اعتراف بلادهم باستقلال منطقتين انفصاليتين عن أوكرانيا.

كما جرى فرض عقوبات على 27 شخصية ومؤسسة بارزة روسية "تساهم في زعزعة الاستقرار في أوكرانيا أو تهدد سلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها واستقلالها".

ووفق العقوبات، سيجري منع تلك الشخصيات من دخول الأراضي الأوروبية، وتجميد أصول الأفراد والمؤسسات المشمولة بالعقوبات، وحظر تمويلها من أوروبا.

كما تحظر العقوبات الواردات القادمة إلى أوروبا من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، بجانب تنفيذ القيود المالية ضد روسيا، وحظر تمويل الاتحاد الروسي وحكومته وبنكه المركزي.

كما سيتم تقييد وصول الدولة والحكومة الروسية إلى رأس المال والأسواق المالية والخدمات في الاتحاد الأوروبي.

قمة أوروبية استثنائية

في سياق متصل، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأربعاء، أنّ قمة طارئة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستُعقد مساء الخميس في بروكسل للبحث في الأزمة الروسية-الأوكرانية بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

وقال ميشال في بيان إنّ "الخطوات العدائية التي تتخذها روسيا الاتحادية تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

وأضاف أنّ الخطوات الروسية "تنتهك أيضاً النظام الأمني الأوروبي. من المهمّ أن نبقى موحّدين ومصمّمين وأن نحدّد معاً مقاربتنا وخطواتنا الجماعية".

وشدّد ميشال على أنّ "اللجوء إلى استخدام القوة والإكراه لتغيير الحدود لا مكان له في القرن الحادي والعشرين.

أودّ أن أشكركم على الوحدة التي أظهرتموها في الأيام الأخيرة، لا سيّما من خلال التبنّي السريع لحزمة العقوبات من قبل المجلس".

ووافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع الثلاثاء على حزمة عقوبات ضدّ روسيا بسبب اعترافها بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وإرسالها قوات إليهما.

TRT عربي - وكالات