توقع اقتصاديون أن ترتفع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة ليبلغ 115 دولارا، ويصل إلى مستويات تاريخية بدعم من نقص الإمدادات، وزيادة الطلب، وموقع بعض الهيئات البيئية العالمية ضد صناعة النفط، ما يتسبب في قلة المعروض، فضلا عن الأزمة الروسية الأوكرانية التي أدت إلى زيادة الأسعار، لتقترب من 100 دولار.
وأغلقت السوق أمس الأول الثلاثاء، قرب أعلى مستوى منذ 2014 عقب مساع لدول غربية لوقف ما تخشى أن يكون بداية غزو روسي شامل لأوكرانيا، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن عقوبات تستهدف بنوكا روسية، في حين وضع الاتحاد الأوروبي مزيدا من الساسة الروس في قائمة سوداء، وكبحت ألمانيا مشروع خط أنابيب «نورد ستريم 2» للغاز الطبيعي البالغ قيمته 11 مليار دولار.
وصعدت عقود خام برنت القياسي العالمي أمس الأول، أثناء الجلسة إلى 99.50 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2014، قبل أن تسجل عند التسوية 96.84 دولار، مرتفعة 1.52 دولار أو 1.5 %.
وسجلت عقود القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط أيضا أعلى مستوى في سبع سنوات مع وصولها إلى 96 دولارا للبرميل قبل أن تغلق عند 92.35 دولار، بزيادة 1.28 دولار أو 1.4 % عن مستوى الإغلاق يوم الجمعة الماضي.
وأكد المحلل الاقتصادي عبدالله الجبلي، أن الأزمة الأوكرانية تؤثر على أسعار النفط، خاصة أن روسيا أحد أبرز منتجي النفط في العالم، وأحد أعضاء مجموعة «أوبك بلس»، مشيرا إلى أن النفط استقر فوق مستوى الـ90 دولارا، فيما يتوقع أن يصل إلى 115 دولارا خلال الفترة المقبل، وفقا للتطورات على الحدود الأوكرانية الروسية.
وقال الجبلي: من الناحية الفنية، فإن خام برنت بقي فوق مستوى 90 دولارا، ما يعني أن المسار الصاعد لا يزال مستمرا، وأن الزخم مرتفع، مشيرا إلى أن العملية التصحيحية للأسعار ستكون بتأثير مباشر من الأحداث الروسية الأوكرانية، ومدى تطور العملية السياسية التي تهدف إلى تهدئة أجواء التوتر.
وقال المحلل الاقتصادي سعد آل ثقفان: إن مع العوائق الفنية للنفط، وعدم قدرة منتجي تحالف «أوبك بلس» على التقيد بالكميات المتفق عليها، إذ أنتجت تلك الدول كميات أقل، فضلا عن ارتفاع الطلب بعد عودة الاقتصاد العالمي، واستمرار نموه، إضافة إلى الأوضاع الجيوسياسية في أوكرانيا وروسيا، والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار وتجاوزها 100 دولار.
وأضاف آل ثقفان: مع انخفاض الاستثمارات في النفط بسبب انخفاض أسعاره في الفترات السابقة، وموقف بعض الهيئات البيئية ضد صناعة النفط، قد يؤدي بسبب قلة المعروض إلى ارتفاع أسعاره إلى مستويات تاريخية.
وأوضح أن أسعار النفط تؤثر على حركة مؤشر سوق الأسهم بالاتجاه نفسه، لكن في الآونة الأخيرة هناك معدل ارتباط يقارب الـ60 %، مما يعد مؤثرا قويا، مشيرا إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط، وبرامج رؤية 2030 ومستهدفاتها، يتوقع أن يواصل سوق الأسهم السعودي صعوده مع وجود بعض الفترات التي يصاحبها جني أرباح أو انخفاضات.
وتراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء، من أعلى مستوياتها في 7 سنوات التي بلغتها في اليوم السابق، مع اتضاح أن الموجة الأولى من العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا لن تعطل إمدادات النفط على الأرجح.
وهبط خام برنت 59 سنتا، أو 0.6 %، إلى 96.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:27 بتوقيت جرينتش، بعدما سجل 99.50 دولار أمس الأول، الأعلى منذ سبتمبر 2014.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 76 سنتا، بما يعادل 0.8 %، إلى 91.15 دولار للبرميل، بعدما وصلت إلى 96 دولارا أمس الأول.
وقفزت الأسعار أمس، بفعل المخاوف من تضرر إمدادات الطاقة جراء العقوبات الغربية على روسيا، بسبب إرسالها قوات إلى منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وتركز العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وكندا واليابان على البنوك والنخبة الروسية، في حين علقت ألمانيا مشروع خط أنابيب غاز كبير من روسيا، لكن واشنطن أوضحت أن العقوبات التي تمت الموافقة عليها وتلك التي قد تفرض، لن تستهدف تدفقات النفط والغاز.
