تواجه البنوك تحديات في ظل منافسة شرسة ودخول لاعبين جدد وخدمات تقنية عابرة للقارات قد تهدد بقاء البنوك التي لا تواكب المتغيرات، البنوك الرقمية قادمة بقوة وسوف تستحوذ على شريحة مهمة من عملاء البنوك التقليدية، تكاليفها المنخفضة تمكنها من النزول بالأسعار الى مستويات منخفضة وجاذبة، والوصول الى شرائح جديدة من العملاء، ولذلك بدأ التفكير في الاندماج بين البنوك من أجل تكوين كيانات قوية وقادرة على مواجهة التحديات.
هذا لا يعني بالضرورة نجاح عمليات الاندماج، إن لم تخضع الى دراسات معمقة تدخل في صلب التفاصيل الدقيقة من أجل تقديم رؤية واضحة وشفافة تحدد نقاط الضعف والقوة والاستفادة من الفرص المشتركة والقدرة على خفض تكاليف العمليات والتوسع في الأعمال، وقد أظهرت دراسة سابقة حول اندماج بنكي الأهلي والرياض عدم جدواها ولذلك تم التخلي عنها وعدم الاستمرار فيها، وتم الاندماج بين بنكي الأهلي وسامبا لأن الدراسات توقعت نجاحها، ولازال تقييم الصفقة والحكم عليها مبكرا، أما الاندماج بين البنك الأول وبنك ساب وبعد مرور سنتين ونصف من إتمام العملية، فإن الأرقام التي تحققت قد تعطينا انطباعا أوليا لتقييم الصفقة.
البنكان قبل الاندماج حققا أرباحا صافية بأكثر من 6 مليارات ريال في عام 2018 ولكنها تراجعت في عام 2021 الى 3.2 مليارات ريال، ودائع العملاء وهي المؤشر المهم في قياس نجاح أي بنك فقد تراجعت بنسبة 5% مع أن الودائع في القطاع المصرفي نمت خلال نفس الفترة بحدود 26%، القروض تراجعت 1% مع أنها نمت في القطاع المصرفي 47%، قد نجد مبررا لتراجع الأرباح وزيادة المخصصات لأن ذلك يحدث عادة في بداية أي اندماج، أما تراجع الودائع والقروض فهذ ليس له مبرر في ظل نمو قوي للقطاع المصرفي، ولذلك نعتقد أن هذه مؤشرات سلبية حول نجاح الصفقة على الأقل خلال الفترة الماضية.
بنك ساب يمتلك كوادر بشرية كفؤه، وتاريخ طويل من الإنجازات القيمة، ولديه تقنية بنكية متطورة، وبيئة عمل جيدة، وقاعدة عريضة من العملاء المميزين، ومتى ما تغيرت استراتيجية البنك لحلحة الجمود وتفجير الطاقات والبحث عن الفرص الواعدة، والحلول الذكية والعروض الجاذبة، مع إنفاق سخي على التسويق والمبيعات فإن البنك يستطيع العودة بقوة للمنافسة وتحقيق مركز متقدم بين البنوك السعودية.
* نقلاً عن صحيفة "الرياض".
