أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أن شركائه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات إلى أوكرانيا، متحدثاً عقب مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكتب زيلينسكي على تويتر: "بدأ يوم جديد على الجبهة الدبلوماسية بحديث مع إيمانويل ماكرون. توجد أسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا. التحالف ضد الحرب فاعل".

وقبل هذا الإعلان بوقت قصير دعا زيلينسكي الأوكرانيين لعدم الاستسلام والدفاع عن العاصمة كييف حيث تخوض القوات الأوكرانية مواجهات في اليوم الثالث من الاجتياح الروسي.

وقال زيلينسكي: "أنا هنا. لن نسلّم السلاح وسندافع عن بلادنا"، في رسالة فيديو نشرت صباحاً على "فيسبوك".

ودعا أيضاً لعدم تصديق "المعلومات الكاذبة" المنتشرة على الإنترنت بأنه دعا جيشه لتسليم سلاحه. وقال: "سلاحنا هو الحقيقة، هذه أرضنا، هذه بلادنا، أطفالنا. سندافع عن كل هذا".

وبثت هذه الرسالة في وقت تخوض القوات الأوكرانية معارك في العاصمة لصد الجيش الروسي. وأفاد الجيش بأن معارك عنيفة لا تزال تتواصل قبل ظهر السبت في كييف.

كذلك أفاد الجيش الأوكراني بأن معارك "عنيفة" تجري على مسافة 30 كيلومتراً إلى جنوب غرب كييف حيث قال إن الروس "يحاولون إنزال مظليين".

بدوره أعلن نائب وزير الداخلية البولندي باول سفيرناكر السبت أن 100 ألف أوكراني عبروا الحدود البولندية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وصرّح سفيرناكر للصحفيين: "منذ السابعة صباحاً أغلق الجانب الأوكراني جزءاً من ممرات السيارات وسمح بمرور المشاة (..) لا بد من تقليص هذا الطابور على الجانب الأوكراني".

وتعيش في بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي أكبر جالية أوكرانية في المنطقة ويبلغ تعدادها نحو مليون شخص وقد شهدت تجمعاً للاجئين على حدودها منذ بدء الغزو الروسي.

دعم عسكري أوروبي

ذكرت وزارة الدفاع الهولندية في رسالة إلى البرلمان أن "هولندا تلقّت من أوكرانيا أخيراً طلبات إضافية لمعدات عسكرية"، مشيرةً إلى أن البلاد "ستزوّد أوكرانيا بـ200 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات في أقرب وقت ممكن".

وأضافت الرسالة أن "التسليم المقرر للمعدات العسكرية كان ولا يزال يهدف إلى الدفاع عن النفس الأوكراني ضد الهجوم المسلح الذي تشنه روسيا".

وأوضحت الوزارة أنها "شحنت بعض المعدات الموعودة السبت" وهي تشمل بنادق قنص وخوذاً مضيفة أنه "سيجري شحن المعدات الأخرى في أسرع وقت ممكن، لكن هولندا على غرار دول أخرى تواجه تحديات لوجستية"

كذلك أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية السبت أنها ستتبرع برشاشات وبنادق أوتوماتيكية وقنص ومسدسات وذخيرة بقيمة 7.6 مليون يورو لأوكرانيا.

وقالت الوزيرة يانا تشيرنوكوفا على تويتر: "وافقت الحكومة السبت على تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً".

وأضافت: "وزارة الدفاع ستهتم أيضاً بعملية نقلها إلى المكان الذي حدده الجانب الأوكراني. مساعدتنا لم تنتهِ بعد".

أقسى سلاح اقتصادي

أعلن زيلينسكي السبت أن إيطاليا تدعم عزل روسيا عن نظام السويفت للمدفوعات العالمية وتقديم المساعدات الدفاعية لبلاده.

وقال في تغريدة على تويتر: "هذه بداية صفحة جديدة في تاريخ بلادنا. (رئيس الوزراء الإيطالي) ماريو دراغي في اتصال هاتفي دعم عزل روسيا عن نظام السويفت وتقديم المساعدات الدفاعية".

وتابع: "يجب أن تصبح أوكرانيا جزءاً من الاتحاد الأوروبي".

وعلى مدى الأيام الماضية صدرت دعوات لاتخاذ هذا الإجراء الذي يُعد أقسى سلاح اقتصادي خصوصاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، كما ألمح إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

إلا أن الخطوة لم تحظَ بعد بالإجماع حولها، ولا يزال يوجد تردد أوروبي بشأنها في ظل تأثيرها المحتمل على قدرة دول القارة على سداد مستحقاتها لروسيا لقاء مصادر طاقة مثل الغاز الطبيعي أو النفط.

فيتو روسي في الأمم المتحدة

كما كان متوقعاً استخدمت روسيا في مجلس الأمن الدولي الجمعة حقّ النقض ضدّ مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وألبانيا يستنكر "بأشدّ العبارات عدوانها على أوكرانيا" ويدعوها لسحب قواتها من هذا البلد "فوراً"، رغم حصوله على تأييد غالبية البلدان.

وعلق الرئيس الأوكراني في تغريدة بأن هذا يثبت أن "العالم يقف معنا، الحقيقة معنا، النصر سيكون لنا".

وجرت تظاهرات تأييداً لأوكرانيا في كل أنحاء العالم.

غير أن بوتين يبدو مصمماً على مواصلة الهجوم وصولاً إلى تغيير النظام في أوكرانيا وطرد سلطات كييف التي وصفها بأنها "زمرة مدمني مخدرات ونازيين جدد".

انقطاع الإنترنت

قال موقع "نت بلوكس" الذي يراقب حجب مواقع الإنترنت السبت إن الاتصال بخدمات الإنترنت في أوكرانيا تأثر بشدة جرّاء الغزو الروسي لا سيّما في الأجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد حيث يتصاعد القتال.

وذكر الموقع ذاته أن الاتصال بشركة "جيجا ترانس" مزود الإنترنت الرئيسي في أوكرانيا انخفض إلى أقل من 20% عن المستويات العادية قبل أن يعود إلى مستويات أعلى في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

وقال ألب توكر مدير "نت بلوكس" لوكالة "رويترز" إن تعطيل شبكات الاتصالات السلكية واللا سلكية في أوكرانيا يمكن أن يؤثر على مجموعات الدفاع المدني التي تتجمع للدفاع عن مدنها.

وأطلقت روسيا فجر الخميس عملية عسكرية في أوكرانيا تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

ونفى بوتين لأشهر عدة أنه كان يخطط للغزو حتى عندما حذرت الولايات المتحدة من أن هجوماً يلوح في الأفق ونشرت صور الأقمار الصناعية للقوات الروسية وهي تحتشد على حدود أوكرانيا.

وأثار الغزو احتجاجات في الولايات المتحدة وأوروبا وداخل روسيا نفسها حيث اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع الخميس.

TRT عربي - وكالات