كشفت إحصائية مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة «ويا التمر أحلى 2022»، عن ارتفاع عدد الزوار إلى 697 ألف زائر من مختلف مناطق ومدن المملكة، إضافة إلى توافد عدد كبير من سياح الدول الشقيقة والأجنبية، وذلك خلال 45 يوما منذ انطلاقته في 13 يناير الماضي، وسط قلعة الأحساء.

وشهد المهرجان الذي اختتم فعالياته أمس، ونظمته أمانة محافظة الأحساء بشراكة إستراتيجية مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية وغرفة الأحساء، والذي دشنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وبرعاية إعلامية من "اليوم"، تصاعدا نسبيا في مبيعات التمور، طوال أيامه محققا نجاحا مبهرا وسط إقبال كثيف من الزوار الذين حرصوا على الاستمتاع بفعالياته المتنوعة، وارتفعت نسبة مبيعات التمور إلى أكثر من 38 % عن نسخ المهرجان الماضية، ما يؤكد استمرارية التصاعد التي عززها وجود العديد من الصفقات التجارية التي كانت في صالح تجار التمور المشاركين في المهرجان.

خطط تطويرية

وأكد أمين الأحساء المشرف العام على المهرجان م. عصام الملا، أن الأمانة مع شركائها وضعت مسبقا خططا تطويرية للمهرجان والبرامج المصاحبة؛ لتعزيز مناخ تسويقي لتمور الأحساء، وهذا ما تم تحقيقه مع نهاية المهرجان عبر توفير البيئة المناسبة لرفع الفوائد للمزارعين والمستثمرين والمستهلكين في إنتاج وتعزيز الجودة التسويقية والتنافسية للتمور في الأحساء، وتحويلها من منتج زراعي شعبي إلى اقتصادي واستثماري يسجل للأحساء.

مشاركات شعبية

وأشار إلى أن المهرجان بتعدد أركانه والمصانع الوطنية المشاركة، وتنوع برامجه والفعاليات المصاحبة، دعم المجالات الاقتصادية والتسويقية للتمور، وأثرى القطاع السياحي بالأحساء من خلال المشاركات الشعبية للحرف اليدوية وعروض الألعاب التراثية، وأركان الفنون التشكيلية.

موسوعة غينيس

وشدد أمين الأحساء على أن الأمانة عكفت على تلك المناشط والمبادرات التي تخدم قطاع التمور، نظير أن واحة الأحساء تضم أكثر من 2.2 مليون نخلة، تنتج أجود وأندر أصناف التمور التي تسوق على مستوى المملكة والوطن العربي، وتُصدر إلى جميع أنحاء العالم، وتُعد أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم، وتوج ذلك بتحقيقها 11 رقما قياسيا عالميا مدونا في سجلات موسوعة غينيس العالمية، والمُدرجة في قائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونسكو.

جودة تسويقية

وأكد أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، للمهرجان، تأتي تأكيدا على دعم سموه الكريم لتعزيز المستهدفات الرامية إلى تحويل التمور من منتج زراعي شعبي إلى منتج اقتصادي واستثماري يسجل للأحساء، كما أن لمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان - نائب أمير المنطقة الشرقية - وتوجيهات سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي، الأثر البالغ في تحقيق التكاملية المشتركة، وتوثيق ترابط القطاعات ذات العلاقة مع تجار ومصنعي التمور بالأحساء، وصولا إلى تحقيق أهداف المهرجان بتعزيز الجودة التسويقية والتنافسية للتمور.

صناعات تحويلية

وضم معرض التمور والذي يعد الأكبر بين النسخ السابقة، العديد من المنتجات والصناعات التحويلية التي شهدت إقبالا كبيرا من الزوار، ومنها منتج «التمر الاحترازي»، ومنتج المخبوزات الأوروبية بطابع أحسائي من خلال إدخال التمور عليه، ومن ذلك عرض: سكونز بالتمر، وكوكيز أحسائي، والبابكة الهولندية المحشية بتمر الإخلاص، والكرواسان الفرنسي المحشو بكريمة شانتيه بتمر الإخلاص، وتمور السفسيف، ومنتح التمر باللوز المغطى بالشوكولاتة والكارنوفلكس، والكب كيك بالتمر، وتمر الزعفران، وتمر الهيل، والكليجة الأحسائية بالتمر، والهيل الهندي، وممروس التمر، ومعمول تمر الإخلاص، ومنتج بابكا التمر ومنتج «الاملو»، وكوكيزيا التمر بالنكهة الأحسائية كأحد المنتجات والصناعات التحويلية، والتي لا يستغرق تحضيرها سوى نصف دقيقة ليكون جاهزا باستخدام الميكروويف.

منتجات متنوعة

وحقق منتج دبس تيلا المكون من «الدبس بالقرفة واللوز» المعروف ببديل الشوكولاتة، ومنتج كيك الدخن، وقرص عقيلي بالتمر، ومعمول التمر الأصفر، ومعمول الدخن بالتمر، والتمرية الفاخرة الملكية المكونة من عجينة التمر وصوص الشوكولاتة وصوص الطحينية وللنكهات المكونة منها من جوز الهند واللوتس والكاكاو والزنجبيل، وتمور الإخلاص المحشية باللوز والطحينية والسمسم، إقبالا كبيرا من الزوار.

صناعات الدبس

وحرص عدد من تجار التمور على إدخال الدبس ليكون ضمن أهم المكونات الرئيسية للصناعات التحويلية المتطورة، من ذلك رهش الدبس، وحلقوم الدبس، وسمسم الدبس، إضافة إلى «لقيطة» المكونة من الدبس والكازو والطحينية، ودخول بودرة التمر لتكون بديلة للسكر في العديد من الاستخدامات والأكلات، وكذلك استخدامها في صناعات أخرى، من ذلك أقراص التمر بنكهات مختلفة، وتقديم منتج الشابورا بالخبز الأحمر والممزوج بالتمر الأحسائي، ومنتج عصيدة التمر الأحسائية، وتقديم كيكة التمر السريعة والفورية في دقيقة ونصف فقط، تكون جاهزة 70 % منها تمور، وتقديم منتج التمر المحشو باللوز وخلطة التوت البري، والتمر المحشو باللوز والليمون الأحسائي، والذي سبقه منتج التمر المحشو باللوز والزعفران.

طابع تراثي

وقدم التجار منتج بسبوسة التمر وبسبوسة الدبس، ومنتج «فطيرة الخبز الأحمر بالتمر» بثلاث نكهات هي الجبن واللبنة والزعتر، ومنتج الأرز الأحسائي ليكون ضمن اهتمامات عدد من تجار التمور بالتحويلية، بمكونات تحتوي على الأرز الأحسائي وبودرة التمر يتم خلالها المزج وعمل حلا الكيك، وكيك عش النحل، وعجينة التمر وأقراص التمور الصغيرة والدائرية والمكونة من 80 % تمور، ومعاميل التمور المتنوعة، من ذلك معاميل التمر بالزعفران والشوكولاتة، ومربى التمور، وكنافة التمر، وسمبوسة التمر التي تم تغليفها بطابع تراثي أحسائي لجذب الزوار.

أدوات التجميل

ولفت انتباه زوار المهرجان وجود الرطب في ظهور نادر وغريب، خاصة في هذه الفترة الشتوية، كما كان هناك طلب على ماء اللقاح، حيث يفضل استخدامه بإضافته للشاهي أو مياه الشرب أو بعض المشروبات، وهو يتميز برائحة عطرية نفاذة، وتقديم قهوة نوى تمر الإخلاص، والتي تشرب مثل القهوة العربية ذات نكهة عالية، والإقبال على الجذب «لب النخل» المعروف باسم جمار النخل، ويفضل تناوله مع الدبس، وهناك من يفضل استخدامه مع السلطات أو الفواكه، إضافة إلى المشروبات الباردة لقهوة رطب اللاتيه، وآيس كريم التمر، وتميز المعرض بالتنوع الكبير في البوكسات وعلب التمور المغلفة، والتي صُممت بأشكال مختلفة وجاذبة تقدم كهدايا فاخرة في المناسبات، تحمل داخلها تمورا متنوعة، ولم تقتصر الصناعات التحويلية من التمور على ما يؤكل فقط؛ بل سجل المهرجان تفاعلا مع منتجات أدوات التجميل الشخصية المصنعة من التمور.