توقع مختصون أن تصل أسعار النفط إلى نحو 108 دولارات في الفترة المقبلة نتيجة عدة عوامل تؤثر على ارتفاع الأسعار، على رأسها: مستجدات الأوضاع على أرض أوكرانيا والعملية العسكرية الروسية، وردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والتهديدات المتبادلة وواقع ومستقبل الإمدادات من النفط والغاز، لا سيما في أوروبا، والمرتبطة بتلك التطورات، ومدى تقييد الإمدادات بعد توقيع العقوبات على روسيا، واستقرار الأوضاع الجيوسياسية والأمنية في منطقة النزاع، والتصريحات الإيجابية التي تضمن أريحية للسوق. وأضافوا أن ارتفاع الأسعار تزيد من العوائد الاقتصادية، ما ينعكس بدوره على زيادة المشروعات، وارتفاع الإنفاق الحكومي، وتوفير الوظائف. توقع الخبير الاقتصادي إياس آل بارود أن تصل أسعار النفط في الفترة المقبلة إلى نحو 108 دولارات للبرميل، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار يحقق الكثير من العوائد الاقتصادية، مما يلقي بظلاله على زيادة الإنفاق الحكومي، والمشروعات، وتوفير الوظائف. وأضاف آل بارود: إن أوبك ستحرص على الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة، فيما ستستفيد كل الدول المنتجة والمصدرة للنفط من الارتفاع، وبالتالي ينتعش اقتصادها، وعلى رأسها دول الخليج. وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط متجاوزة 100 دولار للبرميل لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ نحو 7 سنوات، بعد الحرب الروسية الأوكرانية، جاء نتيجة لرد فعل المستثمرين، وسط قلق من التأثير المحتمل للصراع على إمدادات النفط والغاز من تلك المنطقة، مشيرا إلى أن روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام، وهي أيضا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وأضاف آل بارود: إن المخاوف تلقي بظلالها على الأسواق من تقييد الإمدادات بعد توقيع العقوبات على روسيا، ورفع الأسعار في جميع أنحاء العالم على وقع تلك الأزمة، خاصة بعد ظهور تأثيرات واضحة وملموسة على أسواق الطاقة العالمية، مشيرا إلى أن التوترات ستثير القلق في استمرار إمدادات الخام، خاصة أن موسكو تنتج نحو واحد من كل 10 براميل نفط على مستوى العالم، فيما جاء الصعود القياسي في الأسعار كنتيجة لرد فعل المستثمرين تجاه الحرب.
وأوضح أن تأثيرات الأزمة ستلقي بظلالها على أوروبا، التي تعتمد بنسبة 27 % على النفط الروسي، في حين تصل صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة تقدر بنحو 40 %، مشيرا إلى أن في حال انقطاع الإمدادات جزئيا لن يكون بإمكان الدول الكبرى المنتجة الأخرى التعويض عن ذلك إلا بقدر محدود، خاصة أن الأمر يتوقف على سرعة وصول شحنات النفط إلى الأسواق.
وأكد أن الارتفاع في الأسعار، يعتمد على استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة النزاع.
وقال الخبير النفطي، محمد الشطي: إن أسعار النفط الخام مرتبطة بمستجدات الأوضاع على أرض أوكرانيا والعملية العسكرية الروسية، وردة فعل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، والتهديدات المتبادلة وواقع ومستقبل الإمدادات من النفط والغاز، لا سيما في أوروبا، والمرتبطة بتلك التطورات، مشيرا إلى أنه من السابق التكهن بمستقبل الأسعار.
وأضاف الشطي: إن أي بوادر أو تصريحات حول أمن الإمدادات ينعكس على استقرار الأسواق ويخفض الأسعار، مشيرا إلى أن تصريحات مسؤول أمريكي أكدت أن بلاده لن تستهدف تدفقات النفط والغاز على وجه التحديد بالعقوبات.
وأشار إلى أن من المؤشرات الإيجابية للسوق التي تضمن أريحية، هي تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتطلع بلاده الإفراج عن مخزونات النفط الإستراتيجية لمعالجة ارتفاع الأسعار، لافتا إلى أن أي سحب لمخزونات النفط الإستراتيجية من المرجح أن يقلص ارتفاع أسعار النفط.
