عاش العشرات من الطلبة المغاربة الهاربين من الحرب في أوكرانيا، ليلة أمس الأحد، معاناة كبيرة على الحدود بين أوكرانيا وسلوفاكيا، وبينما تجمهروا من أجل عبور الحدود، قامت السلطات السلوفاكية بمحاولة تفريقهم، بل وصل الأمر إلى رميهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، وسط انخفاض في درجة الحرارة وظروف قاسية.
وكشفت الطالبة إكرام الغزلوني، لـ”الأول” تفاصيل ما وصفتها بـ”رحلة الجحيم” من مدينة “بولطافا” التي كانت تدرس بها قبل اندلاع الحرب إلى غاية الحدود الأوكرانية السلوفاكية؛ وقالت: “في البداية كان علينا انتظار القطار الذي سيقّلنا إلى الحدود، وعند وصوله تفاجئنا بأعداد كبيرة من الأشخاص بينهم طلبة من مختلف الجنسيات ومواطنين أوكران.. الجميع كان يرغب في الهروب من الحرب خارج أوكرانيا”.
وتابعت الطالبة: “لم نستطع ركوب القطار بسبب الازدحام الكبير، فاضطررنا لانتظار قطار أخر، لساعات طويلة، وحتى عندما تمكنا من صعود القطار الموالي، كان ممتلأً عن أخره، حيث قضينا حوالي 14 ساعة، حتى تمكنا من وصول مدينة “لوفاف” لندخل في معاناة من نوع أخر.. لم نجد في البداية وسيلة نقل تنقلنا إلى الحدود مع سلوفاكيا، أصحاب وسائل النقل كانوا يرفضون التعامل بالعملة المحلية ويطلبون منا التعامل بالأورو أو الدولار فقط، لكن في الأخير نجحنا في الوصول إلى الحدود عبر القطار”.
وأضافت الطالبة إكرام، “عند وصولنا إلى الحدود تفاجأنا بعدد كبير من الناس واقفين على الحدود، بينما تحاول السلطات السلوفاكية منعنا من دخول البلاد، في حين سمحت لبعض الطلبة من جنسيات أخرى غير مغربية من ولوج الدولة السلوفاكية بمبرّر أن سفراء دولهم يشرفون على العلمية، لنتفاجأ بأننا كمغاربة لا وجود لأي مسؤول مغربي في عين المكان”.
وقالت الطالبة، “لقد اندلعت بعض المشادات مع عناصر الأمن الحدودي السلوفاكي، هؤلاء قاموا بإلقاء الغازات المسيلة للدموع نحونا محاولين تفريقنا بل وصل الأمر إلى دفع أحد الطلبة الذي كان سيسقط في إحدى الحفر الكبيرة، كل هذا وسط ظروف غير إنسانية نهائياً بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة مما جعلنا نعيش ساعات في الجحيم”.
وأوضحت إكرام، “بعد أخذ وردّ وإصرار منّا، تمكنا من العبور بعد أن سمحت السلطات السلوفاكية للإناث فقط بذلك في حين لا يزال هناك مجموعة من الطلبة المغاربة عالقين على الحدود، وأنا الأن في الطريق نحو بولندا، للوصول إلى الطائرة التي ستنقلنا إلى أرض الوطن”.
