قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في مقال نشر الأحد إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا جراء غزوها لأوكرانيا قد تؤثر سلباً على فروع مختلفة في اقتصاد إسرائيل وعلى شركات إسرائيلية تنشط في روسيا يبلغ نطاق نشاطها مليارات الدولارات في السنة.

وذكرت أنه في الوقت الذي لا توجد فيه بعدُ عقوبات إسرائيلية، فقد جرى تحديد عدد من العقوبات الأمريكية والأوروبية، وتوجد شركات إسرائيلية ستعمل مع جهات فرضت عليها عقوبات أو قيود، وبالتالي يمكن أن تواجه مشكلات في عقد صفقات مع الأمريكيين أو الأوروبيين، وربما تقدم ضدها دعاوى في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقالت حاغيت لفين مديرة شركة تأمين من مخاطر الائتمان والتجارة الخارجية التي تؤمن على صفقات ائتمان في السوق المحلية والتجارة الخارجية في 140 دولة: “يوجد عدد كبير من الشركات في فروع مختلفة معرضة لهذا الوضع المعقد في روسيا وأوكرانيا".

وأضافت: "لقد رأينا في السابق أحداثاً سياسية تعرضت لها شركات إسرائيلية مثل تركيا والأرجنتين لكن هذا حدث بحجم مختلف. نحن في علاقة دائمة مع فرعنا في موسكو ومع شركات نفذت التأمين عندنا، وأصبحت معرضة لهذه الأزمة”.

ومن بين الشركات الإسرائيلية التي قد تتضرر من فرض العقوبات على روسيا شركة العقارات "غازيت غلوب" التي تمتلك سبعة عقارات في روسيا (مجمعات تجارية ومكاتب)، بمساحة 240 ألف متر مربع، وقيمة هذه العقارات تقدر بـ260 مليون يورو.

وفي روسيا تنشط شركات عقارات مثل “إسرائيل - كندا”، التي تمتلك مشاريع عقارية كبيرة في سانت بطرسبورغ في روسيا، إضافة إلى ذلك شركة "ميرلاند" تنشط في روسيا في شراء وإقامة مشاريع عقارية.

وأبغلت شركة سيارات "يونفرسال موتورز" التي تمتلكها عائلة دنون وعائلة عيني، والتي تباع في إسرائيل بواسطة سندات، عن تعرضها للضرر لما يحدث في أوكرانيا عن طريق الشركة الفرعية "أفيس أوكرانيا" التي تنشط في مجال تأجير السيارات والتأجير التمويلي للسيارات. وللشركة عدة فروع في خمس مدن رئيسية في أوكرانيا، وهي: كييف، ولافو، واوديسا، وخاركوف، ودنايفرو.

ويعمل في “أفيس أوكرانيا” 120 عاملاً وتمتلك أسطولاً يضم نحو 3600 سيارة. وأشارت التقارير المالية لشركة "يونفرسال موتورز" إلى أن مبلغ الاستثمار في الشركة كان 120 مليون شيكل حتى ديسمبر/كانون الأول 2021. وقدمت المجموعة لشركة "أفيس أوكرانيا" قرضاً وضمانات بمبلغ 20 مليون شيكل.

وتوجد شركات خارج قطاع العقارات لها نشاطات كبيرة في روسيا، منها “تيفع” ومجموعة “شتراوس” ومجموعة “بيرن” و”بيل ريم” للصناعة و”كفريوت” و”أف غول” و”ميليت” و”غيلات للأقمار الصناعية” وغيرها. بالنسبة إلى ”تيفع” فإن السوق الروسية هي الثانية في حجمها من حيث مداخيل الشركة التي حققت مليارَي دولار في 2021 مع ربح تشغيلي بلغ 529 مليون دولار.

ولا تقتصر أنشطة الشركات الإسرائيلية على العقارات والسيارات، وقالت حاغيت لفين: "توقف كل شيء في أوكرانيا. لا يوجد أي نشاط اقتصادي، يوجد عدم يقين، فالشركات الإسرائيلية تجلس وتحاول تحليل تداعيات الوضع وتقدير ما إذا كان الأمر يتعلق بموجة قصيرة المدى أم هو تسونامي ضخم ومؤلم.

ويوجد تخوف رئيسي آخر في إسرائيل يتعلق بمجال غير مهم من حيث حجم التجارة بالأموال، لكنه جوهري من حيث تأثيره على كل السوق والدولة، وهو استيراد القمح والحبوب من روسيا ومن أوكرانيا.



TRT عربي - وكالات