لا تزالت الحرب التي شنّتها موسكو على جارتها الجنوبية مستعرة، في المقابل لا تزال أوكرانيا تقاوم غزو ثاني أقوى جيش في العالم لأراضيها، بكل ما أمكنها من عدة وعتاد. مع صم الغرب آذانهم دون نداءات الاستغاثة التي أطلقها أكثر من مرة رئيس البلاد فلودومير زيلينسكي.

دعوات وجّهها هذه المرة إلى متطوعين من العالم للقتال إلى جانب قواته، وأكّدَت الدعوة إعلانه تأسيس لواء خاص بهم، في حين شجَّع عدد من الحكومات الغربية رعاياها لحمل السلاح في هذه الحرب ضد روسيا.

ومنذ اندلاع الحرب الخميس، تهافتت قيادة الناتو والولايات المتحدة الأمريكية على نفي مشاركة أي من قواتها في الحرب الأوكرانية، مما يطرح السؤال الآن عما إذا كانت هذه خطة أخرى لتدخُّل الغرب في الحرب، أي بالوكالة وبلا انخراط رسمي.

دعوات أوكرانية

بعد رفض حلفائه الغربيين التورط في الحرب التي الت تواجهها بلاده، دعا الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي المتطوعين الأجانب الراغبين إلى الانضمام للقتال دفاعاً عن بلاده ضد الغزو الروسي الذي تشهده، معلناً تخصيص لواء كامل في قواته لهؤلاء المتطوعين.

وقال زيلينسكي في خطاب له يوم الأحد إن "كل الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المقاومة ضد المحتلين الروس، وحماية الأمن العالمي، ترحّب بهم القيادة الأوكرانية للحضور إلى دولتنا، والانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية"، مشيراً إلى أن هذا التطوع في القتال "سيكون دليلاً رئيسياً على دعمكم لبلدنا" لصدّ "القوات الروسية التي تهاجم مناطق مدنية وتهاجم كل شيء حتى سيارات الإسعاف".

وأضاف زيلينسكي أنه "تُشكَّل وحدة منفصلة من الأجانب، يُطلَق عليها اللواء الدولي، للدفاع عن أراضي أوكرانيا، ستكون هذه شهادة رئيسية على دعمكم لبلدنا"، وأن "أي شخص مهتم بالانضمام إلينا، يجب أن يتصل بالملحق العسكري في أقرب سفارة أوكرانية"، واصفاً الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه "بداية حرب ضد أوروبا".

ورداً على هذه الدَّعوات قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأحد، إنها تدعم "قطعاً" مشاركة مواطنين بريطانيين في القتال في أوكرانيا. بدورها أكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريديريكسن أن بلادها ستجيز للمتطوعين الانضمام إلى "لواء المتطوعين الأجانب" الأوكراني، نافية أي "عائق قانوني".

كما دعت السفارة الأوكرانية في تل أبيب، عبر حسابها الرسمي على تويتر، الإسرائيليين إلى المشاركة في مواجهة الغزو الروسي في أوكرانيا، لكنها سرعان ما حذفت المنشور دون أي تفسيرات لذلك.

قوات أجنبية متطوعة

واستجابةً لدعوات كييف، أكد عشرة جنود سابقين في القوات الخاصة لحلف الناتو عزمهم على الانضمام إلى جبهات القتال إلى جانب الجيش الأوكراني، في مجموعة من ستة أمريكيين وثلاثة بريطانيين وألماني واحد.

وحسب موقع "باز فيد" الأمريكي فإن هذه العناصر عالية التدريب على تنفيذ عمليات خاصة لتحييد المخاطر الإرهابية، والاشتباك خلف خطوط العدو. ويضيف الموقع أن ضابطين سابقين في قوات مشاة الجيش الأمريكي أعلنا كذلك انضمامهما للحرب في أوكرانيا. ورحّب "الفيلق الوطني الجورجي" المقاتل.

ورحَّبت مليشيات "الفيلق الوطني الجورجي" المقاتلة إلى جانب الجيش الأوكراني في الدونباس منذ 2014، بقرار هؤلاء المتطوعين الدوليين، فيما يرجّح مراقبون أن المعارك في أوكرانيا ستجذب عدداً من المتطوعين البولانديين، راجعين ذلك إلى الشعور المعادي لموسكو السائد في بولندا.

وفي تصريح سابق لـTRT عربي، قبل أسابيع من انطلاق الغزو الروسي، قال المحلل السياسي الأوكراني محمد فرج الله إن "الغرب لن يتدخَّل مباشرة في الحرب بأوكرانيا إذا ما قرّرت موسكو إطلاقها، بل سيفضّلون خوض حرب بالوكالة". في المقابل يمثّل الدعم العسكري للغرب والناتو للجيش الأوكراني أحد أسس هذه الحرب.

TRT عربي