فى لقاء رعوى أبوي ألتقى نيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس شرق الإسكندرية ومقرر لجنة التربية الدينية بالمجمع المقدس، بموجهي ومدرسي التربية الدينية المسيحية على مستوى أحياء القاهرة في لقاء الترم الثاني 2022، وذلك بكنيسة السيدة العذراء بالعباسية الشرقية.

وفي بداية اللقاء قدم أبونا ميصائيل زكرى كاهن كنيسة السيدة العذراء بالمطرية و سكرتير لجنة الإيمان والتعليم ( التربية الدينية) ومنثق اللقاء الشكر لنيافة الانبا هرمينا، لوصولة خصيصا من الاسكندرية لمباركة اللقاء والتواجد وسط ابنائة من الموجهين ومدرسى الدين المسيحى على مستوى القاهرة.

وفي بداية كلمتة وجه نيافة الانبا هرمينا الشكر لنيافة الانبا ميخائيل اسقف عام حدائق القبة على استضافتة لهذا اللقاء، بمقر نيافتة وقدم ايضا الشكر للاباء الحاضرين القمص فليوباتير نصرولسن كاهن كنيسة السيدة العذراء بالعباسية الشرقية والمسئول عن مدرسى التربية الدينية على مستوى شرق العباسية والقس ساويرس فؤاد والقس تؤدور ممدوح كهنة كنيسة السيدة العذراء بالعباسية الشرقية، ايضا كذلك قدم الشكر لقدس ابونا برسوم ابراهيم من كنيسة العذراء وادى حوف عن إيبارشية حلوان والمعصرة و لقدس ابونا ميصائيل زكرى ، وأعضاء اللجنة المعاونة على تنظيم اليوم وتعبهم فى الاعداد لهذا اللقاء الأستاذ داود عزيزشفيق و الاستاذة فريال شحاتة والأستاذ نبيل شكرى، والاستاذة مرجريت مرجان وايضا الاستاذ عصام فوزى الموجة العام للتربية الدينية المسيحية.

وفى بداية كلمتة عن “االافراز والتميز” فرق نيافة الانبا هرمينا بين تقليد الناس والتقليد المقدس واوضح ان التقليد المقدس هو نظام العبادة فى الكنيسة، وهو ما استلمة الرسل من السيد المسيح وسلموة لخلفائهم وهو ما وصل الينا حتى الان فعندما تكلم القديس بولس الرسول عن سر الافخارستيا الذى اسسة السيد المسيح بنفسة فى خميس العهد لكن الصلوات التى نظمت بعد ذلك وتقال وتتلى فى القداسات وضعت بالتقليد الشفوى ثم بالكتابة.

واضاف نيافتة أن كلمة تسليم فى العهد الجديد فتعنى انة توجد امور استلمتها الكنيسة شفويا ولم تكتب فى الكتب المقدسة، وهذا التسليم هو الذى نعيش بة حتى الان فقد استلمنا كيف نصلى وكيف نصوم كيف نتشفع بالقديسين فكل ذلك تقليد مقدس، وهذا التقليد يسمى ايضا ترتيب “ترتيب البيعة”وتحافظ علية الكنيسة فقد تسلمناة من الاباء الرسل.

وطرح نيافتة سؤال هام وهو كيف أميز بين تقليد الناس وتقليد الكنيسة؟

فهنا نحتاج لموهبة اعطاها ايانا الروح القدس وهى موهبة الافراز والتميز ، وبما انكم قادة ومعلمين لمخدوميكم وتلاميذكم فمن المهم أن نلقن اولادنا التعليم الصحيحة ، حتى لاينجرفوا للتعاليم المغلوطة والموروثات الشعبية فمهمتكم خطيرة وعظيمة.

فمن الهام أن يكون لدينا افراز وتميز لكى ما يكون لدينا القدرة للحكم على الامور بعين مبصرة.

والانسان الروحى هو الذى يتمتع بذهن قادر على تميز الامور الروحية وتميز الصح من الخطأ وبين تقليد الناس والتقليد المقدس

وفى حديثه يطلب القديس بولس من الله أن يهبنا روح الحكمة والإفراز، ثم يعطينا قدرة داخلية لإستيعاب وفهم ما يعمله الروح القدس داخلنا “الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ” (رو 14:8).

حتى أن الانبا انطونيوس فى رسالتة الاولى دعا تلاميذه الرهبان إلى التحلي بفضيلة التمييز، ويقصد بها فحص واختبار كل فكر يعرض عليهم حتى يعرفوا هل هو من الله؟ أم من الشيطان ؟ او من شهواتهم وغرائزهم ؟ فيقول لهم ” أطلب عنكم يا أولادي بكل قوة وحرارة لكيما يعطيكم الله أن تنظروا وتفرزوا جميع الأشياء حتي تميزا بين الخير والشر . أطلبوا من الله ليلا ونهارا ؛ أن يعطيكم هذا النظر والإفراز لكي يكون لكم الخير الدائم من عند الله ؛ويزداد بهائكم في كل شيء حتي يعطيكم الله أشياء أخري كثيرة ما عرفتموها قط”

وعن كيفية اقتناء موهبة الافراز والتميز اضاف نيافة الانبا هرمينا

ابليس من خلال نافذة جبارة وهى الميديا استطاع ان يخلط الامور ببعضها ،واصبحنا نقراء ونشاهد اشياء فى الميديا، وناخذها كمسلمات وبالعكس امور مقدسة نجد ان ابليس استخدم ناس اخرى لكى ما تهدمها.

لابد أن أميز لكى ما أكون قادر على أرشاد المخدومين ، وتميز التعاليم الصح من التعاليم الخطأ والتسليم الصح من التسليم الخطأ، وللاسف يوجد ناس منا تسير وراء هذا الكلام المغلوط ، وغالبا ماتكون ناس تعليمها بسيط فمهمتنا نحن خطيرة لابد ان نعطى نور لهولاء، ونبصرهم بالامور الصحيحة.

وضرب نيافتة فى ذلك مثل للموالد الشعبية التى تقام فى احتفالات أعياد القديسين بجوار الكنائس والاديرة، فيوجد اناس كثيرة تعتقد أن هذا تسليم او تقليد كنسى ولكن ذلك تقليد ناس فقط فمظاهر الاحتفال بالقديسين تتمثل فى العشية والتسبحة والقداس والايقونة والمديح والتمجيد دون ذلك فهى موروثات شعبية، ويوجد ناس ضمائرهم تتعبهم اذا لم يذهبوا للمولد ومارسوا هذة المظاهر من العاب ومراجيح وشراء وبيع فهذة موروثات منذ أيام الفراعنة ولكننا خلطناها بتقاليد الكنيسة لابد ان يكون لنا التميز والبصيرة فمهمتكم خطيرة جدا لانكم تنيرون الطريق للاجيال الصغيرة القادمة.

والقى نيافتة الضوء على بعض الافكار الغريبة ايضا مثل السحر وفك الاعمال والاستعانة بالدجالين والمشعوذاتية.

وتكلم أيضا عن مظاهر كثيرة من تقليد الناس منها افكار الحسد والعين الشريرة والخرزة الزرقاء والخمسة وخميسة، وطالب من الحضور كقادة ان يتحملوا مسئوليتهم أمام اللة والكنيسة فى ابصار الناس ولفت نظرهم لخطورة هذا الكلام فمن يريد أن يقترب من الله أو يعيش مع اللة ، أن يكون قادر على تميز الافكار وتميز مصادرها، و هل هذا الفكر من اللة ام من الشيطان، هل فكر مقدس ام فكر غير مقدس ،يصلح أن أفكر فية أم لا ،فالخطيئة تغلف فى صورة فضيلة يقع فيها الانسان بدون تميز.

ويقول القديس الأنبا أنطونيوس عندما سأله من جماعة من الآباء: عن أى الفضائل أكمل وأقدر على حفظ الإنسان من جميع مصائد العدو، حقًا إن كل الفضائل نافعة ويحتاج إليها كل الذين يطلبون الله، ويريدون التقرب إليه، إلا أننا رأينا كثيرين أهلكوا أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والإنفراد فى البرارى والزهد، حتى أنهم كانوا يكتفون بحاجة يوم واحد، ويتصدقون بكل ما يمتلكون، ومع ذلك رأيناهم وقد حادوا عن المسلك القويم، وسقطوا وعدموا جميع هذه الفضائل، وسبب ذلك أنهم لم يستعملوا الإفراز، وحدد نيافة الانبا هرمينا بعض الامور التى تحتاجها روح التميز وهى

“الصلاة “فلابد أن يكون للانسان “مخدع” لتكون لة صلة باللة وشركة وحياة مع اللة

وأيضا يكون لة “منطقة الحق” فيقول بولس الرسول ممنطقين احقائكم بالحق ويقصد هنا بمنطقة احقائكم هى منطقة الذهن ان يكون ذهنى دائما جاهز لحفظ الايمان ونقاوة القلب، واضاف نيافتة من هنا يتبقى لنا أن نعرف كيف اصل للحق.

اولا : عن طريق الكتاب المقدس فهو كلمة اللة التى يجب أن تكون دائما بداخلنا
ثانيا : الاباء والاطلاع على تفاسيرهم للكتاب المقدس.

ثالثا : الليتورجيا ونصوصها التى نصليها كل يوم والتى تكون لنا مرجع لتميز التعليم ومعرفة الحق.

رابعا:القراءة المستمرة فى الكتب الدينية.

خامسا: المرشدين الروحيين فيجب أن يكون لدينا مرجعية فى الارشاد، هذه الوجبة كلها قادرة على ان اقوم بتوصيل الحق للمخدومين.

وفى نهاية الكلمة أجاب نيافتة الانبا هرمينا على العديد من الاسئلة والاستفسارات من السادة الموجهين والمدرسين.

ثم قام نيافته بتوزيع شهادات التقدير للمدرسين المثاليين على مستوى كل إدارة من الإدارات التعليمية بمحافظة القاهرة، كما قام نيافتة بتكريم موجهي الدين المسيحي الذين خرجوا على المعاش واهدائهم الكتاب المقدس ثم اخذ الحضور العديد من الصور التذكارية مع نيافة الانبا هرمينا فى جو من الحب والود.

وعلى هامش فاعليات اليوم كان لنا لقاء مع القمص ميصائيل ذكري سكرتير لجنة الإيمان والتعليم ( التربية الدينية)، والذي ألقى لنا الضوء على دور اللجنة واعطى فكرة مختصرة عن هذة اللجنة فقال لجنة التربية الدينية بدات عام 2000م كلجنة فرعية من لجنة الخدمة والرعاية (إحدى لجان المجمع المقدس) وكان مقرر اللجنة في ذلك الوقت نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط البلد، ومع زيادة أعباء الخدمة على سيدنا الأنبا رافائيل أنضم للجنة نيافة الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق الحالي.

بعد اختيار نيافة الأنبا رافائيل سكرتيرا للمجمع المقدس أصبحت اللجنة تحت إشراف ومسؤلية نيافة الأنبا تيموثاوس.

و استمرت اللجنة في عملها حتى عام2017م حيث تم اختيار نيافة الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس المطرية وعين شمس وحلمية الزيتون مقرر للجنة، بعد أعتذار نيافة الأنبا تيموثاوس وأصبحت اللجنة منذ هذا التاريخ لجنة فرعية من لجنة الإيمان والتعليم (إحدى لجان المجمع المقدس).

وبعد تولى نيافة الانبا هرمينا أسقف عام لشرق الإسكندرية استمر دعمة وقيادتة للجنة التربية الدينية واستمرارة فى عقد اللقاءات والمؤتمرات التي تناقش كل ما يخص مادة الدين المسيحي وتشجيعة المستمر لموجهي ومدرسي الدين المسيحي للقيام بعملهم على أكمل وجه فبجانب عملهم فهي خدمة لاتقل عن خدمة الخادم فى الكنيسة.

وحتى الان وفى بداية كل تيرم يكون لنا لقاء دائم مع نيافة الانبا هرمينا الذى يحرص اشد الحرص على لقاء المدرسين والموجهين فى لقاء ابوى ورعوى يقدم لهم محاضرة تخص الخادم والمدرس والمعلم كقدوة حسنة يحتزى بها فى الكنيسة وقطاع التعليم ويستمع اليهم والى مشاكلهم فى الحقل التربوى والخدمى بكل اصغاء وحب،وعن عمل اللجنة أضاف القمص ميصائيل ينصب عمل اللجنة أساسا على الاهتمام بموجهي ومدرسي الدين المسيحي وذلك من خلال عقد اللقاءات الدورية الثابتة لهم فتقيم اللجنة لقاءين ثابتين في السنة، اللقاء الأول مع بداية الترم الأول واللقاء الثاني مع بداية الترم الثاني من العام الدراسي.