ترتبط المسؤولية الاجتماعية ارتباطا قويا ومؤثرا بالأعمال الاقتصادية، بل إنها جزء أصيل ومهم من أي نشاط اقتصادي لأنه تتحقق معها كثير من المزايا على صعيد التكافل والكفاية المجتمعية، التي تؤسس لبيئة إنتاجية وواقع اقتصادي أكثر توازنا وتفاعلا مع عمليات النمو والقدرات الاقتصادية للمجتمعات.
والمسؤولية الاجتماعية قيمة سامية وأساسية في أي ممارسة اقتصادية، وفي كثير من الاقتصادات النامية والمزدهرة تلتزم المؤسسات الاقتصادية بهذا الجانب، وتؤدي أدوارها فيه على الوجه الأكمل لتحقق فوائده ومكاسبه على المدى البعيد، وذلك لأنه يتم النظر لهذا الموضوع من أبعاد إستراتيجية في التطور والنمو.
وبالنظر إلى واقعنا، فإن وجود مؤسسات النفع العام تُسهم بدور كبير في تفعيل المسؤولية الاجتماعية، وتحفيز المؤسسات على أداء دورها في هذا المجال، ومن بين أبرز هذه المؤسسات منصة «إحسان»، التي تعمل على تعزيز البُعد الخيري في النشاط الاقتصادي، والتوسع في المظلة الاجتماعية، التي تحظى بتغطية المنصة.
ومن آخر أنشطة وأعمال منصة «إحسان» تنظيمها أمس لحفل تكريم المحسنين تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد «حفظه الله»، وحضور سمو أمير منطقة الرياض، في دلالة تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعظيم المسؤولية الاجتماعية وعطائها وقيمتها المحورية في تعزيز التكافل الاجتماعي بمجتمعنا وواقعنا الاقتصادي.
يمثّل هذا الحفل عاملا مؤثرا في تطوير أدوات ووسائل النفع العام، التي تؤدي فيها المؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال دورا فعالا في عملية النمو الاقتصادي، الذي يجد قوة دفع من تلبية متطلبات المسؤولية الاجتماعية، لأن وجود مجتمع الكفاية غاية اقتصادية وتنموية تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وذلك لا يأتي بعمليات اقتصادية استثمارية فقط، وإنما من تكامل تطبيق القيم الاقتصادية والاجتماعية.
حين تعمل مؤسسة كبيرة مثل منصة «إحسان» على تلبية الحاجة المجتمعية من خلال تمويلات المؤسسات والأفراد، فإنها ولا شك تدعم قدرة المجتمع وأفراده وتجعلهم أكثر قوة لمواجهة تحديات السوق والكفاية، وفي إحصاءات المنصة نجدها حصلت على تبرعات فاقت مليارا و300 مليون ريال، وتجاوز عدد عمليات التبرع أكثر من 19 مليون عملية تبرع، وذلك يعني تفاعل الجميع من أجل تحقيق القيمة الإنسانية والاقتصادية لصالح المجتمع، والمحافظة على توازنه وتكافله بما يحقق مستهدفات التنمية على المدى البعيد.
