من بينها "سيمفونية اللَّهب.. أناشيد صوفية" تعرف علي أحدث إصدارات الفارابي
من بينها "سيمفونية اللَّهب.. أناشيد صوفية" تعرف علي أحدث إصدارات الفارابي
صدر حديثا عن دار الفارابي للنشر والتوزيع، كتاب جديد بعنوان "الأناشيد الآرفية.. سيمفونية اللَّهب"، من تأليف دريد عودة . وأناشيد صوفية آرفية، نسبةً إلى آرفا الشافي بالنور.هنا تخرج الأناشيد من مدارات الجَرْس الشعري إلى مداراتٍ نورانية عليا: ترقص نوتّاتُ الموسيقى على إيقاع الضوء، تُراقِص الشموسَ المنظورة وتلك المحتجِبة في غِلالة الأسرار.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي للكتاب: شعاع النور هنا قوسٌ يُلَحِّن سمفونيات اللَّهب على كمان الينابيع وقياثير الأنهر وأوتار الزبد. والشمس، عصفورة النار، تغنّي أناشيدها السماوية فوق دقائق وزّال الفجر وأشواك المغيب. والبحر، أرغن الحياة، يُودِع أنغامه في الصَّدَف – ذاكرة الشطآن الذهبية: تعالي نغرف المدَّ والجَزْرَ بأصداف الحنين تلك الآهاتُ، آهاتُنا قياثيرُ لهب تعالي نجمع جسدَيْنا، من نشوة الشغف، وطيفَيْنا من زبد الينابيع.
هنا الغابة كورس الأرض، والأجنحة أوراق الشجر: وسمعَتْ عصافير الغابة ترنيمتي كانت تتنقّل خلفي وحولي لتأكل من لحني وتغنّي تغرف زقزقاتها من بيدري وجدولي الشادي فالعصافير تأكل من السنابل قمحَها وهمهماتِ النسيم هنا تغدو خفقاتُ القلب تراتيلَ عطاء: مسيحٌ في كفّي كنتُ أُطعِم العصافير. وكانت إلهة الغابة تجمع وجهي عن وجه الماء وذاب الحنين سواقي غنّاء وبكاء وحبّي ذاب في يدي مسيحًا يُطعِم الفقراء.
هنا تغدو الأجسادُ المتعانقة فوق صفيح صقيع المسافات توائمَ نار وشعلةَ أشواق كانت تَغسِل ظلّي بدمعها وقدَحَ خيالي شمسًا وظلالُنا الكثيرة قدحَتْ وردًا وعطرًا.هنا الجسد سمفونية الزمان: ترابي سَيْلُ السَّحاب طيفي وديعةُ الريح تحفرني أزاميلُ البروق في اللامكان في كلّ مكان. والأرواحُ أجنحةُ قوس قزح: انظرْ هذه كوكبة أوريون تبسُط أنوارَها أغصانًا للأجنحة القادمة من بعيد."
ــ رواية "عالم آخر" من تأليف ندي الدمشقي
ومن أجواء الرواية نقرأ: "... وهي تتنقّل بين الأشجار متأملةً أسراب الطيور ترفرف من حولها. فجأةً سمعت صوتًا يناديها! لوهلةٍ شعرت أنّ هذا الصوت قريبٌ جدًا منها، فنظرت من حولها لتتفقّد المكان، ولكن لم يكن هناك سواها. تكرّر الصوتُ يناديها باسمها، فانتفضت وأحسّت بالخوف وأسرعت في العودة إلى منزلها تنظر وراءها وعلى جانبيها ولكنْ لا أحد. وصلت إلى المنزل وهي تلهث: ما هذا؟ وبدأت الحياةُ الجديدة التي قلبت حياة إيفا رأسًا على عَقب."
ــ المجموعة القصصية "عند منتصف الليل" من تأليف نضال الحايك
ومن إحدي قصص المجموعة نقرأ: "غدا تلتقيه، ستأتي باسمة، تختال مثل غزال، تختبئ تحت شجرة بريوزا يانعة، تخلع بعد ربيع وصيف لوناً أخضر، ترتدي أصفر تراقصه رياح خريف باردة، ترحل عنها طيور تبحث عن دفء بعيد، تخلعه فتصبح عارية، تتباهى بمفاتن وجسد، مثلها حين تصبح بين يديه، تلقي بألوانها بعيداً، في اتجاه شمس باردة، تمنحها لوناً ذهبياً، تفقد رويداً رويداً ضياءها، تخبو حتى تنطفئ، تلقي في عتمة باهتة بقايا ثياب على أسرة مجاورة، قطعة قطعة، لا تكترث، تتحرك عارية وفي عينيها خفر، تتحدى البرد والصقيع، تجمد يقتحم الزجاج لو يستطيع، فهي وشجرة البريوزا توأمان، شامخان، في عينيها ضياء بدر وبدر آخر، متجاوران، مثل مقلتي قطة بيضاء مشاكسة، تضيء عتمة مثل برق يشق عنان سماء تغطيها غيوم كثيفة ماطرة، ينير مسافات لا حدود لها، ينير وجهها ويرحل."
ــ رواية "اقتربت اليابسة" تأليف جوزيف لويس
ومنها نقرأ: "...تشعّ الذكريات كأثر لسراجٍ معلّق داخل كهف مظلم كبير. يضيء نقطة واحدة في الذاكرة. يضيء مشهداً مفصلياً، ملحمياً أو حميماً. لكن نوره يخبو كلما ابتعدنا عن دائرة ضوئه إلى أن نصل إلى ظلام الذاكرة. ثمّ يستمر الليل الدامس لكهف ذاكرتنا إلى أن نلتقي سراجاً آخر. لهذا السبب ستعاني ذاكرتنا مشهديّة أبدية. أما حقيقتنا فهي تقبع في الظلمات، وليدةَ تلك المشاهد التي لم يحالفها الحظ فينيرها سراج.
لا تطفو على السطح ولا تضاء بقنديل، لكنها تكوّننا لنصبح ما نحن عليه.. "