أكّد مسؤولون أوكرانيون ليل الأربعاء-الخميس أنّ الجيش الروسي سيطر على خيرسون، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد والتي كانت موسكو قد أعلنت منذ الصباح سقوطها في قبضة قواتها في أعقاب معارك ضارية.

وقال رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة على تطبيق تلغرام إنّ "المحتلّين (الروس) موجودون في كلّ شوارع المدينة وهم خطرون جداً".

بدوره، أعلن إيغور كوليخاييف رئيس بلدية المدينة البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة أنّه تحادث في مقرّ البلدية مع "مدعوّين مسلّحين"، في إشارة إلى عسكريين روس لم يسمّهم.

وأضاف رئيس البلدية في منشور على فيسبوك "لم تكن لدينا أسلحة ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أنّنا نعمل لتأمين المدينة ونحاول التعامل مع عواقب الغزو".

وأوضح كوليخاييف "نواجه صعوبات كبيرة في جمع الموتى ودفنهم، وتوصيل الطعام والأدوية، وجمع القمامة، وإدارة الحوادث، وما إلى ذلك".

وتابع "لم اقدّم أيّ وعود" للروس و"طلبت ببساطة عدم إطلاق النار على الناس".

كما أعلن رئيس البلدية أنّه فرض حظر تجوّل ليلياً في المدينة وقيوداً على حركة السيارات.

وأضاف "كلّ شيء على ما يرام حتى الآن. العلم الذي يرفرف فوقنا هو علم أوكرانيا، ولكي يبقى كذلك يجب علينا أن نحترم هذه المطالب" التي فرضتها القوات الروسية.

سيدة أوكرانية تبكي بعد قصف منزلها من قبل القوات الروسية على حدود كييف (AP)

227 قتيلاً مدنياً

في سياق آخر، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إنه تأكد من مقتل 227 مدنياً وإصابة 525 آخرين في أوكرانيا خلال الصراع، وذلك حتى منتصف ليل الأول من مارس/آذار.

وفي واشنطن، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن الهجوم الروسي على أوكرانيا يلحق أضراراً بأهداف غير عسكرية، لكنه لم يقل صراحة إن موسكو تتعمد استهداف المدنيين.

وأضاف في تصريحات للصحفيين "نتابع عن كثب ما يجري في أوكرانيا الآن بما في ذلك ما يحدث للمدنيين. نولي ذلك اهتمامنا، ونوثقه ونرغب في ضمان المساءلة عليه، ضمن أشياء أخرى".

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان صدر في جنيف بعد أسبوع من بدء الغزو الروسي "معظم هؤلاء الضحايا سقطوا نتيجة استخدام أسلحة متفجرة، بما يشمل القصف المدفعي الثقيل وأنظمة الصواريخ متعددة القذائف والضربات الجوية".

وأضاف أنه يعتقد أن الحصيلة الحقيقية لضحايا الصراع المستمر منذ أسبوع "أكبر بكثير"، بخاصة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بسبب تأخر الإبلاغ عن أعداد الضحايا في بعض المناطق التي يدور فيها قتال عنيف.

جندي بولندي يحمل طفلاً أوكرانياً لاجئاً عند وصوله المعبر الحدودي (AP)

مليون لاجئ

من جهته، أعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي الخميس أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية غزوه.

وقال غراندي في تغريدة على تويتر إنّه "في غضون سبعة أيام فقط شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها".

وأضاف أنّه "بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكّن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً".

وقال غراندي إنّه يعتزم التوجّه في الأيام القليلة المقبلة إلى رومانيا ومولدافيا وبولندا، الدول الثلاث التي تستضيف على أراضيها أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين.

وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتّحدة بأغلبية ساحقة الأربعاء قراراً غير ملزم "يطالب روسيا بالتوقّف فوراً عن استخدام القوة ضدّ أوكرانيا".

TRT عربي - وكالات