عظمة الاتضاع
عظمة الاتضاع
طريق الاتضاع هو طريق العظمة الحقيقية كما يقول الرب “من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما” (مر ٤٣:١٠ ).
ببساطة شديدة كلما اقترب الإنسان من قلب الملك زاد قدره و مكانته فلا شئ يقربنا إلى عشرة الله ملك الملوك قدر هذه الفضيلة. يستحيل أن يحيا انسان حياة مسيحية حقيقية بدونها، ربما يتظاهر بصورة الحياة الفاضلة فى اعين الناس يخدعهم بحلو الحديث أو برياء الأفعال فينجذبون إليه و لو إلى حين و لكن يستحيل على انسان أن يكون عشرة حلوة حقيقية مع شخص الرب بدونها.
إلهنا متواضع و لا يمكن أن يعاشر إلا المتواضعين “لأنه هكذا قال العلى المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه: فى الموضع المرتفع المقدس أسكن و مع المنسحق و المتواضع الروح” ( اش١٥:٥٧) .
إن كنا نحن البشر الترابيين نستثقل عشرة الانسان المتكبر و لا نرضاها على أنفسنا أفيرضى ملك الملوك و رب الأرباب العشرة مع المتكبرين؟!
وجود الكبرياء يعنى عداوة مباشرة لله، طبيعة الرب طبيعة وديعة بسيطة متواضعة”وديع و متواضع القلب” (مت٢٩:١١ ) و هو ساكن فى نور لا يدنى منه و مع هذا لم يستنكف أن ينزل إلينا و اتخذ من زريبة الحيوان منزلا له و افترش من التبن وسادة و من قلوب المتواضعين عرشا له و هو الجالس على العرش الذى يحمله الشاروبيم.
لذلك نرى القديسين يسعون بكل جهدهم إلى اقتناء تلك الفضيلة لأن الإنسان كلما اقترب أكثر من الاتضاع كلما وجد نفسه أقرب إلى الله الناظر إلى المتواضعين الذى قيل عنه “أما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (١بط٥:٥ ).