منشورات نابو تطرح رواية "الشهر الثالث عشر" للروائي أحمد سعداوي

صدرت حديثا عن منشورات نابو ببغداد، أحدث مؤلفات الكاتب العراقي، أحمد سعداوي، رواية "الشهر الثالث عشر". وتقع الرواية في 150 صفحة من القطع المتوسّط، وتجري أحداثها في ناحية خيالية إسمها "تل الإمجعبزة" جنوبي بغداد، في زمن افتراضي يشابه الاربعينيات أو الخمسينيات من القرن الماضي، ولكنه ليس زمناً تاريخياً فعلياً.

وتعد رواية "فرانكشتاين في بغداد"، هي أشهر أعمال سعداوي، والتي للمرة الأولي بالعربية عام 2013 عن منشورات الجمل٬ وفازت بجائزة البوكر للرواية العربية 2014، وترجمت إلي العديد من اللغات منها الفرنسية والفرسية والإنجليزية والألمانية.

ومن أجواء روايته الجديدة "الشهر الثالث عشر" للكاتب أحمد سعداوي، نقرأ: "بعد مغادرة والده مع سائقه الشخصي بسيارته الفورد السوداء وجد عايد نفسه يخرج من البيت ويتجوّل بخطواتٍ متمهّلة في البساتين المجاورة. يعبر على القناطر الخشبية الموضوعة على فروع الأنهر الصغيرة التي تتلوّى مثل أفاعي ضخمة ما بين الأشجار. يتنشّق المزيد من الهواء النقي ويحاول فكّ اشتباك خيوط مشاعره، فهو مرتاح لسماع الأخبار التي نقلتها له نسرين، لقد غادرته صور التهديد، وما عاد والده مهتماً لتجواله الحرّ داخل الناحية. إن سجنه، في واقع الحال، صار أكبر من بيت الميزر، وغدا على حدود ناحية الإمجعبزة ليس إلا، لكنه مع ذلك يمثل تطوراً حسناً.

يسير على سدّة ترابية بمحاذاة بساتين النخيل ويحاول تأمل الأحداث بهدوء. فإن كانت انتفاضة "الشهر الثالث عشر" قد انتهت، فعليه أن يعود إلى دراسته، ويسترجع إيقاع حياته السابق، ولكن من دون نسرين. كان اتصالها الأخير الذي أبلغته فيه بخبر إطلاق سراح الأستاذ جليل واضحاً بنبرته بأنها ما زالت على موقفها السابق؛ إنه صديق حميم لها وشريك في الحراك الشبابي، وليس أكثر، ومن العبث الاستمرار بالطرق على باب لن يفتح أبداً. عليه أن يداوي جراحه العاطفية بهدوء ومن دون أن يحرج نفسه أكثر أمام نسرين أو أي شخصٍ آخر. لا بدّ أن ينضج ويعبر هذه المرحلة. ما زال شاباً والطريق أمامه حافلٌ بالمحطات، وبحبيبات كثر يمكن أن يصادفهن في أثناء حياته.

وجد نفسه على حدود مركز الناحية، فاستمر بسيره حتى صار في منتصف الشارع الوحيد. اشترى علبة سجائر من أحد الدكاكين وشاهد على الدكّة المجاورة صبية حفاة يستلون قناني الببسي الفارغة من صندوقها البلاستيكي ويشربون الفضلة المتبقية في بعض القناني من دون أن يمانع صاحب الدكان. وتذكر فجأة مشهد الجلوس على قنينة الببسي. يمكن للأدوات والأغراض أن تقوم بوظائف مختلفة. يمكن لأشياء حيادية وادعة مثل هذه القناني الزجاجية الصغيرة أن تتحوّل فجأة إلى أدوات للرعب والآلام الفظيعة.
تذكر كلمة يردّدها الأستاذ جليل دائماً، منسوبة إلى الإمام عليّ، كان يقول إنه يستمّد منها القوة "إذا هبتَ أمراً فقعْ فيهِ، فإن شدّة توقيه أعظم مما تخاف منه". ولكن هل سيبقى الأستاذ جليل على موقفه هذا إن جلس على قنينة الببسي؟!

تاريخ الخبر: 2022-03-04 00:20:56
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 03:25:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 03:25:39
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية