احتفظت قمة الكرة السودانية «ناديا الهلال والمريخ»، بسحر خاص وارتباط عميق لدى جمهور الناديين، بل وكرة القدم في السودان عموماً، إذ يمثلان عماد المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، فترتبط لقاءاتهما بذكريات لا تمحى وأهازيج محببة لا تنسى.
التغيير- عبد الله برير
قبل كل لقاء بين عملاقي كرة القدم السودانية «الهلال والمريخ»، يكون عشاق الناديين «الأزرق والأحمر» على موعدٍ مع السحر الكروي والمتعة اللامتناهية، والتنافس والندية التي تثير كوامن المشجعين.
«كلاسيكو السودان» بين الغريمين التقليديين، والممتد لعشرات السنين، قلما يبخل بالأحداث المثيرة والأهازيج المبدعة، داخل وخارج «المستطيل الأخضر».
وتحفل لقاءات الفريقين، بالذكريات الممتعة للفائز والمحزنة للمهزوم، للشعب الذي لم يتبق له متنفس سوى «الجلد المدور».
هتافات خالدة، وقصص راسخة، حفلت بها مباريات كبيري «حي العرضة» في العاصمة الوطنية أم درمان.
السماني
خلال لقاء الفريقين الأخير لحساب دوري مجموعات رابطة الأبطال الأفريقية، والذي جرى على ملعب المريخ «الافتراضي» بالقاهرة، سجل لاعب الأحمر السماني الصاوي هدفين هز بهما شباك حارس الهلال «علي أبو عشرين» خلال الشوط الأول فقط، كفل بهما الفوز لفريقه.
وللصاوي عشقٌ كبير مع الشباك الزرقاء التي زارها في أربع مناسبات مختلفة، جعلت اسمه نغماً عذباً على شفاه أنصار «الأحمر الوهاج».
وتداول جمهور نادي المريخ هتاف «السماني.. عليك الله ما تجيب التاني»، مدوزناً على لحن إحدى الأغنيات الراقصة الشهيرة تقول كلماتها «يا الأسمراني عليك الله.. قوم أرقص تاني.. عليك الله..».
الهتاف تحول إلى أهزوجة غزت المدارس وصالات الأفراح والشوارع والأسواق.
وأظهر مقطع فيديو متداول، تلاميذ مدرسة سودانية وهم يردِّدون أهزوجة السماني.
مقطع التلاميذ وجد صدىًّ كبيراً، تجاوز حد المداعبة الكروية واحتفى به حتى لاعب الهلال السابق، المحلل الرياضي محمود جبارة «السادة».
وطالب السادة، المسؤولين بتشييد المدرسة التي كان يتغنى تلاميذها بالأهزوجة، والتي ظهرت فصولها من «القش» وهي متهالكة.
والتقط القفاز رئيس المريخ حازم مصطفى، واستجاب للنداءات، وتكفّل ببناء المدرسة، في لفتة أظهرت الوجه الأجمل لكرة القدم.
«كي يا صلاح الضي»
لاعب الهلال السابق صلاح الضي، اشتهر بقدم يسرى قوية أتعبت المدافعين والحراس.
وأحرز الضي هدفاً في مرمى المريخ من مسافة بعيدة، ما جعل معلق المباراة عدنان حمد يهتف مع جمهور الهلال «كي كي يا صلاح يا ضي».
وفي حقب سابقة، لطالما تغنى جمهور المريخ للاعبه عمار خالد الذي تفنّن في هز شباك الغريم الأزلي.
وكانت أهزوجة «أشعلت النار يا عمار» تملأ الآفاق حينما أحرز اللاعب هدفين في مرمى «الأزرق».
وبالطبع، كان لجمهور كرة القدم السودانية انفعالاتهم وأهازيجهم الصادقة وهم يشجعون المنتخب الأول لكرة القدم، ومع كل فوز أو ظهور مشرف تنطلق الأهازيج والأفراح، وهو ما ظهر بجلاء في النسخة الأخيرة من كأس الأمم الأفريقية رغم توديع «صقور الجديان» للمسابقة من الدور الأول، وكانت أبرز الأهازيج تلك المحببة والتي يتغنى بها الصغار والكبار «فوق فوق.. سودانا فوق»، فيما ظلت عبارة «برانا برانا بنغلب غانا» خالدة في الأذهان تتناقلها الأجيال.
المريخ السوداني يهزم نده التقليدي بالقاهرة ويتصدر مع «صن دوانز»