حرض الزعيم الشيشاني رمضان قاديروف، حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تجاهل دعوات الدول الغربية لوقف الحرب الدائرة ضد أوكرانيا وحثه على إصدار أوامر لقواته بمهاجمة كييف بعنف والسيطرة عليها في غضون يوم أو يومين.

من جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران روسيا الجمعة إلى عدم تصعيد التوتر، بعد ثمانية أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الجمعة، مقطعاً مسجلاً لقاديروف يدعو خلاله بوتين إلى تجاهل المجتمع الدولي وشن "هجوم عنيف " على أوكرانيا للسيطرة عليها بشكل سريع.

وقال قاديروف إن "قصف أوكرانيا بشكل يدفعها للاستسلام سيجنب روسيا مزيداً من الخسائر"، مشيراً إلى أن "التكتيكات العسكرية الروسية الحالية ضعيفة للغاية".

وحث قاديروف بوتين على أن "يغمض عينيه عن كل شيء وأن يسمح للقادة العسكريين بشن هجوم عنيف في أوكرانيا وإنهاء كل شيء في غضون يوم أو يومين".

وأضاف: "هذا فقط (شن هجوم مكثف على أوكرانيا) سينقذ دولتنا وشعبنا، هذا هو ما أؤمن به بشكل قوي".

وتابع قاديروف: "بصفتي مقاتلاً لا يمكنني مشاهدة جنودنا وهم يُقتلون ليس أثناء قتال ولكن أثناء الانتظار على يد هؤلاء الشياطين والنازيين (في إشارة إلى الأوكرانيين)".

وأردف مخاطباً بوتين: "أنا متأكد من أنك ستتخذ القرار الصحيح للسيطرة على أوكرانيا بالكامل".

كما طالب بوتين بالتخلي عن المفاوضات "غير المجدية" مع الجانب الأوكراني، بهدف التوصل لحل للأزمة المندلعة بين البلدين، والتي انعقدت جولتها الثانية في بيلاروسيا، أمس الخميس.

وأردف: "كلما طال انتظارنا زادت العقوبات التي تنتج عنها"، في إشارة إلى العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا.

من جانبه حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيران روسيا على عدم تصعيد التوتر، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون "لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضاً بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود. نفي بجميع التزاماتنا وسنواصل الوفاء بها".

وأضاف: "لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها. وجميع أفعالنا، إذا ما حدثت، تأتي فقط رداً على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لروسيا الاتحادية".

وظهر بوتين على شاشة التلفزيون وهو يشارك عبر الإنترنت من مقر إقامته خارج موسكو في حفل لرفع العلم على متن عبارة في شمال روسيا.

الابن المطيع لبوتين

ويرى محللون غربيون أن دعوة قاديروف لبوتين لشن هجوم عنيف على أوكرانيا هي "علامة واضحة على الإحباط في روسيا بسبب الفشل في الاستيلاء على مدينتي كييف وخاركيف بشكل سريع".

ويُعرف الرئيس الشيشاني بموالاته لروسيا، وتنتشر قوات تابعة له حالياً في أوكرانيا لدعم روسيا في عملياتها العسكرية هناك.

وتصفه وسائل إعلام غربية بأنه "ابن بوتين المطيع الذي لم ينجبه"، ومنحه الأخير رتبة "لواء" في الجيش الروسي في عام 2020.

كما وجهت دول غربية لقاديروف اتهامات بارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان"، بما في ذلك "التعذيب"، و"القتل خارج نطاق القضاء"، وهو ما تنفيه السلطات الشيشانية.

وفي 20 يوليو/ تموز 2020، عاقبت الولايات المتحدة قاديروف، وكذلك فرضت ضده عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة أوكرانيا عام 2014.

والأسبوع الماضي، واجه الرئيس الشيشاني، موجة انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد خطابه الداعم لروسيا في عمليتها ضد أوكرانيا، وارتدائه حذاء باهظ الثمن خلال الخطاب من ماركة "برادا"، ويبلغ ثمنه 1500 دولار.

وخلال الخطاب، دعا قاديروف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "الاعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذ كييف".

وأكد قاديروف أنه "حشد 70 ألف مقاتل في الشيشان للقتال إلى جانب روسيا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها قاديروف للنقد، إذ استنكر الكثيرون في وقت سابق تصريحات له حول الوضع في سوريا، التي دعم خلالها نظيره الروسي.

وأطلقت روسيا، الأسبوع الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

TRT عربي - وكالات