قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تقرير أعده الصحفي توم كولينز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعد للعقوبات الدولية على روسيا في أعقاب غزوه أوكرانيا بجني أطنان من الذهب الإفريقي.

ووفق التقرير فإن السودان هي المصدر الرئيسي للذهب، إذ هرّبت روسيا منه مئات الأطنان خلال السنوات الماضية، جزءاً من خطة بناء "روسيا القلعة" ومنع تداعيات العقوبات التي فرضتها الدول الكبرى عليها.

يقول المدير التنفيذي لأكبر شركة إنتاج ذهب في السودان لـ"ديلي تلغراف" إن "الكرملين أكبر لاعب بقطاع التنقيب عن الذهب في السودان" وإن "روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني وجرى تهريب الكم الأكبر منه إلى روسيا عبر طائرات صغيرة من المطارات العسكرية المنتشرة في البلاد".

ويُعتقد أن 30 طناً من الذهب السوداني تنقل إلى روسيا كل عام. وجاء في التقرير أن الكرملين ضاعف حجم الذهب الذي أودعه البنك المركزي بأربع مرات منذ عام 2010، بشكل ساعد في إنشاء "صندوق حرب" عبر خليط من الواردات الأجنبية والاحتياطي الكبير من الذهب المحلي.

وتصل نسبة سبائك الذهب في روسيا إلى 23% من الاحتياطي، وارتفعت قيمتها إلى 630 مليار دولار حتى الشهر الماضي.

وقال المدير التنفيذي للشركة إنه سُمح لروسيا بالعمل في قطاع الذهب بسبب علاقتها مع زعيم المليشيا والمسؤول في مرحلة ما بعد عمر البشير محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي سافر إلى موسكو الأسبوع الماضي مع تدفق القوات الروسية من الحدود إلى أوكرانيا، في إشارة أخرى إلى قوة العلاقات الثنائية بين البلدين.

كما يعتقد الخبراء أن مرتزقة شركة "فاغنر" المرتبطة بالكرملين تدرب قوات الدعم السريع التابعة لدقلو وأن الجماعتين عملا معاً لتأمين مناجم الذهب السودانية للشركات الروسية، بخاصة في المناطق البعيدة التي يتميز فيها الأمن بالضعف.

وتعلق الصحيفة بأن مشاركة شركات التنقيب عن المعادن، كشركة "أم-إنفست"، قادت حملة تضليل ضد ثورة عام 2019 التي أنهت 30 عاماً من حكم البشير.

ووفق الولايات المتحدة فإن "أم-إنفيست" وهي مملوكة لبريغوجين وعملت غطاء لمجموعة فاغنر، تنفذ أيضاً حملة مضادة للثورة على الإنترنت وتعمل ضد الموجة الثانية من الاحتجاجات التي أثرت على استقرار السودان بعد تدخل الجيش في أكتوبر/تشرين الأول وإطاحته بالحكومة المدنية.

TRT عربي - وكالات