الحب جميل بكل معانيه وهو قسمة يقتسمها اثنان كتب لهما الله الوصل فأصبحا كمرآة، وشخص ينظر لنفسه من خلالها، تبقى رموز الحب صالحة لأزمان بين المتحابين، تتنفس من خلالهما لا تتغير وإن نما من حولها وأثمر حبهما جيلا يحمل من ملامحهما في الصورة وفي الطباع الشيء الكثير.
تجدها تبتسم كوالدتها وترى عمق عينيه كوالده، تراها تفكر كوالدها وتجده حنونا كوالدته تراكيب جمعت بمقادير يوزعها الله بين الأبناء كما قسم الحب بين الآباء.
تلك الرموز الجلية التي كتبت بتأن بين الطرفين وكانت رقة التعابير ولمعة العين وتأرجح الصوت عليها «شهود» لا تذبل مع الأيام إلا إن أراد أصحابها لها الذبول، حديقة المشاعر تلك مملوءة أرضها بكنوز عمقها يحوي ودا كثيرا وسطحها يحمل مباهج بمذاقات وافرة، نعم تنمو بين الحين والحين أشواك ولكن أصحابها يبادرون باستئصالها باستمرار قبل أن يشتد عودها بحوار لطيف.
تروى بمعان كثيرة كل حين لتبقى الرموز على صفحة الوجه وفي نبرة الصوت تقيم، بنظرة إعجاب وغمزة بالعين واستحسان بكلمة حب تكرر كل يوم لا تعاني من إقصاء، باحتواء كفين في طريق صاحبيها يسيران متقاربين أو في رحلة على مسند سيارتهما يلتقي الكفان، بقبلة تقدير يطبعها هو على جبينها التي ترتسم عليه أول خيوط الابتسامة، وقبلة منها على كتفه اليسار حيث قلبه ينبض بها لتضاف لباقي القبلات التي زينت موقعها على مدى أعوام فزها الفؤاد ببريقها فكانت نياشين تتشابه بكل شيء سوى بمدى أطوالها.
رموز الحب الذابلة مخيبة للآمال ولا يخنقها إلا الإهمال أو شرخ الثقة أو الشعور بإمكانية الاستغناء، قالت لي يوما أمي - حفظها الله وأطال في عمرها - نصيحة ورثتها كل من تحدثت معه عن الحب «لا تهملي تفاصيل الحب الصغيرة كي لا تذبل العظيمة».
* لغات الحب
وللحب لغات خريطتها الحواس فإن اتقنتها كلها كنت سفيرا من أعظم السفراء.
@ALAmoudiSheika