جرى تهريب 100 طفل يهودي أوكراني من حضانة في مدينة أوديسا الأوكرانية إلى العاصمة الألمانية برلين عبر رحلة بلغ طولها ألفين و300 كيلومتر، وذلك من دون حوزة أي من الأطفال جوازات سفر أو شهادات ميلاد.

وأجرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقابلة مع حاخام كان في قلب العملية، وروى الحاخام ميندي وولف تفاصيل عن الرحلة الشاقة المعقّدة.

استقل الأطفال المئة حافلات متّجهة من مدينة أوديسا إلى الحدود الأوكرانية-المولدوفية، حيث انتظرهم دبلوماسيون إسرائيليون لتسهيل حصول الأطفال على تصاريح لعبور الحدود والهروب من الحرب.

ويروي وولف المرحلة التالية من الرحلة، التي استمرّت يوماً ونصفاً في حافلة تقلهم عبر الحدود إلى رومانيا، وفي النهاية إلى محطتهم الأخيرة في برلين.

وأوضح الحاخام البالغ من العمر 25 عاماً الذي جرى تكليفه بعملية الإنقاذ العابرة للحدود: "قيل لي يوم الثلاثاء إن لدينا الضوء الأخضر لإخراج كل هؤلاء الأطفال من أوديسا، وهو أمر مذهل للغاية لأن العديد منهم ليس لديه شهادات ميلاد أو جوازات سفر أو وثائق أخرى".

ووافقت السلطات الأوكرانية والمولدوفية والاتحاد الأوروبي على السماح للأطفال بالمرور عبر الحدود من دون الوثائق المطلوبة عادة.

وقال وولف متحدثاً عن الأطفال إنه ليس لديهم أي فكرة عن كونهم لاجئين، على الأقل الأصغر منهم ليسوا كذلك. كما حاول بأقصى ما يستطيع إخبارهم على نحو مبسّط بأنّ حرباً جارية.

وأردف: "عليك أن تفهم أن هؤلاء هم الأطفال الذين اضطروا بالفعل إلى التعامل مع صدمة واحدة كبيرة في حياتهم، موت آبائهم أو التخلي عنهم، وأردنا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنعهم التعرّض لصدمة أخرى".

وعندما سُئلَ عمّا إذا كان من المفارقات أن يجد هؤلاء الأطفال اليهود ملاذاً في ألمانيا من بين جميع الأماكن، أجاب وولف: "لا أريد أن أقول أي شيء قد يتعلّق بالسياسة من قريب أو بعيد. كل ما نريده هو أن يكون هؤلاء الأطفال آمنين وأن يعيشوا في سلام".

وأطلقت روسيا في 24 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وأثار الغزو احتجاجات في الولايات المتحدة وأوروبا وداخل روسيا نفسها، إذ اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع.

TRT عربي