أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه "نظراً إلى غياب الرغبة من الجانب الأوكراني في التأثير على القوميين أو تمديد وقف إطلاق النار استؤنفت العمليات العسكرية الساعة 18 بتوقيت موسكو (أي 15 بتوقيت غرينتش)".

وكان الأوكرانيون أرجأوا قبل ذلك بساعات إجلاء المدنيين من ماريوبول المطلة على البحر الأسود التي يناهز عدد سكانها 450 ألف نسمة، إلى جانب مدينة أخرى محاصرة، مبررين ذلك بانتهاك القوات الروسية وقف إطلاق النار.

ويأتي التصعيد الروسي قبل موعد جلسة التفاوض الثالثة بين موسكو وكييف المزمع تنظيمها غداً الاثنين.

ويرى محللون أن السيطرة على المدينة ستكون نقطة تحول في المعركة وستؤدي إلى التحام القوات الروسية الآتية من شبه جزيرة القرم التي استولت مؤخراً على بيرديانسك وخيرسون، والقوات الانفصالية والروسية في دونباس، وتوحيد هذه القوات للتحرك شمالاً.

وسيسمح ذلك للجيش الروسي الذي حقق تقدماً كبيراً في أوكرانيا بتشديد الضغط العسكري على وسط البلاد وشمالها حيث يحتدم القتال، لا سيما في كييف وخاركيف.

من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت إن "المشاهد اليوم في ماريوبول وفي مدن أخرى مفجعة".

وقال أحد أعضاء منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية التي لا تزال في ماريوبول بتصريح إعلامي "الليلة الماضية اشتد القصف وأصبح أقرب"، مضيفاً أن السكان يفتقرون إلى كل شيء، خصوصاً الطعام والماء لدرجة أنهم يضطرون إلى جمع الثلوج وإذابتها، مع تدمير القصف العديد من المتاجر.

ومع دخول الهجوم العسكري أسبوعه الثاني بات من الصعب التحقق من حصيلة الضحايا بشكل مستقل، فأبلغت كييف عن مقتل ما لا يقل عن 350 مدنياً وأكثر من 9 آلاف عسكري روسي من دون أن تذكر خسائرها العسكرية، فيما أعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلاً في الجانب الأوكراني و498 في صفوف قواتها.

ووفق ما أكدته الأمم المتحدة أدى الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا منذ بدئه إلى تفاقم أزمة اللاجئين خارج البلاد، والذين فاق عددهم إلى اليوم 1.37 مليون شخص.

لتؤدي بذلك حركة النزوح إلى تعبئة سياسية قوية، لا سيما في الدول الحدودية مثل بولندا.

وعلى وقع تطور الأحداث التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس السبت نظيره الأوكراني دميتري كوليبا.

وانتهز كوليبا اللقاء للمطالبة بمقاتلات وأنظمة دفاع جوي، معتبراً أن رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" إقامة منطقة حظر للطيران "مؤشر ضعف".

وكان رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي برر خلال زيارة له إلى لاتفيا المجاورة لروسيا السبت قرار الحلف، قائلاً: "إذا جرى إعلان منطقة حظر جوي فسيتعيّن على شخص ما فرضَها.. وسيتوجب علينا إذا أن نحارب القوات الجوية الروسية بفاعلية".

فيما اعتبر بوتين أن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبره موسكو طرفاً في النزاع. وهدد بـ"عواقب وخيمة وكارثية ليس لأوروبا فحسب، ولكن للعالم بأسره" إذا أنشئت منطقة حظر كهذه، على حد تعبيره.

وفي موسكو استقبل بوتين السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو أول زعيم أجنبي يزور روسيا منذ غزو أوكرانيا، باستثناء رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي زارها غداة الغزو لكن زيارته كانت مقررة مسبقاً.

وأطلق بينيت جهود وساطة في النزاع، إذ أجرى اتصالاً أيضاً بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل إجراء محادثات في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

ومن جانبه أيضاً قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في محادثة هاتفية مع بلينكن: "نشجع على مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا".

هذا وقد أفاد زيلينسكي الأحد بأنه تحادث مجدداً مع نظيره الأمريكي جو بايدن هاتفياً لمناقشة الدعم المالي الأمريكي لأوكرانيا والعقوبات على روسيا.

وفي غضون ذلك وعد أعضاء في الكونغرس الأمريكي خلال محادثة افتراضية مع زيلينسكي بصرف مساعدات لأوكرانيا بقيمة 10 مليارات دولار.

كما حضّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الصين على تأدية دور الوسيط في سياق تسوية محتملة للنزاع.

ويستعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتقديم "خطة عمل" دولية تهدف إلى "إفشال" الغزو الروسي لأوكرانيا ويعتزم لهذه الغاية تكثيف الاجتماعات الدبلوماسية الأسبوع المقبل في لندن، حسب ما أعلن مكتبه السبت.

أما صندوق النقد الدولي فحذّر من أن الحرب والعقوبات المفروضة على روسيا سيكون لها "تأثير جوهري على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية، مع تأثيرات جانبية على دول أخرى"، مبدياً خشيته تداعيات "مدمرة".

فيما أعلنت شركتا الدفع بالبطاقات فيزا وماستركارد السبت أنهما ستعلقان عملياتهما في روسيا، لتنضما بذلك إلى عدد متزايد من الشركات الأمريكية الكبرى التي علّقت أعمالها في روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا.

TRT عربي - وكالات