في سياق ما تشهده علاقات المغرب مع بعض الدول من بينها الجزائر وإسبانيا، كشف خبراء عسكريين فرنسيين، أن أرخبيل الكناري وسبتة ومليلية المحتلتين، بمثابة وقود الاحتكاك بين إسبانيا والمغرب، بحسب ما نقلته صحيفة “لاراثون” الاسبانية.
يشير التقرير لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية (FMES)، بشكل أساسي إلى التوترات بين الرباط والجزائر العاصمة.
كما أكد خبراء مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية، في تقريرهم على أن “حوض البحر الأبيض المتوسط شهد سلسلة من الأحداث الجيوسياسية على مدى العقد الماضي والتي غيرت ميزان القوى في المنطقة والتوازن الموروث من نهاية الحرب الباردة”.
وأشار الخبراء إلى أن “التوترات التي تقع في منتصف مضيق جبل طارق، أحد المحاور البحرية العالمية الرئيسية للبضائع، خاصة فيما يتعلق بنقل الهيدروكربونات حيث يتم توحيد الشاطئ الشمالي للمضيق تحت المظلة المزدوجة للاتحاد الأوروبي والناتو، في حين ليس هذا هو الحال على الساحل الجنوبي حيث تعاني المنطقة من عدم وجود تآزر وتعاون بين دول شمال إفريقيا.”
وأوضح تقرير “مؤسسة البحر الأبيض المتوسط ” في إصدارها الأخير الاستراتيجي، أنه “في الغرب، ينظر المغرب بشكل شبه حصري إلى جنوب وغرب إفريقيا التي تم تقديمها على أنها الحدود الجديدة للمملكة، وكذلك نحو الشمال وأوروبا”.
كما كشفوا على أن “هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مسلحة: التنافس التاريخي بين البلدين، ونزاع الصحراء الذي سمم العلاقات بين الرباط والجزائر لما يقرب من أربعة عقود”.
وخلصوا إلى أنه “في حالة حدوث مواجهة، سيكون للرباط ميزة على الأرض حيث بالإضافة إلى خبرتها الاستخباراتية، ستستفيد من القدرات السيبرانية الأمريكية والإسرائيلية، كما ستكون لها قدرات الاستخبارات والمراقبة الأرضية للجزائر”.
واعتبر التقرير أن “الغواصات الحديثة الموجودة تحت تصرف البحرية الجزائرية ستمنح التفوق تحت سطح البحر، لكنها ميزة يمكن إبطالها من خلال استحواذ البحرية الملكية المغربية على ألغام وطائرات بدون طيار متوسطة الحجم وغيرها من الوسائل المضادة للغواصات”.
أما على المستوى الجوي، فأشار الخبراء إلى أنه “سيكون التفوق الجزائري محكوم عليه بالتناقص بمرور الوقت مع التسليم المخطط لطائرة F-16V إلى المغرب، واتفقوا أيضا على أن الفرضية القائلة بأنه سيكون هناك نقطة ضعف متبادلة قد تنطوي على خسائر غير متناسبة، في حالة الاستخدام المكثف لهجمات عميقة من قبل الطرفين”.
وأشار التقرير إلى أنه “في حالة حدوث مواجهة كبيرة، ستهدف استراتيجية المغرب بلا شك إلى الوصول إلى طريق مسدود من خلال دفاع كلاسيكي وأعمال غير متكافئة في الأراضي الجزائرية وحرب اتصالات، وفي النهاية، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا لا يزال هو المناوشات الحدودية المتكررة بين الجزائر والمغرب”، بحسب زعم الخبراء.