اعتبر قادة الشرطة وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" الأشهر الثلاثة المقبلة إحدى الفترات الأكثر احتمالية لحدوث تصعيد أمني في الأحياء ذات الكثافة العربية وشرقي القدس.

وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأنّ الشرطة الإسرائيلية تقدّر أنّ الفترة القادمة ستكون "مليئة بالمواجهات" جرّاء تطابق مواعيد أعياد المسلمين واليهود، وعلى رأسها شهر رمضان، إضافة إلى التوتر الذي لا يزال يتجدّد في القدس والمدن المختلطة الأخرى على خلفية أحداث عملية "حارس الأسوار".

وأشار ضباط كبار في أجهزة الشرطة إلى احتمالية انضمام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى التصعيد المحتمل، وذلك بناء على تقديرات لجهاز المخابرات تستند إلى أحداث العام الماضي.

وأشارت الصحيفة ذاتها إلى امتلاء الرزنامة السنوية خلال الفترة المقبلة بالأحداث القابلة للانفجار، إذ يصادف 30 مارس/آذار "يوم الأرض" عندما يحيي الفلسطينيون ذكرى قتل الشرطة ستة أشخاص احتجاجاً على مصادرة إسرائيل للأراضي العربية عام 1976، فيما يبدأ شهر رمضان مطلع شهر أبريل/نيسان.

ويصادف 15 أبريل/نيسان عشية عيد الفصح، وستقام في الأيام التالية بركة الحاخامات التقليدية في ساحة حائط المبكى إلى جانب زيارات يهودية متوقّعة إلى الحرم الإبراهيمي، كما سيلى ذلك حلول عيد الفطر المبارك الذي سيصادف جزء منه هذا العام عشية يوم "الذكرى" الذي يحييه الإسرائيليون لتذكّر جنودهم، وكل هذه المناسبات قد توصّل التوتر في الحرم إلى ذروته.

وفي 10 مايو/أيار ستحلّ ذكرى إطلاق الصواريخ على القدس وبداية عملية "حارس الأسوار" وذكرى موت موسى حسونة السنوية الذي أُطلق عليه النار وقُتل على يد سكان يهود بمدينة اللد، كما تحلّ ذكرى يوم النكبة في 15 مايو/أيار.

كما نوّهت "هآرتس" بأنّ احتمالية اندلاع العنف مرتفعة لا سيّما بالمدن المختلطة مثل القدس واللد وعكا التي عزّز جهاز الأمن العام الإسرائيلي جمع معلوماته عنها منذ عملية "حارس الأسوار".

وحدّدت الشرطة بعض البؤر الرئيسية التي تتوقّع اندلاع مواجهات بها مثل حي الشيخ جراح الذي كانت محاكم إسرائيلية قضت في السنوات الماضية بإجلاء عائلات فلسطينية مقيمة به من منازلها، وباب العامود والحرم الإبراهيمي في القدس، وصحراء النقب التي يتعرَض الفلسطينيون بها لانتهاكات إسرائيلية متواصلة، ومدينة اللد التي حسب ضباط كبار في الشرطة "لا تزال تنزف" عقب أحداث عملية "حارس الأسوار" العام الماضي.

وأدّى قرار إجلاء عائلات من منازلها في مايو/أيار الماضي إلى تفجُّر مواجهات امتدت إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني.

وتقيم العائلات في منازلها منذ عام 1956 بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

TRT عربي