نساء السودان يواصلن تحدي الانقلاب.. قصص محزنة ونيران صديقة


 

سليمى إسحاق: الانقلابيون يستخدمون أجساد النساء وسيلة حرب ضدهن
إسحاق: ما حدث في 19 ديسمبر فضيحة في جبين الانقلاب

قبل انقلاب 25 اكتوبر 2021 كانت الحركة النسوية في السودان ترتب اجندتها للتفاعل المثمر مع التغيير السياسي الذي فتح بابا للامل في مستقبل ديمقراطي، الامر الذي يشكل إطارا أفضل للنضال من اجل قضايا النساء في بلد مثقل بالأزمات، ولكن انقلبت اولويات النساء وقفزت الى صدارتها “المقاومة” ومن هذه المفردة توالت حلقات من مسلسل الصمود النسوي امام القهر والحزن والغضب.
حسرات في قلوب الأمهات.

الخرطوم ــ فريق التغيير

“قبل النوم كل ليلة اشتم ملابسه بحثا عن رائحة ابني المعتقل” هكذا حاولت والدة المراهق محمد آدم توباك (17 عاما)، نضال يعقوب، وصف حالتها بين دموع منهمرة؛ بعد اتهام طفلها بجريمة قتل العميد علي بريمة اثناء التظاهرات، واعتقاله وإجباره عبر التعذيب على تسجيل اعتراف بقتل الشرطي الذي يرجح المراقبون تصفيته من قبل السلطات .
انهارت والدته عندما سمح لها أخيرا برؤيته، وكان ذلك بعد مرور 26 يوما على احتجازه، عندما رأت آثار التعذيب الرهيب على جسده، وفارق النوم عيونها ولم تعد ملابسه قربها تمنحها أي طمأنينة.
وقالت ل”التغيير” إن حرمانه من دواء الضغط، ودخوله في اضراب عن الطعام، مع ما تعرض له من تعذيب وحشي تجربة تفوق سنوات عمره بكثير.

بدرجة أقل؛ تشاركت السيدة (…) مع والدة توباك أرق الليالي المضني بعد اعتقال اثنين من أبنائها، لفترات تراوحت للأصغر بين الشهر، وللأكبر 15 يوما.
تحول منزلها لخيمة أحزان تزورها الأخوات والجارات بعد أن اعتقلت السلطات ابنها البكر العشريني وابنها الذي يليه وهو طالب جامعي.
ولم تتمكن من النوم إلا بعد أن تم إطلاق سراحهما مؤخرا. وقالت لـ “التغيير” كنت أحاول التماسك من أجل بناتي، لكن زوجي كان منهارا وهو رجل مريض.

نساء كثر عانين تعرض أبنائهن/ وبناتهن للاعتقال، لكن تلك الآلام لن تقترب حتى من آلام أكثر من 80 سيدة فقدن فلذات اكبادهن الذين قتلتهم قوات الانقلاب بدماء باردة لمجرد خروجهم في مواكب المليونيات الرافضة للانقلاب العسكري الذي تم في 25 أكتوبر من العام الماضي.

اعتقال وضرب

مثل اعتقال رئيسة مبادرة لا لقهر النساء، أميرة عثمان الذي استمر طوال أسبوعين، انتكاسة كبيرة في مجال الحريات خاصة وأنها كانت تعاني من آثار حادث حركة، وانتقدت كافة المنظمات الحقوقية هذا التصرف المشين من الجهات النظامية الانقلابية.
بصورة دائمة تقوم الأنظمة الانقلابية باعتقال نساء تحت مبررات اتهامات واهية، وعلى سبيل ذلك اعتقال عدد من السيدات باتهامات تمويل لجان المقاومة والحراك الشعبي ووضعهن القانوني ليس واضحا حتى الآن، وفق رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة.
في الوقت الذي تتعرض النساء إلى الاعتقال، تواجه أخريات الضرب العنيف المهين “أكثر من 30 امرأة تعرضن لضرب عنيف في محيط القصر في مليونية 19 ديسمبر، وفق رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة سليمى إسحاق.
وكانت الصحفية شمائل النور تعرضت لضرب مبرح من قوات تتبع للجيش السوداني حسب وصفها بالقرب من منطقة حديقة القرشي بالخرطوم، وانهال عدد كبير من الجنود على الصحفية شمائل المتواجدة خارج حدود منطقة المواكب بالضرب المبرح بالعصي السوداء.
“شعرت بأن جسدي أصابه الخدر بعد عدد من الضربات، وبعد عودتي للمنزل اكتشفت عددا من الكدمات الزرقاء المنتشرة في كامل جسدي”!
“جميع الفتيات والسيدات اللاتي يخرجن في المواكب على وعي كامل بالخطر المحدق بهن، ومع ذلك لا يتوقفن عن الخروج” هكذا علقت سليمى إسحاق.
وأضافت: النساء والبنات اللاتي يواصلن في الخروج في كل موكب يمنحننا إلهاما كبيرا.
وقالت إسحاق لـ “التغيير”: النساء لا يتغلبن فقط على عنف قوات الانقلابيين، لكنهن أيضا ينتصرن على كم هائل من المتاريس المجتمعية والأسرية التي تحاول الوقوف ضد خروجهن.

8 مارس الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في السودان

عنف حد الاغتصاب

وكشفت إسحاق عن وجود حالتين لاغتصابات موثقة في مواكب 19 ديسمبر، إلى جانب وجود 6 حالات أخرى لم يتم توثيقها (لا تثق الضحايا في الوحدة بسبب أنها حكومية)، واصفة الأمر بفضيحة في جبين النظام الانقلابي. وقالت إسحاق الأنظمة القمعية تستخدم أجساد النساء كوسيلة حرب ضدهن، لتحجمهن وتمنعهن من المشاركة في الاحتجاجات.
وقطعت إسحاق بتعرض النساء في كل موكب إلى التحرش اللفظي والجسدي والضرب المهين “30 سيدة في موكب 19 ديسمبر تعرضن للضرب المهين، والتحرش اللفظي حيث تم شتمهن بألفاظ نابية، إلى جانب التحرش الجسدي عند تفتيشهن وسرقة هواتفهن واموالهن”.

الانقلاب يقطع أحلام النساء

على الرغم من أن الإصلاحات في الفترة الانتقالية لم تكن بالحجم المطلوب، فقوانين كثيرة كانت في ورش إعادة الصياغة لإعادة حقوق النساء المهضومة ومراجعة القوانين المجحفة في حقهن، ومنها قانون الأحوال الشخصية.
إلا أن الانقلاب مثل انتكاسة كبيرة قطعت الطريق على أحلام النساء بالحصول على الحقوق والمناصرة التي تستحقها وهي تكابد في العمل المنظم والغير منظم، فسيدة تعمل مزارعة في الحقول تستحق ألا تموت في الولادة بسبب تدهور النظام الصحي في البلاد، وفق إسحاق.

لم تتوقف النساء السودانيات عن الخروج على الرغم من كل ما يتعرضن لهن، بل وبدأنا نراهن في الصفوف الأولى مع مواكب غاضبون وملوك الاشتباك الذين يحاولون صد العنف العسكري ضد المتظاهرين، ووفق سليمى إسحاق كثير من ضحايا الاغتصاب والتحرش يعدن للمشاركة في المواكب على الرغم مما يتعرضن له.
وقالت سليمى ل”التغيير” إن جميع القضايا النسوية سياسية في المقام الأول والأخير لأن المناخ السياسي الصحي يسمح برفع مظالم النساء ومنحها أولوية المعالجات، وتصبح سوح منافسات في البرامج الانتخابية، قاطعة بأن الانقلاب هزم كافة هذه الأحلام.
المرأة السودانية التي عانت من التشريد والقتل واحتمال مسؤوليات الأسر طوال العقود السابقة خاصة في عهد البشير، في كافة أنحاء السودان، خاصة في جبال النوبة ودارفور وكردفان والشرق يعرفن جيدا معنى الحياة في ظل الأنظمة القمعية والديكتاتورية، لذا لا تتوقف النساء عن مكافحة الانقلاب العسكري الذي قام به قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ولا تمنع أي سيدة أبنائها وبناتها من الخروج.
والدة توباك بكل ما عانته من تأخر ابنها عن دخول الجامعة، وتحقيق حلمه بدراسة الطيران الذي قبل به، إلا أنها تحاول التماسك أمام ابنها وبقية أسرتها بصلابة تهز الأوصال.

جانب من احتفال السودانيات باليوم العالمي للمرأة

نيران صديقة

فتيات كثيرات شاركن في لجان المقاومة ووجدن دعما وتشجيعا كبيرا للانضمام والمشاركة وفق امين مكتب التخطيط والبرامج في مجتمع كلية العلوم الرياضية النسوي، دينا محمود، التي اشتكت من جهة أخرى من وجود صعوبات وعراقيل ومحاولات اقصاء وتمييز داخل اللجان.
وأضافت: احيانا تعاني الفتيات من تحرش جنسي ايضا.
واعربت محمود عن استيائها من تجاهل الحديث عما تتعرض له الفتيات واعتباره مشكلة بنيوية في تنظيمات لجان المقاومة يجب وضعها ضمن الاولويات.
وقالت محمود لـ “التغيير” إن الدعوة لدخول لجان المقاومة امر متاح للجميع لكن التنافس على المستوى الهرمي يكاد يكون منعدم.
وكشفت محمود عن تعرضها للكثير من العدائية والتمييز بسبب كونها العنصر النسائي الوحيد في تنسيقية لجان المقاومة المنضوية تحتها.
رغم وطأة الانقلاب خرجت النساء السودانيات في 8 مارس 2022 في مواكب حاشدة تأكيدا للاصرار على ربط حرية المرأة بتحرر الوطن من الدكتاتورية.

تاريخ الخبر: 2022-03-09 03:21:46
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية