“وطني” ترصد تفاصيل جلسة مجلس الأمن بخصوص الوضع الإنساني في أوكرانيا
“وطني” ترصد تفاصيل جلسة مجلس الأمن بخصوص الوضع الإنساني في أوكرانيا
“قبل أسبوعين، اعتقد قليلون أن السيناريو الموجود اليوم في أوكرانيا، واحد من صراعات شديدة سيحدث. لكنه حدث، وكان في الأساس غير مخطط له. مع ذلك، فقد سارع المجتمع الإنساني بالخطط” بهذه العبارة افتتح مارتن جريفتيش وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إحاطته لمجلس الأمن، لافتاً: “الناس يراقبون هذا الصراع “غير الضروري” وهو يطوّق المدن والمدنيين في أوكرانيا، والجميع لديهم شعور إضافي بالرهبة من تأثير ذلك على العالم الأوسع. والعواقب على الأشخاص الضعفاء الذين يعيشون في نصف عالم بعيد،مقلقة للغاية، من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وحالة عدم اليقين في الإمدادات، كما يواجه الناس في منطقة الساحل واليمن والقرن الأفريقي وأفغانستان ومدغشقر بالفعل انعداماً للأمن الغذائي. كما أن أسعار الوقود ذات المستوى القياسي تؤدي الى حياة أكثر صعوبة في أماكن مثل لبنان، حيث تحافظ المولدات على تشغيل المستشفيات ومحطات معالجة المياه.
وأشار إلى أن هذه قد تكون أحدث أزمة، لكنها ليست الوحيدة موضحاً لمجلس الأمن: “نحن غير قادرين على تلبية احتياجات المدنيين اليوم، آمل ألا نخذلهم غدا.”
وأكد جريفيثس في إحاطته، أن الطواقم الإنسانية كانت تعمل في منطقة دونباس لتزويد 1.5 مليون شخص بالمساعدات الإنسانية. كانت تقوم به بهدوء ودون جلبة خلال السنوات الثماني الماضية. لا تزال تفعل ذلك حتى اليوم، كيف ومتى استطاعت ذلك. لكنها بالطبع مستعدة للأسوأ.
ويقول جريفتش :”لدينا أولويات لتجنب معاناة ومأساة المدنيين، بينها إنشاء نظام تواصل مستمر مع أطراف النزاع وضمانات، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها.
استمع مجلس الأمن إلى إحاطة جريفيثس بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا منذ بدء العمليات العسكرية الروسية، كما استمع إلى إحاطة من المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل. وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيثس، إن المنظمات الإنسانية سارعت في العمل حتى في الأسابيع التي سبقت الهجوم العسكري على أوكرانيا.
ومخاطباً رئيسة مجلس الأمن، وهي مندوبة دولة الإمارات العربية، لانا زكي نسيبة قال مارتن: “في الأسابيع التي سبقت بدء الهجوم العسكري في أوكرانيا، وفي خضّم ضجيج التعليقات والخطابات والتنبؤات، بدأت المنظمات الإنسانية عملها. إنها لا تنام يا سيدتي الرئيسة، دعيني أؤكد لكِ أنها لا تنام.”
حدد جريفيثس ثلاث أولويات للتخفيف من معاناة وألم المدنيين:أولا، يجب على الأطراف أن تحرص باستمرار على تجنيب المدنيين ومنازل المدنيين والبنية التحتية في عملياتها العسكرية. يشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق القتال الفعلي على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه. يجب احترام وحماية جميع المدنيين، سواء ظلوا أو غادروا.
ثانياً، حاجة إلى ممر آمن للإمدادات الإنسانية إلى مناطق الأعمال العدائية النشطة. المدنيون في أماكن مثل ماريوبول وخاركيف وميليتوبول وأماكن أخرى في أمس الحاجة إلى المساعدة، وخاصة الإمدادات الطبية المنقذة للحياة. هناك العديد من الأساليب الممكنة، ولكن يجب أن تتم بما يتماشى مع التزامات الأطراف بموجب قوانين الحرب.
ثالثاً، ثمة حاجة ماسة إلى نظام تواصل مستمر مع أطراف النزاع وضمانات لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية. يمكن لنظام الإخطار الإنساني أن يدعم توصيل المساعدات بالحجم المطلوب.
وقال: “لقد نقلتُ بالفعل هذه النقاط الثلاث إلى السلطات الأوكرانية والاتحاد الروسي. فيما يتعلق بنقطتي الثالثة، أرسل مكتبي فريقا إلى موسكو للعمل على تنسيق إنساني مدني-عسكري أفضل يمكن أن يسمح لنا بتوسيع النطاق.”
ويأتي ذلك في أعقاب المكالمة الهاتفية التي أجريت يوم الجمعة الماضي بين الأمين العام ووزير الدفاع في الاتحاد الروسي، سيرجي شويجو. ورحب مارتن بالتعاون بين الجانبين متطلعاً الى المزيد من التقدم في الساعات المقبلة.”
وأضاف: “نظرنا إلى الأرقام الممكنة مع مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وشركائنا من المنظمات غير الحكومية وبرنامج الأغذية العالمي. وقمنا بتقدير من يحتاج إلى المساعدة، من سيكون متنقلا أو الفئات الضعيفة التي قد تحتاج إلى مساعدة في المنزل. نظرنا في المسالك الممكنة (للوصول إليهم) وسبل توزيع المساعدات. حشد برنامج الأغذية العالمي لوجستياته الكبيرة لبدء سلاسل التوريد وتشغيلها، بدءا من مكان ثابت.، أن جميع الوكالات الإنسانية، بما في ذلك مكتبنا، قام بإرسال عدد أكبر من الموظفين في الأيام التي سبقت بدء الهجوم، حتى الأمين العام للأمم المتحدة قام بتعيين أمين عوض على نحو سريع، كمنسق للأزمة، وهو موجود حاليا في كييف.”
وتابع جريفيثس قائلا: “في الأيام الأولى للهجوم أمضى موظفونا، مثلهم مثل كثيرين في أوكرانيا، أيامهم ولياليهم في العمل من المخابئ والأقبية. مع ذلك فقد تمكنوا من وضع خطتي استجابة قويتين أطلقتهما أنا وفيليبو جراندي (مفوض شؤون اللاجئين) الأسبوع الماضي في جنيف، (تم تلقي) استجابة سخية من المانحين.”
وتساءل جريفيثس مخاطبا أعضاء المجلس: “هل أحتاج إلى وصف ما رأيناه وسمعناه جميعا في الأخبار؟ ببساطة، تحطمت حياة الملايين.”ووصف حياة الناس اليومية، لا يمكن لهم البقاء في منازلهم مع إغلاق المتاجر وانقطاع الكهرباء والماء وسقوط القذائف وانقطاع الهواتف. ولا يمكنهم العثور على ما يحتاجون إليه حتى لو كان لديهم المال لدفع ثمنه، ولا يستطيع الكثيرون الهروب بأمان أيضا.
وتابع مارتن واصفا المآساة الإنسانية: “مر 11 يوما على تصاعد العنف والخوف والألم. حتى 6 مارس، وقت وضع تفاصيل هذه الاحاطة، أفاد مكتب مفوضة حقوق الإنسان بسقوط ما لا يقل عن 1,207 من الضحايا في صفوف المدنيين، بما في ذلك 406 قتلى على الأقل. يمكن أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.”وأشارت مفوضية اللاجئين بأن أكثر من 1.7 مليون لاجئ فرّوا في 11 يوما، وربما يكون هذا الرقم قديما الآن. فكل ساعة تتطور الأرقام ولا يوجد رقم ثابت.
رغم ذلك، استمرت المساعدة الإنسانية في جميع المناطق التي يسمح فيها الأمن. وتحت قيادة منسق الأزمات في الدولة، توجد خطط جديدة حول كيفية تقديم الخدمات الإنسانية الأكثر حدة. هذا يشمل مدنا مثل ماريوبول وخاركيف وخيرسون. كما تم توسيع نطاق الاستجابة في فينوتسيا وأوجورود ولفيف.
وأكد جريفيثس أن الأمم المتحدة وشركاءها قدموا بالفعل الغذاء لمئات الآلاف من الأشخاص. ويقوم برنامج الأغذية العالمي بإعداد عمليات سلسلة التوريد لتقديم المساعدات الغذائية والنقدية الفورية إلى 3-5 ملايين شخص داخل أوكرانيا.كما قامت منظمة الصحة العالمية بشحن رعاية الإصابات ومعدات الجراحة الطارئة وغيرها من الإمدادات التي ستساعد آلاف الأشخاص. والمزيد من الإمدادات في طريقها أيضا.ويقوم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بتقديم المساعدة عبر شبكة من المتاجر في ماريوبول بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية. وتجلب المفوضية آلاف البطانيات والمراتب ومواد الإغاثة غير الغذائية من بولندا وشحنها إلى مراكز العبور.وعمل الصليب الأحمر الأوكراني على توزيع المساعدات الإنسانية إلى الآلاف عبر مخزونات الطوارئ، بما في ذلك مستلزمات النظافة والطعام والملابس الدافئة والأدوية.
وأضاف مارتن : “أحيي بشكل خاص أكثر من 4,000 متطوع من الصليب الأحمر، والعاملين المجتمعيين في المنظمات غير الحكومية المحلية، وسائقي الشاحنات الذين يحملون الضروريات الأساسية إلى المناطق المضطربة.”
إحاطة يونيسف
من جانبها قدمت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إحاطتها لاجتماع مجلس الأمن بشأن الاوضاع الإنسانية في أوكرانيا.وقالت:”
“ما يحدث للأطفال في أوكرانيا هو انتهاك أخلاقي. يجب أن تصدم صور أم وطفليْها وصديق لهم- راقدين في الشارع بعد إصابتهم بقذيفة هاون أثناء محاولتهم الفرار إلى بر الأمان – ضمير العالم. يجب علينا العمل لحماية الأطفال من هذه الوحشية.” وناشدت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، في أول إحاطة لها مجلس الأمن، بعد توليها منصبها، ممثلي الدول الأعضاء، داعية إياهم إلى “تذكير جميع الأطراف بالتزامها القانوني والأخلاقي بحماية الأطفال وتجنيبهم الاعتداء.”
وأعربت راسل عن القلق البالغ بشأن الهجمات على البنية التحتية المدنية اللازمة لمساعدة الأطفال على تجاوز هذا الصراع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الحيوية للطاقة. وقالت:”ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن القتال بالقرب من هذه المناطق المحمية أو استهدافها، وعن الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تعطل الخدمات الحيوية للأطفال والعائلات.”.
كما ناشدت جميع الأطراف “تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، بما في ذلك الذخائر العنقودية، التي تشكل أكبر خطر يلحق الأذى بالأطفال”. وحثت المسؤولة الأرفع في اليونيسف جميع الأطراف على حماية المدنيين من المزيد من الأذى المرتبط بالتلوث الناجم عن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب.
و شددت كاثرين على أن يرسل مجلس الأمن “رسالة قوية إلى جميع الأطراف بشأن التزامها بضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والمعدات، والسماح بعملنا وتسهيله.”
وأوضحت قائلة: “وهذا يعني أيضا ضمان ألا تعرقل العقوبات والتدابير التقييدية الأخرى العمل الإنساني.” وجددت اليونيسف دعوتها إلى التعليق الفوري للأعمال العسكرية الجارية في أوكرانيا. على لسان مديرتها راسل : “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار وضمانات كافية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى جميع الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء أوكرانيا.”
سيتيح ذلك وصول المساعدات الإنسانية الضرورية والحماية إلى المحتاجين – والسماح للعائلات في المناطق الأكثر تضررا بالخروج للحصول على الطعام والماء، أو طلب الرعاية الطبية، أو مغادرة منازلهم بحثا عن الأمان.
هذا وأكدت راسل أن اليونيسف جهة فاعلة إنسانية تلتزم بالمبادئ الإنسانية، مشيرة إلى أنه على مدى السنوات الثماني الماضية، عملت اليونيسف على جانبي خط الاتصال في شرق أوكرانيا، ونحن ملتزمون بتقديم المساعدة الإنسانية والحماية لجميع الأطفال المحتاجين في جميع أنحاء أوكرانيا وفي البلدان المجاورة.”لكن هذه الوحشية يجب أن تنتهي، أخبروني كيف شعروا بترك كل ما يعرفونه خلفهم. إذ ترك الأزواج والآباء والأحباء المسنين، دون معرفة متى أو ما إذا كانوا سيرون بعضهم البعض مرة أخرى، أما الأطفال، فقد أخبروهم عن خروجهم المفاجئ من المدرسة، وفقدان لعبهم المفضلة، والصوت المرعب للقصف وإطلاق النار، الكثير من الأطفال أصيبوا بصدمات شديدة.”
وقالت راسل:”مع تصاعد النزاع، نما التهديد الفوري والحقيقي الشديد الذي يتهدد 7.5 مليون طفل في أوكرانيا. وتعرضت المنازل والمدارس ودور الأيتام والمستشفيات للهجوم. وتضررت البنية التحتية المدنية مثل مرافق المياه والصرف الصحي، مما ترك الملايين دون الحصول على المياه الصالحة للشرب. وبالنسبة للكثيرين، انتقلت حياتهم إلى تحت الأرض حيث تسعى العائلات إلى الأمان في الملاجئ أو قطارات الأنفاق أو الأقبية، غالبا لساعات متتالية. وتلد النساء في أجنحة أمومة مؤقتة بإمدادات طبية محدودة.
وتعمل اليونيسف والوكالات الأممية على مدار 24 ساعة في اليوم لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة بسرعة في أوكرانيا وفي البلدان المجاورة – من نقل المياه الصالحة للشرب بالشاحنات ومجموعات النظافة الشخصية، وتقديم الخدمات الطبية الطارئة، وتوفير المأوى والحماية للنازحين.
وأكدت: “الأطفال يحتاجون إلى الأمل في المستقبل. لكن قبل كل شيء يحتاج الأطفال في أوكرانيا إلى السلام. إنه الحل الوحيد المستدام.”
إحاطة الولايات المتحدة
أما المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد في كلمتها أمام مجلس الأمن قالت: “لقد حولت الحرب التي اختارها الرئيس بوتين نصف مليون طفل إلى لاجئين.بالنسبة للولايات المتحدة، الخسائر الإنسانية لحرب الرئيس بوتين على أوكرانيا آخذة في التصاعد. الأطفال يموتون، والناس يفرون من منازلهم”، ولكن في سبيل أي قضية تأتي هذه الخسائر تساءلت المندوبة الأمريكية ..مستشهدة بأرقام اليونيسف التي من المتوقع أن تزيد بسبب العنف المستمر، “فقد قُتل بالفعل عشرات الأطفال”، شددت السفيرة الأمريكية على أنه لا ينبغي أبدا إشراك الأطفال في النزاع.
وتحدثت عن صور لكبار السن وهم يفرون، وامرأة قتلت على كرسيها المتحرك، وأطفال يموتون بين أحضان أمهاتهم، وامرأة يتم نقلها على عجل وهي تنزف إلى المستشفى. وقالت إن هذه هي الصور التي نراها يوميا لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا. وأضافت مخاطبة الدول الأعضاء”
وتابعت مندوبة امريكا قائلة :”من الواضح أن لدى السيد بوتين خطة لتدمير وترهيب أوكرانيا.”وفي إشارة منها إلى العملية العسكرية الروسية المستمرة بما في ذلك السيطرة العسكرية الروسية على المحطات النووية الأوكرانية، قالت توماس-جرينفيلد إن الأسبوعين الماضيين أظهرا لنا “ن الشعب الأوكراني لن يستسلم. والعديد من الروس أنفسهم، بمن فيهم العديد من الجنود الروس، لا يريدون هذه الحرب. “لسوء الحظ، لا يبدو أن السيد بوتين يصغي (إلى هذه النداءات) ونحن قلقون من أن العالم بحاجة إلى الاستعداد لطريق طويل وصعب للغاية في المستقبل.”
وأثنت الولايات المحتدة على شجاعة الأوكرانيين قائلة على لسان سفيرتها إنهم يدافعون عن أنفسهم بشجاعة: “سنواصل الوقوف معهم ودعمهم. لكن من الواضح أن الرئيس بوتين مستعد للتضحية بأرواح الآلاف من الجنود الروس لتحقيق طموحاته الشخصية.”
وأشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن بلادها حذرت موسكو منذ أسابيع من أن روسيا في نهاية المطاف ستكون أضعف ولن تكون أقوى بشن هذه الحرب. وهذا الأمر قد أثبت صحته بالفعل، على حد قولها مضيفة أن “السؤال هو ما مدى الدمار الذي يرغب الرئيس بوتين في إلحاقه عبر هذا الخطأ الفادح.”
هذا وتواصل الولايات المتحدة دعوة روسيا لتغيير مسارها، وسحب قواتها، وخفض التصعيد من خلال الدبلوماسية، بحسب السيدة توماس-جرينفيلد التي أكدت أن بلادها تدعم “دعوة أوكرانيا لوقف إطلاق النار”. في غضون ذلك، تحيي أولئك الذين يبذلون كل ما في وسعهم للتخفيف من المعاناة التي ألحقها بوتين بالشعب الأوكراني.
مهما كان المسار الذي قد يتخذه الغزو الروسي، يجب علينا أن نفعل كل شيء – وأنا أؤكد كل شيء – كل ما في وسعنا لمساعدة شعب أوكرانيا. “لا تزال كييف صامدة، ونحن نقف إلى جانب كييف. نحن نقف مع الأوكرانيين.”
إحاطة المندوب الروسي
رحب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بما وصفه توضيح الخطة الإنسانية للحقيقة الخطيرة المتمثلة في التوزيع الجماعي للأسلحة الخفيفة في أوكرانيا، “التي يقع معظمها في أيدي عناصر متطرفة وأشخاص من ضمنهم من خرج مؤخرا من السجون.”
ودعا ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة الأعضاء في مجلس الأمن إلى الالتزام بالتحدث فقط عن الوضع الإنساني في أوكرانيا. وقال: “تستمرون في التعويل على رأي السياسيين الأوكرانيين وعلى الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تنظرون بشكل واقعي إلى ما نقوم به.”وأضاف أن “المعلومات التي تصدر عن روسيا غير مقبولة (بالنسبة لكم) وكل المعلومات التي تخالف تصوركم للأمور لا يُسمح بنشرها.”
ونفى أن تكون روسيا قد قصفت المدنيين في أوكرانيا. وقال إن الراديكاليين الأوكرانيين والنازيين الجدد!! يأخذون المدن كرهائن ويحوّلونها إلى دروع بشرية ولا يسمحون للمدنيين بمغادرتها رغم وجود ممرات إنسانية ورغم إعلان روسيا عن وقف لإطلاق النار.وأشار إلى الاتفاق في 4 مارس على فتح ممرات آمنة مع الجانب الأوكراني، على أن يدخل حيز التنفيذ في 5 مارس، وأعربت روسيا عن استعدادها لإجلاء المدنيين.
“لكن الراديكاليين في ماريوبول انتهكوا هذا الاتفاق وكما يتضح من حديث تم ضبطه فقد طُلب من الراديكاليين إطلاق النار على أرجل كل من يحاول مغادرة ماريوبول عبر هذه الممرات. وعندما يصلون إلى مراكز العبور كان يطلق النازيون الجدد النار عليهم.” وأكد أنه في ماريوبول وحدها 200 الف مدني عالقون، ولا يقدر موظفو الإغاثة الوصول إلى تلك المدينة.
وأشار السفير نيبينزيا إلى وجود أكثر من 168 ألف تم إجلاؤهم نحو روسيا، بمن فيهم 43 ألف طفل. وقال: “نعمل على تأمين مراكز إيواء مؤقتة، ونعمل مع المواطنين لاستقبال المدنيين الذين يصلون من أوكرانيا. للأسف فإن إجلاء المواطنين من المناطق الأخرى أمر يتم تسييسه وهذا يصعّب المساعدات الإنسانية.”وقال إنه في المدن الخاضعة لسيطرة روسيا، يعيش السكان بأمان ولديهم كل ما يحتاجون إليه، بما في ذلك المساعدات الإنسانية من روسيا وقد بلغت 500 ألف طن من المساعدات.
“نشعر بقلق من أن الراديكاليين القوميين يستمرون في أخذ الرهائن واستخدامهم كدروع إنسانية.” وأشار إلى مواجهة الأجانب صعوبات في مغادرة البلاد، وهؤلاء مواطنون من عدد كبير من البلدان، بما فيها بلدان أفريقية.
واضاف: “صدمتنا الأخبار عن اعتداءات من القوميين على مقرّات للطلاب، تسبب بمقتل أحد الطلاب الهنود.”
وفي ختام كلمته، دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى إقناع القيادة الأوكرانية بالتفكير في أمن المواطنين الأوكرانيين والأجانب الذين يأخذهم الراديكاليون كرهائن على حدّ تعبيره، والمشاركة في فتح وضمان سلامة وأمن الممرات الإنسانية.
الإمارات العربية المتحدة
قالت مندوبة دولة الإمارات العربية (رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر)، لانا زكي نسيبة، إن الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا بلغت مستويات كارثية، مع مواجهة أكثر من 40 مليون أوكراني، “منهم سبعة ملايين ونصف مليون طفل، حالة من انعدام الأمن،” أضرارا وتدميرا في البنية التحتية، ونقصا شديدا في الخدمات الأساسية. وعلى المجتمع الدولي بذل قصارى جهده للتخفيف من المعاناة الإنسانية للأوكرانيين بشكل عاجل، مع تكثيف المساعي لإنهاء القتال وإيجاد حل مستدام للأزمة الحالية. مؤكدة على ضرورة وقف الأعمال العدائية للسماح للمدنيين المنكوبين بمغادرة المدن التي تتعرض للعنف ومنها ماريوبول وخاركيف وسومي.
واضافت لانا: “يؤسفنا انهيار الممرات الإنسانية التي تم الاتفاق عليها. ندرك أن الممرات الإنسانية هي حلول مؤقتة وغير مثالية، ولا تُعدّ بديلا عن احترام القانون الدولي الإنساني. مع ذلك يمكن للممرات الإنسانية المنشأة بطريقة مناسبة أن تكون بمثابة إجراءات فورية بينما ننظر في كافة السبل التي يمكن أن تساهم في حماية المدنيين.”داعية كافة الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. يتضمن ذلك الحاجة إلى عدم جعل المدنيين والأعيان المدنية، ومنها المدارس والمستشفيات، موضع استهداف.
كما شددت على الحاجة الماسة لوجود مبادرات عملية تساهم في بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة وضمان احترام القانون الإنساني الدولي. وتابعت: “نناشد المجتمع الدولي تكثيف الجهود لتوفير الدعم الإنساني لأوكرانيا بشكل عاجل، بما في ذلك عبر المساهمة في تلبية النداء الإنساني للأمم المتحدة في دعم وتنسيق الاستجابة الإنسانية مع التركيز بشكل خاص على النساء والأطفال.”
وأكدت أن حل الأزمة الإنسانية جذريا، وتجنب وقوع المزيد من الأضرار والضحايا، يتطلب في المقام الأول ضبط النفس والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في كافة أنحاء أوكرانيا، إلى جانب تفعيل القنوات الإنسانية لإنهاء النزاع بشكل مستدام.
إحاطة مندوب أوكرانيا
قال سيرجي كسليتسيا، مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مئات المدن والقرى الأوكرانية، التي تعرضت للهجوم والحصار من قبل الدولة المعتدية، أصبحت اليوم على شفا كارثة إنسانية: لا يحصل السكان على مياه الشرب والغذاء والدواء والكهرباء والتدفئة وغيرها من الضروريات الأساسية. حتى الآن كانت أوكرانيا من الضامنين للأمن الغذائي العالمي. الآن يتم تحدي هذا الوضع من خلال الحرب الروسية ضد أوكرانيا. ستكون التداعيات على المستوى العالمي كارثية.”
ونقل عن وزارة التعليم الأوكرانية تضرر أو تدمير أكثر من 211 مدرسة أوكرانية من قبل القوات العسكرية الروسية منذ بداية الغزو، وحرمان آلاف الأطفال من استكمال تعليمهم.وعن وزارة الصحة الأوكرانية نقل أنباء تدمير 34 مستشفى حتى 6 مارس.
وتابع : “من المرجح أن يثبت أن الكثير من الأضرار البيئية التي لحقت بأوكرانيا بسبب الغزو الروسي لا يمكن إصلاحها على المدى القريب إلى المتوسط، كما أن إطلاق ثاني أكسيد الكربون نتيجة لتكتيكات الأرض المحروقة التي تتبعها روسيا سوف يظل كذلك في الغلاف الجوي على المدى الطويل، ويضاعف بذلك التأثير على المناخ من غازات الدفيئة الموجودة بالفعل هناك.”
وقال المندوب الأوكراني إن “المحتلين الروس يقومون بقتل الأطفال الأوكرانيين، بوعي وبتهكّم.” مشيراً إلى مقتل ما لا يقل عن 38 طفلا منذ العدوان الروسي واسع النطاق على أوكرانيا، وإصابة أكثر من 70 طفلا بجراح خطيرة. وبسبب القصف المستمر على البنية التحتية المدنية في العديد من المدن، قد يتزايد هذا العدد في الوقت الحالي على حدّ تعبيره.
واضاف: “تتحمل روسيا المسؤولية كاملة على قتل وإصابة الأشخاص الأبرياء، وتدمير البنية التحتية المدنية، ووضع العراقيل أمام الخروج الآمن للأوكرانيين والمواطنين الأجانب.
وأشار كسليتسيا إلى وجود توقعات من مجلس الأمن كي تكون استجابته حاسمة فيما يتعلق “بأسوأ أزمة إنسانية تتكشف منذ الحرب العالمية الثانية.”
وقال: “12 يوما من الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك من الأرض البيلاروسية، أمر جعلنا على شفا كارثة إنسانية ذات طبيعة عالمية محتملة.”واتهم القوات الروسية بصدّ محاولات عديدة للسلطات الأوكرانية لإجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية.
وتابع قائلا: “يمنعون وصول المنظمات الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية إلى الأماكن الأكثر تضررا. بل إن الأمر المروع أكثر هو أن القوات الروسية فتحت النار على النازحين وسيارات الإجلاء وقصفت الطرق المخصصة للممرات الإنسانية.”
