أصبحت المؤتمرات الصحفية لأسرى الحرب الأوكرانية عنصراً غير تقليدي وأخلاقي. ورغم احتمالية كونه قانونياً فهو مثير للجدل، إذ إنه يمثل الحرب المعلوماتية الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

ففي وقت تحظر فيه موسكو استخدام كلمات "حرب" أو "غزو"، وتصف وسائل الإعلام الحكومية الروسية هذه العملية بأنها "عملية خاصة"، ولا تعترف بأن جيشها يقصف مناطق مدنية، تستعرض أوكرانيا أسرى الجنود الروس لمواجهة بروباغندا الكرملين بنفسها.

وفي مؤتمر صحفي انعقد الأربعاء في المقر الرئيسي لوحدة المخابرات الأوكرانية في أوديسا، أدخل حارس مسلح ثلاثة أسرى روس غرفة المؤتمر. لم تظهر على أي من الرجال كدمات أو علامات تدل على تعرضهم للضرب أو سوء المعاملة. ثم فتح خاطفوهم المجال لأسئلة الصحفيين.

وتحدث الأسرى، وطابق جوهر ما قالوا، مؤتمرات صحفية مماثلة عُقدت في جميع أنحاء أوكرانيا خلال الأسبوعين السابقين منذ بدء الهجوم الروسي.

وقالوا جميعاً إنهم لا يتفقون مع الحرب الروسية، معربين عن أسفهم لدورهم فيها. وأوضحوا أنهم لم يعرفوا أنهم سيتقدمون إلى الأراضي الأوكرانية حتى تلقوا الأوامر من القيادة الروسية في 23 فبراير/شباط، أي قبل ساعات من الضربات الصاروخية الأولى لروسيا.

وحدد السؤال الأول الذي ألقاه مراسل إحدى القنوات التلفزيونية الأوكرانية، ما سيكون عليه مضمون المؤتمر عندما قال: "ليس فقط أوكرانيا ولكن العالم كله يرى أن جيشك يقتل المدنيين بوضوح، وهذا ما أكده رفاقك الذين استسلموا على دفعات لجيشنا.. ماذا كانت أوامرك بشأن قتل المدنيين؟".

وكانت المؤتمرات الصحفية أداة فعالة لجذب الاهتمام الدولي، إذ سجل مقطع فيديو واحد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 100 ألف إعادة تغريد، و 200 ألف إعجاب على تويتر.

لكن المنظمات الدولية والمراقبين قالوا إنهم، الأوكرانيين، قد ينتهكون بذلك اتفاقيات جنيف، التي لديها قواعد واسعة فيما يخص معاملة أسرى الحرب.

وتنص المادة 13 من اتفاقية جنيف الثالثة، على أنه "يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية طوال الوقت". وتحظر المادة على وجه الخصوص الأفعال التي تسبب الوفاة أو "تعريض صحة السجين لخطر جسيم".

وتقول إنه لا ينبغي إخضاع أي أسير حرب للتشويه الجسدي أو للتجارب الطبية أو العلمية، مضيفة أنه "يجب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، لا سيما ضد أعمال العنف أو التخويف وضد الإهانات وفضول الجمهور".

وتتبع المؤتمرات الصحفية المنظمة اتجاهاً بدأ بجهود مدنية شعبية، منذ الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية. حيث جرى تداول مقاطع فيديو لم يتحقق منها لجنود روس أسرى أثناء استجوابهم من قبل المواطنين العاديين على وسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الذي دفع مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، إلى الدعوة إلى "معاملة إنسانية للسجناء" في فيديو نشر على الإنترنت، ذكّر فيه المشاهدين بأن شركاء أوكرانيا الغربيين يراقبون ذلك عن كثب.

TRT عربي - وكالات