أفاد الأستاذ الطيب مضماض، المنسق الوطني السابق للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في تصريح خص به موقع الجماعة بمناسبة انعقاد المجلس الوطني الثاني يوم الأحد 06 مارس 2022، أن السكرتارية التي دبرت مرحلة عام من تأسيسها، استطاعت أن توفي بما سطرته من مهام في برنامجها، وكشف عن معطيات لها طابع تنظيمي وأخرى لها طابع نضالي، فضلا عما هو فكري في توجه الجبهة.
السكرتارية استطاعت خلال سنة تأسيس 22 فرعا
وأكد مضماض أنها توفقت من الجانب التنظيمي “في الإشراف على تأسيس 22 فرعا للجبهة في أهم المدن بالمغرب، إضافة إلى إطلاق دينامية تنظيمية في عدة مدن أخرى”.
وأوضح أن المرحلة التي امتدت لسنة كاملة عرفت “هيكلة اللجن الوظيفية المساعدة للسكرتارية”، في إشارة إلى لجان تشتغل من خلالها الجبهة منها؛ لجان التنظيم والتواصل، ومناهضة التطبيع التربوي، والمقاطعة والرصد، والدراسات، والعلاقات الخارجية….
كما أن هناك “دينامية متقدمة لتأسيس مجموعات مهنية مناهضة للتطبيع”، مثل المهندسين/ات، والأساتذة الجامعيين/ الأكاديميين… في إطار الاستراتيجية التي نهجتها الجبهة لتعميم الوعي بخطورة التطبيع وإسقاطه.
وتميزت المرحلة أيضا -يضيف المتحدث- بتقوية الانسجام بين عضوات وأعضاء السكرتارية، سواء “على مستوى وحدة الرؤى والمواقف واللغة والمصطلحات، أو على مستوى العلاقات الإنسانية”.
وأكد أن عقد المجلس الوطني الثاني للجبهة، بعد عام من المجلس الوطني الأول التأسيسي، تنص عليه الورقة التأسيسية والورقة التنظيمية للجبهة، وهو احترام لـ“الخيار الديمقراطي الذي اختارته الجبهة لعملها وتدبير شأنها”.
محطات نضالية وندوات نوعية
نائب المنسق الحالي في تصريحه أكد “خيار النضال الجماهيري الشعبي” للجبهة، مردفا أنها نظمت أربع محطات كبرى عبارة عن أيام تضامنية مع الشعب الفلسطيني في جل المدن والمناطق.
وأضاف: “كانت كل مرة تخرج للاحتجاج العشرات من المدن (ما بين 40 و60) وعشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات بتأطير من مناضلات ومناضلي الجبهة وعضوات وأعضاء الهيئات المكونة لها؛ والذين أبانوا عن صمود وعزيمة لا تلين أمام القمع الهمجي الذي كانت تواجه به الاحتجاجات”.
ومما نظمته الجبهة، يضيف مضماض “عدة ندوات صحفية لتنوير الرأي العام وتعبئته من أجل التصدي الإعلامي للبروباگاندا المخزنية والصهيونية، وفضح الزيف الإعلامي للمطبعين والمهرولين”.
حملات نضالية وتوعوية بمخاطر التطبيع
وفضلا عن ذلك “نفّذت الجبهة عدة حملات شملت مجالات مختلفة لمواجهة الاختراق الصهيوني”؛ ومن أمثلة ذلك “المشاركة في حملة مقاطعة الأدوية “الصهيونية” التي تنتج أو تسوق ببلادنا (مثل عقاري Spasfon و Vogalene…)”. يقول المتحدث.
كما نظمت حملة مواجهة تدفق الصهاينة على بلادنا، واختارت لها شعار “لا أهلا ولا سهلا بالصهاينة مجرمي الحرب”. وتبعتها حملة “تطهير الأماكن التاريخية التي لطخها ممثل الكيان بالمغرب”. وبعدها “حملة تجاه نساء ورجال التعليم من أجل التصدي للاختراق الصهيوني للبرامج والمؤسسات التعليمية”، إلى غير ذلك من الحملات في هذا الصدد.
وأفاد المتحدث أن الجبهة وجهت رسائل لممثلية الأمم المتحدة بالمغرب وطالبتها بتحمل مسؤوليتها في حماية الشعب الفلسطيني. ووجهت أخرى إلى الحكومة البريطانية عبر سفارتها بالرباط وتذكيرها بالجريمة التي ارتكبتها ضد الإنسانية بزرعها الكيان الصهيوني على أرض فلسطين والتمكين له.
أهمية الجانب الفكري في تبيان الحقائق التاريخية للقضية
أما من الجانب الفكري، يقول مضماض، فقد نظمت الجبهة عدة ندوات ومهرجانات، “بغاية تبيان الحقائق التاريخية للقضية الفلسطينية، وحقيقة الحركة الصهيونية ومخاطرها على بلادنا وشعبها وعلى المنطقة العربية والمغربية وعلى الإنسانية”.
وتوجت الجبهة أنشطتها النضالية في هذه المرحلة بـ“إقامة محاكمة رمزية للتطبيع على ضوء منظومة حقوق الإنسان الكونية والقوانين والدستور المغربي، سهر عليها ثلة من الأساتذة المحامين والحقوقيين من المغرب ومن خارجه”.
وأكد المتحدث أن أشغال هذه المحاكمة، ستجمع في كتيب يكون متاحا للمهتمين بالقضية، لكي “يبقى مرجعا قانونيا وحقوقيا لكل المناضلين والمناضلات” في هذا الجانب.
وأشار الطيب مضماض، الذي قاد الجبهة في عامها الأول، في نهاية تصريحه لموقع الجماعة إلى أن هذه المعطيات “هي جزء يسير ومركز مما احتفظت به ذاكرتي”، في إشارة إلى أن ما عرضه ليس إلا نماذج من عمل ضخم زينت به الهيئة الساحة المغربية الرافضة لمسار التطبيع.
