ارتفعت أسعار النفط أمس بدعم استمرار المخاوف من تعطل إمدادات النفط والمنتجات النفطية الروسية، لكنها تكبدت أكبر خسارة أسبوعية لها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) بعد أسبوع آخر حافل بالتقلبات.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت أسعار النفط بعد تدخل روسيا عسكريا في أوكرانيا ووصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 2008، لكنها تراجعت قليلا هذا الأسبوع على أمل أن تعمل بعض الدول المنتجة على زيادة المعروض.
لكن المخاوف بشأن تصعيد الحظر على النفط الروسي استمرت وصارت محط تركيز من جديد أمس.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من ثلاثة دولارات بما يعادل 2.8 في المائة إلى 112.38 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس.
بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.71 دولار أو 2.6 في المائة إلى 108.73 دولار للبرميل.
وسجل خام برنت هبوطا أسبوعيا 5.4 في المائة بعد أن بلغ 139.13 دولار الإثنين. بينما سجل الخام الأمريكي انخفاضا أسبوعيا 6.2 في المائة بعد أن لامس مستوى مرتفعا عند 130.50 دولار الإثنين. وكانت آخر مرة يشهد فيها العقدان مثل تلك المستويات في 2008.
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه وثيقة أمس أن الكويت رفعت سعر البيع الرسمي لنوعين من النفط الخام تبيعهما لآسيا في نيسان (أبريل) مقارنة بالشهر السابق.
وحددت الكويت سعر خام التصدير الكويتي لنيسان (أبريل) عند 4.80 دولار للبرميل فوق متوسط سعر خامي عمان/دبي، بارتفاع 2.25 دولار عن الشهر السابق.
كما زادت سعر خام الكويت الخفيف الممتاز في نيسان (أبريل) إلى 5.95 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار عمان/دبي، بارتفاع قدره 2.60 دولار.
وذكر محللون نفطيون، أن الحظر الأمريكي لواردات الطاقة الروسية تسبب في اشتعال الأسعار الأمر الذي يزيد العبء على شركات النفط في الولايات المتحدة.
وأكدوا أن تحالف "أوبك +" على قناعة تامة بأن أساسيات السوق متوازنة بشكل جيد، وأن ارتفاع الأسعار نتيجة العوامل الجيوسياسية التي لا دخل للمجموعة فيها.
وأوضح مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن تحالف "أوبك +" يتمسك بالزيادات التدريجية الشهرية، نظرا إلى قناعته التامة بأن أساسيات العرض والطلب متوازنة بشكل جيد وأن الطفرات التي شهدتها الأسعار تعود بالكامل إلى العوامل الجيوسياسية بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وهي عوامل خارجة عن سيطرة التحالف، وهو ما جعل محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك" يؤكد أن المجموعة تخطط "لمواصلة المسار" فيما يتعلق بسياستها الإنتاجية.
من جانبه، قال أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، "إن بعض منتجي أوبك + غير قادرين على زيادة الإنتاج بسبب صعوبات الاستثمارات والأزمات الاقتصادية التي تسببت فيها الجائحة"، مبينا أن المجموعة تلتزم بالعمل الجماعي وبالتوافق في كل قراراتها وتحرص على استمرار الشراكة والتعاون مع دول خارج "أوبك" وعلى رأسها روسيا.
فيما قال أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، "إن أسعار النفط ربما تكون قد أنهت مسيرة المكاسب الحادة المتلاحقة في ضوء التفاؤل بالمحادثات الروسية - الأوكرانية، إضافة إلى إعلان اليابان البدء في إطلاق ما مجموعه 7.5 مليون برميل من النفط من احتياطيات النفط المملوكة للقطاع الخاص كجزء من مساهمتها في الإفراج المنسق لوكالة الطاقة الدولية عن إجمالي 60 مليون برميل".
وأضاف أن "حظر الولايات المتحدة استيراد النفط الروسي تسبب في اشتعال الأسعار وأضاف مزيدا من الأعباء على قطاع الطاقة الأمريكي خاصة مع تأكيدات بيانات أمريكية صعوبة انتعاش الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل حلول العام المقبل، ما أدى إلى تفاقم ارتفاع أسعار الوقود في البلاد".
بدروها، ذكرت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا جعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسارعان إلى البحث عن البدائل وتنشيط برامج تحول الطاقة وسرعة إصلاح أنظمة إمدادات الطاقة، مبينة أن الاتحاد الأوروبي يضع اللمسات الأخيرة على خطة جديدة لخفض الاعتماد على الغاز الروسي بأكثر من الثلثين خلال الأشهر التسعة المقبلة.
وأشارت إلى التزام ألمانيا بضخ 200 مليار يورو لتحقيق هدفها المتمثل في توفير طاقة متجددة بنسبة 100 في المائة في الأعوام العشرة المقبلة، لكن يبقى التحدي الأكبر هو تأمين احتياجات التدفئة في أوروبا في الشتاء المقبل إذا استمر الصراع مع روسيا وتم المضي قدما في خفض الواردات من النفط والغاز خاصة مع إعلان روسيا تنفيذ عقوبات من جانبها على تصدير الغاز إلى السوق الأوروبية.