المحبة لا تسقط أبدا
المحبة لا تسقط أبدا
00 منذ أسابيع حدثتكم عن السيدة التي اتصلت بنا تصرخ بلوعة, وبعدما عرفنا أنها تستغيث لإنقاذ زوج ابنتها الشاب الذي انفجر غضروفه, ورأينا في هذه الحماة صورة جميلة معاشة للمحبة.. وهذا الأسبوع استيقظت فوجدت علي شاشةتليفوني رقما لا أعرف صاحبه وإلي جواره إشارة إلي أنه كرر الاتصال خمس مرات,فأدركت أنها استغاثة جاءت بعد منتصف الليل ولم أسمعها.. أسرعت في قلق أعاود الاتصال بصاحب الرقم المجهول.. وما توقعته كان.. فتاة منهارة في البكاء.. ومن كلماتها المتقطعة عرفت أنها تتحدث عن صديق لنا أنقذناه منذ تسع سنوات من أزمة قلبية, وقد عاودته منذ أيام وعلي حد تعبيرهابيضيع مننا.
00 لم يكن الأمر مفاجأة لي بعدما عرفت أنها تتحدث عن صديقناصبحي رشدي فقد سبق وحذرنا الأطباء من قبل أن قلبه وكليتيه أيضا معرضتان لأزمات في أي وقت.. وعندما عرفت أن التي تستغيث بنا في هلع هي شقيقة زوجته لم يكن في هذا أيضا مفاجأة بعد استغاثة الحماة التي رأيت فيها صورة المحبة الكاملة في هذا الزمن.. مرة أخري رأيت المحبة تتجسد أمامي, وتعاليم السيد المسيح معاشة بيننا.
00بعد ساعات كان صديقناصبحي فيمركز عناية للقلب تحت رعاية نابغة الطب الدكتور باسم ظريف استشاري القلب والأوعية الدموية والأستاذ بمعهد القلب القومي.. وهو الآن بين أيد أمينة لإنقاذه.. لكني رأيت قبل أن أصحبكم معنا في رحلتنا المتجددة مع صديقنا الذي أنقذناه منذ تسع سنوات من جلطة بالشريان التاجي الأمامي, وأعقبها ضيق حاد في شرايين كليتيه.
وها هي نفس الجلطة تعاوده وبصورة أشد.
رأيت أن أحدثكم عن الحب الكبير في قلبصبحي الذي عاش يوزعه علي كل من حوله فبادلوه حبا بحب, ورأيت فيهم كلمات بولس الرسول لأهل كورنثوسالمحبة لا تسقط أبدا.
00 صبحي الذي يبلغ الآن من العمر 62 عاما ويعمل مكوجيا في محل صغير وسط أحد شوارع شبرا, تزوج منذ أكثر من ثلاثين عاما, وعاش مع أسرة زوجته في عيشة مشتركة يطلقون عليهابيت شرك فيعزبة الورد المعروفة بناسها الطيبين الذين يسكنون في منازل متلاصقة بحي الشرابية.
00 مع الأيام رزقه الله بولد وبنت احتضنهما في عيشة هادئة وسط الأسرة الكبيرة, وحرص علي تعليمهما, الابن تخرج من كلية الآداب, وككل الأبناء في هذا الزمن أخذ طريقه وتزوج واضطر بدخله البسيط من عمل بعيد عن دراسته أن يعيش وأسرته الجديدة في إحدي ضواحي القاهرة, وبالطبع شغلته ضغوط الحياة وبعد المسافات عن التردد علي والده في الوقت أقعده المرض وصار أكثر احتياجا لمن يسنده.. أما الابنة التي تخرجت منذ أعوام من كلية الحقوق لم تجد حتي الآن عملا وغلبتها الحيلة في مساعدة والديها.
00 مع كل هذه الظروف الحياتية الصعبة والأمراض التي تسللت إلي صبحي وأنقذناه منها بصلواتكم وتعضيدتكم, وبقيت مضاعفاتها تلاحقه.. مع كل هذا ظل صامتا محبا فياضا في عطائه لكل من حوله.. عندما أصيب والد زوجته منذ زمن بجلطة شلت حركته وأقعدته كان هو سند الأسرة كلها.. وعندما مات والد زوجته منذ عام وتبعته زوجته بعد أربعة شهور, واصلصبحي رعايته لابنتهما شقيقة دوجته التي انهارت وهي لا تعرف كيف تنقذه.
قصة طويلة حكتها الفتاة وهي تكرر بين موقف وآخرده أبويا وأعادت إلي ذاكرتي كلمات بولس الرسولالمحبة لا تسقط أبدا.
00 فيما أكتب هذا يواصل الدكتور باسم ظريف متابعة نتائج أشعة الموجات فوق الصوتيةالإيكو ورسم القلب وتحليل إنزيمات القلب.. ومازلنا في انتظار نتائج الفحص لمواصلة إنقاذ صديقناصبحي.. أطلب صلواتكم حتي ألقاكم الأحد القادم.