كتبت – إيمان محمود

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، استهدف وابل من الصواريخ الباليستية مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي الحدودي مع إيران، لتستهدف مواقع "أمريكية" على حد قول السلطات في أربيل، بينما زعمت إيران استهداف مواقع "إسرائيلية".

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان أن الهجوم نفذ بـ"12 صاروخاً باليستياً" أطلقت "من خارج حدود الإقليم وتحديدًا من جهة الشرق".

وأوضح في بيان أصدره في أعقاب القصف: "في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، استهدفت مدينة أربيل بـ 12 صاروخا باليستيا.. كانت الصواريخ موجهة نحو القنصلية الأمريكية في أربيل".

وعقب الهجمات أغلقت بوابات السفارة الأمريكية في بغداد ووضعت القواعد العسكرية الأمريكية في العراق في حالة تأهب قصوى.

ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا من العسكريين الأمريكيين أو السكان المدنيين.

ووسط حديث عن قُرب موقع سقوط الصواريخ من مطار أربيل، قالت إدارة المطار إنه "لم يتعرض لأضرار وأن الرحلات الجوية لم تتعطل".

من جانبها، نشرت قناة "كردستان 24" التلفزيونية المحلية صوراً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرض مقرّها، القريب من القنصلية الأمريكية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات.

وتظهر الصور زجاجا متكسرا وأجزاء منهارة من السقف.

الخسائر نتيجة القصف الصاروخي مادية، واقتصرت على الأجهزة والمعدات داخل مقر قناة كوردستان 24 وليس هناك اي اصابات بشرية. pic.twitter.com/FZpVhTjyZ5

— Kurdistan24 عربية (@arabick24) March 13, 2022

أمريكا تتهم إيران

اتهم مسؤولون أمريكيون إيران بمسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على أربيل، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن الصواريخ "لم تصب مجمع القنصلية قيد الإنشاء بأربيل ولم يصب أي أمريكي".

وأدانت الخارجية الأمريكية الحادث، وقالت إن السلطات العراقية والكردية تحقق فيه.

من جانبه، أكد مسؤول أمريكي لوكالة "رويترز" أن "الصواريخ أطلقت من إيران".

وقال المسؤول، إن القصف لم يُسفر عنه قتلى في صفوف الجنود الأمريكيين.

ولدى العراق حدود شرقية واسعة مع إيران الداعمة لفصائل وميليشيات محلية عدة، وشهد خلال السنوات الماضية عشرات الهجمات التي طالت قواعد ومصالح أمريكية.

إيران تعترف

بعد ساعات من الهجوم، أطلق الحرس الثوري الإيران، بيانًا تحذيريًا لإسرائيل، قائلاً "تكرار أي عمل شرير سيواجه رداً قاسياً ومدمراً".

وقال الحرس الثوري في بيانه: "استهدفت الصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية، الليلة الماضية، (مركز الصهاينة الاستراتيجي للتآمر والأعمال الشريرة)".

وأضاف البيان: "نحذر الكيان الصهيوني المجرم مرة أخرى من أن تكرار أي عمل شرير سيواجه ردود قاسية وحاسمة ومدمرة".

أما التلفزيون الإيراني، فأعلن صباح اليوم أن الهجمات الصاروخية على أربيل استهدفت "قواعد إسرائيلية سرية".

وشنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا خلال الأعوام الماضية طالت مواقع للجيش وأهدافا إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني.

ضمن هذا الاستهداف، جاء قصفها الأسبوع الماضي، لـ"مستودعا على الأقل للأسلحة والذخائر تابع لمقاتلين إيرانيين" في محيط مطار دمشق الدولي، بحسب المرصد السوري.

وبعد يوم من القصف، قالت إيران إن القصف أسفر عن مقتل اثنين من ضباط الحرس الثوري، مؤكدة أن "إسرائيل ستدفع ثمن هذه الجريمة".

وأفاد الحرس في بيان على موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، إنه "على إثر الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل صباح يوم أمس الاثنين في عدوانها الصاروخي على ضاحية العاصمة السورية دمشق استشهد اثنان من كوادر الحرس الثوري الأبطال، هما العقيد إحسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد".

ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وقـتلوا فی سبیل الله الذین یقـتلونکم

جمهوری اسلامی ایران برای پاسخگویی به فتنه انگیزی های شیاطین لحظه ای درنگ نمی کند و هر اقدام خصمانه بر علیه ملت ایران را با پاسخی ویرانگر مواجه خواهد کرد. pic.twitter.com/1d2TZsmMqs

— کانال سپاه پاسداران | IRGC (@Sepah_FA) March 12, 2022

أربيل ترد على إيران

ردت حكومة "أربيل" المحلية؛ اليوم الأحد، على ادعاء إيران بقصف "مقار إسرائيلية سرية"؛ إذ اعتبرت الأمر: "محاولات لتشويش الحقائق".

وقال قائمقام أربيل نبز عبدالحميد -في تصريح صحفي- إن: "المحافظة حالها حال المدن والعواصم الأخرى في العالم، فيها مقرات وبعثات دبلوماسية، والحديث عن مقرات سرية، لا وجود له في أربيل بأي شكل من الأشكال".

وأكد عبد الحميد أن: "وجود البعثات والقنصليات يأتي ضمن مقررات الدستور وموافقة الحكومة الاتحادية"، مبينًا أن: "الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الإيرانية؛ بأن الهجوم استهدف مقرات إسرائيلية، ليس إلا حجة وكلام عارٍ عن الصحة"، بحسب ما نقله موقع "ناس نيوز" العراقي.

ولفت إلى أن: "الهجوم استهدف المبنى الجديد للقنصلية الأمريكية الجديد، وتسببب في خسائر مادية في المنازل القريبة من الموقع"، كاشفًا عن: "وقوع إصابتين طفيفتين في صفوف المدنيين دون تسجيل قتلى".

توقيت الهجوم "لم يكن صدفة"

نشر موقع "صابرين نيوز" توقيت القصف الذي تزامن مع توقيت الهجوم الذي اغتيل فيه قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري قاسم سليماني.

ونشر الموقع –الذي يُعتبر واجهة إعلامية لـ"عصائب أهل الحق" وهي جماعة ذات صلة قوية بالحرس الثوري الإيراني- صورة لتوقيت استهداف أربيل بالصواريخ عند الساعة الـ1:20 بالتوقيت المحلي (وهي نفس الساعة التي تم فيها اغتيال سليماني) مع عبارة: "لم تكن صدفة مطلقًا".

ومنذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أمريكية بصواريخ وطائرات مسيرة.

وردًا على هذا الاغتيال، استهدفت طهران بـ22 صاروخاً باليستياً قاعدة عين الأسد غربًا وقاعدة أربيل شمالاً، اللتين تضمان قوات أمريكية في العراق.

وفي حين لا تتبنى أي جهة تلك الهجمات عادةً، إلا أن واشنطن غالبا ما تنسبها إلى فصائل موالية لطهران.