يوميات الحرب 3.. لماذا لم يصل الروس إلى «كييف» بعد 17 يوما من العملية العسكرية؟

على الأرجح كان العملاق الروسي ‏دوستويفسكي مقامرا حينما كتب ملحمته "الجريمة والعقاب" فأخذته إلى التاريخ وتحققت فى خضم الحرب الحالية ليحاول بعض المناهضين مواجهة تلك الحرب بمنع تدريس ما كتبه المؤرخ القديم.

مع دخول الحرب الأوكرانية مطلع أسبوعها الثالث وترقب طويل الأمد لما يمكن أن تصل إليه العمليات العسكرية، خاصة مع التكهنات المختلفة حول قرب سقوط العاصمة الأوكرانية "كييف" وقدرتها فى الصمود أمام الترسانة العسكرية الروسية، بدأت تحذيرات تلوح فى الأفق عن استغلال تنظيم "داعش" الإرهابي فرصة انشغال الغرب بالهجوم الروسي ليطل برأسه في الساحل الأفريقي وخارجه.

وهو الأمر الذى لم ينتبه له كثيرون في المشهد المعقد وهو ظهور المرتزقة والجماعات الإرهابية، ولايزال السلاح هو سيد الحروب مهما ظن الخبراء بأن الشركات العالمية للتطبيقات الإلكترونية يمكنها السيطرة، فبطّبع هذا زمن الأسلحة "سلاح الغاز" و"سلاح النفط" و"سلاح التكنولوجيا" و"سلاح الترسانات".

أوكرانستان

‏سرقت كارثة أوكرانيا الأضواء من كارثة كورونا، هكذا يعتقد الكاتب اللبناني غسان شربل لا سيما مع محاصرة روسيا للمدن الأوكرانية بالدبابات وفي المقابل يحاصر الغرب روسيا بجيش العقوبات، مع فشل كل المفاوضات فى الوصول إلى أن يتراجع أحد.
تزداد التوقعات بأن المشهد الحالى للحرب فى أوكرانيا ربما يعيدنا إلى الحرب السوفيتية فى أفغانستان، بل بدأ البعض فى تداول مصطلح "أوكرانستان" للربط بين الحربين وتكبد الجيش الروسي لخسائر، رغم سيطرته على زمام الأمور فى مواجهة دعم حلف الناتو وأمريكا لأوكرانيا.

مغناطيس المرتزقة


"إذا كان الغرب متحمسا جدا بشأن وصول المرتزقة، فلدينا أيضا متطوعون يرغبون في المشاركة"، هكذا قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، وهو ما يشير إلى حرب بين مرتزقة بين الجانبين، لاسيما بعد موافقة اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي- إن 16 ألف "متطوع" في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع الانفصاليين المدعومين من روسيا بمنطقة دونباس.

وعلى الجانب الآخر وصل الآلاف من المتطوعين الغربيين للانضواء تحت راية "الفيلق الدولي" الذي كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد دعا إلى تشكيله لمساعدة بلاده في الحرب الدائرة على أراضيها.


وأفادت تقارير بأن "16000 متطوع أجنبي على الأقل لبوا نداء القتال من أجل أوكرانيا حتى الآن، وأن أكثر من 3000 أمريكي يريدون القتال كجزء من فيلق الدفاع الإقليمي الدولي ضد القوات الروسية ومن أجل الحرية"، حسب تقرير لمجلة "فوكوس" الألمانية.


لكن لماذا لم يتم احتلال العاصمة حتى اليوم بعد أيام الاشتباك الطويلة؟ وما العوامل التي تؤخر التقدم الروسي؟ 

 

بحسب الباحث فى الشؤون العسكرية مينا عادل، فإن الوضع الراهن فى ميدان الحرب  هو تباطؤ محاور الهجوم بعد الوقفه التعبوية وفشل تحقيق أي هدف استراتيجي حتى الآن، لافتاً إلى استئناف القوات الروسيه التقدم على الـ ٤ محاور الهجومية الرئيسية التى بدأت من يوم ٤ مارس حتى وإن كان تقدما بسيطا بسبب المقاومة الشرسة من الجيش الأوكراني المتشبث بالمراكز الدفاعية بعد أن كادت تُفقد لدرجة أن القوات الباقية لا تستطيع سوى أن تعطل الهجوم وليس إيقافه.

لكن الدعم اللوجستي والتسليح الذي قدمته دول الناتو لهم وأيضا توافد آلاف  المقاتلين  من خارج أوكرانيا للقتال بجانب الجيش الأوكراني والذين دخلوا مباشرة لساحة المعركة سبّب حالة من الانتعاش للقوات الأوكرانية.
الباحث فى الشؤون العسكرية يشير لـ"الدستور" إلى أن الاستراتيجية الأوكرانية اتضحت وهي الاستفادة من عامل الوقت لاستنزاف القوات الروسية على الأرض وفي الجو وتكبيدها خسائر من الممكن أن تساعد في تقليل الزخم الروسي في الهجوم أو أن تؤثر في المشهد السياسي في المفاوضات بين البلدين.


يعود مينا عادل لتوصيف "وضع التباطؤ" لعدم الوصول للعاصمة بعد فشل في تحقيق السيطرة الجوية الكاملة في بداية الحرب، حيث يمتلك سلاح الجو والبحرية الروسية ما يقرب  من ٣٠٠ طائرة متطورة تستطيع تحقيق هذه المهمة (٨٠ مقاتلة سو ٣٥ اس و١١٠ سو ٣٠ اس ام ١/٢  و ١١٠ ميج ٣١ بي ام  وسو ٢٥ اس ام مطورين ) بجانب عدد كاف من القاذفات من طراز سو ٣٤ و ٢٤ وطائرات الإنذار المبكر من طراز ايه ٥٠، ولكن في بدايه الغزو أطلق الروس أكثر من ١٠٠ صاروخ فقط باليستي وكروز بجانب بعض الصواريخ المضادة للردارات وبالمقارنة مع ما تم إطلاق في أول يوم من (غزو العراق) حيث تم إطلاق ٣٢٠ صاروخ توماهوك في يوم ٢١ مارس ٢٠٠٣ فلن تكون كافية لبنك الأهداف الذي تضمن المطارات ومقرات القيادة والسيطرة وردارات الإنذار المبكر ومنظومات الصواريخ غير المرنة في الحركة وكبيرة الحجم مثل أنظمة (إس ٣٠٠ الأوكرانية).

واتضح خلال الأيام الماضية إهدار بعض الصواريخ على أهداف غير مهمة مثل طائرات منسقة وليست عاملة وذلك يعني خطأ على مستوى الاستخبارات قبل الحرب للتأكد من الأهداف، على حد قوله.

وتابع: “لم تتم عملية تحييد وتدمير الدفاعات الجوية بالشكل الكامل بسبب أغلب المنظومات الأوكرانية للدفاع الجوي مرنة جدا وتغير مواقعها بطريقة مستمرة مثل منظومات الـ sa11/22/8/9 وأيضا  بسبب عدم الاستخدام الكافي للذخائر الموجهة ويرجع ذلك بسبب إرادة الروس بعدم الاستهلاك الكلي للمخزون الخاص بهم أيضا اقتصرت هذه النوعية فقط على أسراب طائرات السو ٣٤ فقط”.

وبيّن أنه لذلك فهم أكثر الطيارين خبرة بين الأسراب الأخرى كما أنه من المعروف أن التكتيكات الروسية في تدمير الدفاعات الجوية تعتمد على الذخائر غير الموجهة على ارتفاعات منخفضة وهي تكتيكات تتحمل نسبة خسائر حتمية وهو تم برهنته في الأيام الماضي وفي القتال بجانب أيضا عدم امتلاك مقاتلات مخصصة لهذه المهمة ولكن الاعتماد على مفارز صغيرة في كل سرب قاذف على عكس القوات الجوية الغربية فهناك نسخ مخصصه لذلك مثل طائرات wild weasel وال Growler".

في السياق ذاته، يوجد دعم قوي جدا من الناتو للأوكران على مستوى صواريخ الدفاع الجوي المحمولة كتفيا والتي ستظل خطرا كبيرا حتى وإن تم تدمير وحدات الدفاع الجوي المتحركة وهي بدورها تمنع أي إنزال جوي أو دعم جوي قريب من القاذفات أو الهليكوبتر الذي يطير منخفضا على ارتفاعات قليلة.

 إضافة إلى عدم تدرب سلاح الجو الروسي على القيام بعمليىة كبيرة متكاملة الأركان ومعقدة المهمات بالتعاون مع القوات البرية والبحرية حتى وإن كان الروس في سوريا منذ ٢٠١٥ في مسرح عمليات متعدد الجنسيات ولكن العمليات التي نفذوها تبقى محدودة بمفارز صغيرة وتشكيلات مقاتلة لا تزيد عن ٤ طائرات في المرة الواحدة. 
ولم يشارك الروس في تدريبات كبيره معقدة مثل العلم الأحمر والهونيكوس وال tlp وغيرها من التدريبات التي تشمل مهمات معقدة وتشكيلات كبيرة مختلفة الأنواع للتدرب على مهمات الاجتياح والهجوم الجوي المضاد.

تاريخ الخبر: 2022-03-13 21:21:07
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

مهمة غير مسبوقة.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

غادة عبد الرازق: ندمانة ولو رجع بيا الزمن مكنتش هخش التمثيل

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:59
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 67%

أول تعليق من نيشان بعد إعلان ياسمين عز حصولها على حكم ضده

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:57
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 09:21:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية