تقبل علينا الأيام البيض المباركة من شهر شعبان المبارك يوم غد الأربعاء والخميس والجمعة، لتجتمع بركة الأيام الثلاثة من الشهر مع بركة شهر شعبان، ويزداد الفضل لنوالها النصف من شعبان أيضا وهي ليلة فضلها عظيم.
وفي كلمة للأستاذ عمر أيت لقتيب خص بها موقع الجماعة، خاطب من خلالها المؤمنين والمؤمنات، وحفز على اغتنام فضل هذه الأيام، قال إن هذه الأيام نفحات مباركات، تظللنا وقول ربنا سبحانه سابقوا “يحتّم علينا أن نكون من السباقين للتعرض لأفضاله سبحانه صياما وتقربا وعكوفا على باب القرب منه عز وجل”.
وأشار إلى أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصى بصيام الأيام البيض، وذكر ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر”. كما روى الترمذي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صمت شيئاً من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة”.
فصيام هذه الأيام الثلاثة سنة في كل شهر، يقول آيت لقتيب ثم يضيف “وهي في شعبان شهر عرض الأعمال على المولى عز وجل أرجى”، وأورد في ذلك ما جاء عن أسامةُ بنُ زيد رضي الله عنهما أنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» (رواه النسائي).
وتابع أيت لقتيب مستنهضا الهمم “فالإقبالَ الإقبال والبِدار البدار بكل عزم طلبا للأجر والفضل، وسعيا لرضى الرب الجليل الذي يدهش بعطائه ويكرم عباده من واسع أفضاله”، ملفتا إلى أنه يكفي أن نستحضر قوله سبحانه في الحديث القدسي: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به”، فأنعم وأكرم يا مقبلا على الصوم بالأجر الجزيل”.