تتواصل الجهود الدولية لمنع ليبيا من الانزلاق إلى فخ الفوضى والعودة إلى سيناريو الاقتتال بين الفرقاء السياسيين، خصوصا بعد رفض الحكومة السابقة برئاسة عبدالحميد الدبيية تسليم السلطة للحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا والإصرار على الاستمرار في موقعها والتحصن بالميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، أمس السبت: إن الدبيبة، قد يجري محادثات مباشرة مع باشاغا، لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأوضحت وليامز أن الدبيبة وباشاغا أبديا ردود فعل إيجابية، مضيفة أن الشيء الجيد هو أن الجميع مستعد للمشاركة في حوار بناء.
فيما دعا السفير الأمريكي ومبعوث واشنطن إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، في اتصالين هاتفيين منفصلين، رئيس الحكومة السابق عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا إلى تهدئة التوترات والتفاوض لحل الخلاف السياسي، وذلك ضمن المشاورات الجارية مع جميع الأطراف.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية «وال»، عن السفير الأمريكي قوله: تحدثت مع رئيس الوزراء المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا. مشيدا باستعداده تهدئة التوترات والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة.
وشدد نورلاند، على أنه لا يمكن الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدتها إلا من خلال الحوار واحترام حق حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد.
وأوضح السفير الأمريكي أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الدبيبة، وأعرب خلاله عن تقديره لالتزامه بحماية الأرواح، وكذلك لاستعداده الدخول في مفاوضات لإيجاد حل سياسي.
وقاد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، دفة مباحثات شملت الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وبعض الدول العربية، فضلا عن مباحثات مع أطراف داخل ليبيا لمنع تصاعد الموقف في البلاد الغارقة في الفوضى منذ 2011. وحث جميع الأطراف المشاركة في المباحثات الجهات التشريعية على إنجاز قوانين الانتخابات الجديدة دون تأخير.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في 16 مارس الجاري جلسة خاصة بليبيا لبحث آخر التطورات، والاطلاع على جهود البعثة الأممية.
من جهته، قال رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا: المهمة الأبرز للحكومة هي إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لا كما يريد البعض برلمانية فقط، وهذا لم يحدث أبدا لأن بلادنا تحتاج إلى انتخابات رئاسية وبشدة.
وأضاف باشاغا في كلمة له حول التطورات الأمنية وآخر المستجدات على الصعيد الدولي، مساء الجمعة، أن عبدالحميد الدبيبة أغلق المجال الجوي والطريق الساحلي وتسبب في عمليات قبض على الهوية، مشيرا إلى أن بعض الدول عرضت وساطة بينه والدبيبة لكن الأخير رفض.
وأضاف باشاغا: أطمئن أهلنا في طرابلس أنه لا حروب بعد الآن، ولن تكون هناك أي حكومة موازية في ليبيا، والحكومة تعمل على مباشرة عملها من العاصمة طرابلس في أقرب وقت ممكن.
فيما أكد المكتب الإعلامي للحكومة الليبية أن الحكومة اتخذت كافة الإجراءات الإدارية والتدابير الأمنية لإتمام عملية التسليم والاستلام وفقا للقانون بعد نيلها الثقة من السلطة التشريعية وأدائها اليمين القانونية أمام مجلس النواب.
