استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجمعاً حاشداً أمام استاد مكتظ بالجموع الجمعة ليسوق مبررات غزوه لأوكرانيا، ووعد عشرات الألوف من الحاضرين الذين يلوحون بالأعلام الروسية بأن جميع أهداف الكرملين ستتحقق.

وقال بوتين في التجمع الحاشد بملعب لوجنيكي في موسكو "نعرف ما يجب علينا أن نفعله وكيف وبأي تكلفة. وسنحقق كل خططنا بشكل تام".

وأضاف أن الجنود، الذين يقاتلون فيما تسميه روسيا "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، يبرزون وحدة روسيا.

وقال بوتين "جنباً إلى جنب، يساعدون بعضهم البعض، ويدعمون بعضهم البعض، وعند الحاجة، يحمون بعضهم البعض من الرصاص بأجسادهم مثل الإخوة الأشقاء.

هذه الوحدة لم تكن موجودة من فترة طويلة".

وأثناء كلمة بوتين، قطع التلفزيون الحكومي البث لفترة وجيزة وعرض أغاني وطنية، لكن سيد الكرملين ظهر مرة أخرى في وقت لاحق على التلفزيون الحكومي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن عطلاً فنياً في أحد الخوادم هو السبب وراء قطع بث التلفزيون الحكومي فجأة أثناء كلمة بوتين.

اتهامات أمريكية لروسيا

اتهمت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الجمعة، روسيا بـ"إساءة" استخدام عضويتها في مجلس الأمن الدولي.

جاء ذلك في تصريح للصحفيين قبيل ساعات من عقد المجلس جلسة طارئة لمناقشة شكوى روسيا بوجود مختبرات أمريكية لإنتاج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقالت غرينفيلد: "روسيا تسيء استخدام عضويتها في مجلس الأمن الدولي (..) لا يوجد في أوكرانيا برنامج أو مختبرات أسلحة بيولوجية قرب حدود روسيا أو أي مكان آخر".

وأضافت: "روسيا تتهم دولاً أخرى بالانتهاكات نفسها التي تخطط لارتكابها، وما زلنا نعتقد أنه من الممكن أن تخطط موسكو لاستخدام عوامل كيميائية أو بيولوجية ضد الشعب الأوكراني".

وتابعت: "لن نحترم التضليل الروسي أو نظريات المؤامرة، وسنواصل دق ناقوس الخطر، وسنذكر العالم بأن روسيا كذبت مراراً وتكراراً على هذا المجلس خلال الأسابيع الأخيرة".

ومضت قائلة: "الأسبوع الماضي سمعنا من الممثل الروسي (فاسيلي نيبينزيا) خطبة عن نظريات المؤامرة الغربية، وهذا الأسبوع سمعنا منه الكثير أيضاً، وأسأله: من أين يأتي بكل ذلك؟".

وقبل أسبوع، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن لدى موسكو وثائق تثبت وجود 30 مختبراً أمريكياً لإنتاج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.

وانضمت بريطانيا وفرنسا وألبانيا والنرويج وأيرلندا، إلى الولايات المتحدة في تأكيدها أن روسيا هي التي حافظت على برنامج أسلحة بيولوجية ينتهك القانون الدولي، وأن لديها تاريخاً موثقاً في استخدام الأسلحة الكيميائية.

كما يرى بوتين أن العملية الجارية في أوكرانيا ضرورية لأن الولايات المتحدة كانت تستخدمها لتهديد بلاده، مضيفاً أن واجب روسيا الدفاع في مواجهة "إبادة جماعية" تنفذها أوكرانيا للناطقين بالروسية.

من جانبها، تقول أوكرانيا إنها تدافع عن وجودها وإن مزاعم بوتين عن الإبادة الجماعية "مجرد هراء".

للمرة الثانية بلغاريا تطرد دبلوماسيين روساً

أعلنت وزارة الخارجية البلغارية الجمعة، عشرة دبلوماسيين روس، "أشخاصاً غير مرغوب فيهم" وأمهلتهم 72 ساعة لمغادرة البلاد بسبب ما قالت إنها أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي.

وهذه هي الموجة الثانية من طرد الدبلوماسيين الروس من بلغاريا. وفي الثاني من مارس آذار طردت بلغاريا دبلوماسيين اثنين بتهم تورطهم في الجاسوسية.

وكانت بلغاريا أوثق حليف لموسكو خلال الحرب الباردة، لكنها الآن عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وأدانت الغزو الروسي لأوكرانيا. وطردت بلغاريا ثمانية دبلوماسيين روساً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019 للاشتباه في قيامهم بالتجسس.

من جانبها وصفت السفارة الروسية في بلغاريا هذه الخطوة بأنها "خطوة معادية"، ستضر بالعلاقات بين صوفيا وموسكو مشيرة إلى أن روسيا سترد بالمثل.

وكانت سلوفاكيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، طردت يوم الاثنين ثلاثة من طاقم السفارة الروسية استناداً إلى معلومات استخباراتية.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً في سيادتها".

TRT عربي - وكالات