تحطمت طائرة من طراز بوينج -737 تابعة لشركة طيران شرق الصين على متنها 132 شخصا الإثنين في جنوب غرب الصين، في حادثة تعد الأكثر دموية منذ عام 1994 في هذا البلاد الذي شهد تحسنا كبيرا في سلامة الطيران.

ذكرت إدارة الطيران المدني في الصين أن الطائرة "فقدت الاتصال فوق مدينة ووتشو" في منطقة جوانجسي الجبلية. بدون إعلان حصيلة الضحايا.

وأضافت في بيان مقتضب "تأكد تحطم هذه الطائرة" مشيرة إلى أنها أرسلت "فريق عمل" إلى مكان الحادث. وكان على متنها 123 راكبا و9 من طاقم الطائرة.

قال الرئيس الصيني شي جينبينج إنه "في حالة صدمة" إثر الحادث، وفق ما نقلت عنه محطة "سي سي تي في" التلفزيونية العامة. في رد سريع غير اعتيادي، دعا رجل بكين القوي إلى "تحديد أسباب الحادث في أسرع وقت ممكن".

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، أقلعت الطائرة في رحلة "إم يو 5735" بعد الساعة الأولى بعد الظهر بالتوقيت المحلي (05,00 بتوقيت غرينتش) من مدينة كونمينغ (جنوب غرب) متوجّهة إلى كانتون على مسافة حوالى 1300 كيلومتر.

وقال أحد السكان لوسيلة إعلام محلية إن الطائرة "تبعثرت اجزاؤها وهي تسقط" بعد اصطدامها بجبل.

وأفاد تلفزيون "سي سي تي في"، من جهته، أن تحطم الطائرة "تسبب بحريق" جبلي، مشيرا إلى إرسال فرق إسعاف إلى الموقع.

كوارث نادرة

تعد حوادث الطيران نادرة نسبيا في الصين، البلد الذي ارتفعت فيه الحركة الجوية بشكل كبير في العقود الأخيرة وحيث تفرض تدابير سلامة صارمة.

ويعود تاريخ آخر حادث جوي كبير في الصين إلى أغسطس 2010 وقد أسفر عن مقتل 42 شخصا. وسجلت أعلى حصيلة للضحايا عند تحطم طائرة تجارية تابعة للخطوط الجوية نورث ويست من طراز توبوليف 154 في عام 1994 بعيد إقلاعها من مدينة شيان (شمال)، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 160 شخصًا.

كما لقي العديد من الركاب الصينيين حتفهم في مارس 2014 عندما اختفت بشكل غامض طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية تقوم بالرحلة MH370 المتجهة إلى بكين.

ضربة أخرى لشركة بوينج

وتشكل كارثة الاثنين الجوية ضربة أخرى لشركة بوينج في الصين. ففي مارس 2019، كانت الصين أول دولة في العالم تأمر شركات الطيران المحلية بتعليق رحلات 737 ماكس لأسباب تتعلق بالسلامة بعد حادثين في غضون بضعة أشهر أسفرا عن مقتل 346 شخصًا.

ورفعت إدارة الطيران المدني الصينية حظرها لطائرات بوينغ 737 ماكس، في ديسمبر الماضي.

ولم يعرف بعد ما إذا كانت هذه الطائرات قد استأنفت الرحلات التجارية في الصين.

وكانت شركة بوينج تترقب هذا القرار حيث تعد الصين سوقًا مهمًة لها.

واشترطت الهيئة الصينية الناظمة لمعاودة استخدام الصين لطائرة 737 ماكس، اجراء تعديلات فنية على هذا الطراز من أجل ضمان سلامة الرحلات.

والصين هي آخر دولة كبرى ترفع حظر الطيران عن هذه الطائرات.