منصة الفضفضة الإخوانية


نظمت جماعة الإخوان مؤتمرها الدولى الثانى فى الذكرى الـ94 لتأسيسها تحت شعار «أصالة واستمرارية» بمدينة إسطنبول، لكنه كان منصة للفضفضة انتهت زبداً ببيان ختامى هزيل.

رسمياً كان المؤتمر من تنظيم فريق محمود حسين، وظهر فيه لأول مرة المتحدث الإعلامى على حمد، الذى أعلن عن مشروع لإعداد قادة من الشباب، وفى هذا رد على الهيكلة والتطوير للفريق الآخر لمجموعة إبراهيم منير، كما ظهرت آيات مسعد، المتحدثة باسم الأخوات، التى لم يكن ظهورها له أية أهمية سوى التأكيد على أن هناك دوراً نسوياً غير موجود بشكل جدى داخل الجماعة بالخارج.

انقسم المشاركون داخل المؤتمر إلى ثلاثة أصناف؛ الأول هم المحاضرون الرئيسيون، وكان ظاهراً أنه تمت دعوتهم على عجل ولم تكن الدعوات وفق تخصصات شرعية أو فكرية أو سياسية، ولم يراع أصحاب الآراء المتناقضة أو من خارج وداخل الإخوان، والثانى هم الشباب الذين لم يكن لهم أى دور يذكر سوى الاستماع للكلمات، والثالث هم حضور لتكثير العدد، وبعضهم من جماعات أخرى مثل الجماعة الإسلامية المصرية، أو بعض المعارضين لمجموعة حسين لجذبهم.

لم يناقش المؤتمر القضايا الجوهرية لجماعة الإخوان فى العالم، لأنها محل اختلاف فكرى وتطبيقى شاسع، كما لم يناقشوا أزمة الانقسام، حيث لوحظ أن المتحدثين فى المؤتمر لم يتطرقوا جميعاً للأزمة الحالية، ولم يعبروا عن موقفهم وهل هم مع هذا الطرف أم ذاك؟، مثال على ذلك كلمة القيادى الحمساوى محمود الزهار، أو أحمد العمرى، ممثل الجماعة فى لبنان، وممثل جنوب أفريقيا، عبدالمجيد ديه، وعبدالوهاب الجندى، ممثل كردستان.

كان الواضح أن المؤتمر محاولة كبيرة لإظهار كيان مجموعة حسين وأنها تسيطر على كيانات ومؤسسات ومقدرات الجماعة، لدرجة أن بعض المتداخلين فى المؤتمر طُلب من بعضهم إعداد مداخلة قبله بأسبوع واحد فقط، وفق الإخوانى هانى الديب على صفحته بـ«فيس بوك». الإعلان الذى صاحب المؤتمر وتعليقات عناصر الجماعة عليه حملت معانى لا تحتمل، حيث تجاوزت الانقسامات إلى العقيدة وأن المؤتمر يدلل على بقاء التنظيم وفشل تفكيكه، وأنه سيقود العالم!

إن هذا المؤتمر أورث حالة إحباط ويأس لعناصر التنظيم من قيادة الجماعة الحالية لدى قطاع كبير ممن كانوا يظنون أن هناك بصيص أمل، حيث كان تغيير القيادة أحد مطالب الكثيرين، لكنه لم يتطرق أبداً لتلك الأزمة، لذا فجميع الحضور والمتحدثين بلا استثناء جاءوا من أجل المشاركة فى المناسبة وليس من أجل إظهار تأييدهم لهذا الفريق أو ذاك، أو من أجل تغييرات جديدة.

فى الختام، جاء المؤتمر بمحاضرات تلقيها قيادات الإخوان من أقطار مختلفة ويحضرها رجال الحرس القديم من القيادات وجمهور تم انتقاؤه بعناية من تركيا من الموالين للقيادة أو على الأقل لا يشاغبونها، وانتهى زبداً فى بيان ختامى مشابه لكل البيانات الرسمية منذ تم تأسيس الجماعة.

نقلا عن الوطن المصرية

تاريخ الخبر: 2022-03-23 00:16:50
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية